> انتظر عشرات الالاف من الباكستانيين طوال الليل لاستقبال القاضي الذي تحدى الرئيس برويز مشرف لدى اقترابه من مدينة لاهور على رأس قافلة سيارات تقل أنصاره ووسائل الاعلام.

ودوى هتاف "فليذهب مشرف" في الوقت الذي عبر فيه كبير القضاة افتخار تشودري الجسر الممتد فوق نهر رافي على مشارف المدينة في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد بعد اكثر من 20 ساعة من مغادرته العاصمة اسلام اباد.

وتعتبر لاهور المركز العصبي السياسي لباكستان ويعتبر استقبال تشودري هناك اختبارا للتأييد الذي يتمتع به.

وتسلق الانصار سيارته ذات الدفع الرباعي وهو مشهد مألوف طوال رحلة تشودري الطويلة من اسلام اباد.

ومع شروق الشمس فوق ضواحي لاهور ظهر حجم التأييد للقاضي الذي اتهمه مشرف بسوء السلوك.

واصطف الناس على جانبي الشوارع ووقفوا فوق الجسور لالقاء نظرة على الرجل الذي اصبح رمزا للمقاومة منذ ان ادى وقفه عن العمل قبل شهرين الى اغراق البلاد في ازمة قضائية,وزاد حجم موكب تشودري مع اقترابه من لاهور.

وخرجت حشود ضخمة تلوح باعلام جماعات المعارضة وتردد شعارات مناهضة لمشرف الى الشوارع.

ويعتبر المجتمع القانوني والمعارضة خطوة مشرف بعزل تشودري تعديا على استقلال السلطة القضائية.

وسيكون ذلك علامة واضحة للسلطات الى جانب المشاهد الموجودة في الشوارع على ان جهودها لاحتواء الازمة اخفقت.

والحشد الموجود في لاهور هو اكبر استعراض للقوة من جانب المعارضة منذ تولي مشرف السلطة في انقلاب أبيض قبل سبعة اعوام ونصف.

ومثل رفض تشودري الاستقالة في مواجهة اتهامات بسوء السلوك والتعاطف الكبير مع موقفه اخطر تحد لسلطة مشرف.

واتهم مشرف المحامين "بتسييس" مسألة قضائية من خلال تنظيم احتجاجات.

وقال امام حشد في اقليم السند أمس الأول "احذر المحاميين من انهم لن ينجحوا في مخططاتهم. انا اطلب من المحاميين ان يتجنبوا السياسة."

ومن المقرر ان يسعى مشرف الى اعادة انتخابه في سبتمبر ايلول او اكتوبر تشرين الاول. ومن المثير للجدل انه يسعى الى ان يعاد انتخابه من قبل المجلس الوطني والمجالس الاقليمية قبل ان يتم حلها لاجراء انتخابات من المتوقع ان تجري في نوفمبر تشرين الثاني.

ويقول محللون ان دافعه الاساسي وراء عزل تشودري ذي التوجهات المستقلة هو ان يكون لديه كبير قضاة اكثر طواعية في حالة وجود اي تحديات دستورية لخططه. رويترز