> افرجت السلطات الباكستانية عن اثنين من طلاب الدراسات الدينية أمس الأحد فيما يبدو تحركا لاسترضاء متشددين في مسجد بالعاصمة اسلام اباد يحتجزون اثنين من رجال الشرطة رهائن.

ويطلب المتشددون الافراج عن تسعة اخرين من الطلاب تحتجزهم السلطات مقابل الافراج عن الشرطيين.

وكان طلاب خطفوا اربعة شرطيين بملابس مدنية من امام المسجد في قلب اسلام اباد يوم الجمعة لكن افرج عن اثنين في وقت لاحق فيما قال رجل دين كبير انه "بادرة حسن نية".

وقال عبد الرشيد غازي رجل الدين الكبير في المسجد الاحمر في مؤتمر صحفي "الشرطيان بحوزتنا ومن الواضح جدا اننا سنطلق سراحهما فور إفراج السلطات عن اتباعنا."

ويخوض المسجد مواجهة مع السلطات منذ يناير كانون الثاني حين سيطرت طالبات في احدى المدارس التابعة للمسجد على مكتبة عامة مجاورة لمجمع مباني المسجد احتجاجا على إزالة عدة مساجد بنيت بشكل غير قانوني على أراضي الدولة.

وحذر غازي من أن اي تحرك من الحكومة ضده او ضد طلابه سيفجر صراعا ضد الحكومة,وقال "اذا تعرضنا لهجوم فسوف نبدأ الجهاد."

وأصدرت محكمة في إسلام أباد حكما أمس الأول بالإفراج عن خمسة من الطلبة بكفالة لكنهم ما زالوا محتجزين بسبب عدم دفع الكفالة.

وقال مسؤول في الشرطة إن قرار المحكمة بالإفراج عن الطلبة كان مصادفة ولا علاقة له بالتهديد الذي وجهه رجل الدين.

وخطف المتشددون من المسجد الأحمر رجال شرطة من قبل لفترة وجيزة إلا أن حملتهم ضد الرذيلة في المدينة تسببت في أكبر مواجهة. فقد داهموا أحد بيوت الدعارة القريبة واحتجزوا ثلاث نساء لفترة قصيرة وضغطوا على ملاك متاجر الموسيقى والفيديو لدفعهم لإغلاق أعمالهم.

وفي الشهر الماضي هدد عبد العزيز كبير رجال الدين بالمسجد بإطلاق مهاجمين انتحاريين إذا استخدمت الحكومة القوة لمنع حركته من تأسيس محاكمها الإسلامية الخاصة التي تطبق الشريعة.

وسعت الحكومة لتهدئة المتشددين بابلاغهم أنه سيتم التعامل مع شكاواهم وقال قائد في حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية الحاكم الشهر الماضي إن كل القضايا تمت تسويتها بشكل ودي من خلال التفاوض.

وينزعج الليبراليون من فشل الحكومة في التصرف بشكل أكثر صرامة مع المتشددين في مواجهة ما تصفه وسائل الإعلام بتزايد اتجاه "طلبنة" المجتمع الباكستاني نسبة الى حركة طالبان الافغانية.