صالحة الشعيبية أم المناضلين والأحرار في الشعيب لـ «الأيام»:المناضلون والأبطال صناع الثورة والحياة الحقيقية في اليمن يكرمون بالجحود والنكران

> «الأيام» محمد الحيمدي:

> في أحلك الظروف وأقساها وأخطرها، وفي معمعان النضال ولهيب النيران في جبهات القتال، وفي أصعب مواقف المواجهة والتحدي والتضحية التي كادت أن تودي بحياتها، سجلت الثائرة اليمنية المعروفة بأم الأحرار والمناضلين الأكتوبريين في مديرية الشعيب بمحافظة الضالع الوالدة صالحة أبوبكر منصر جعار الخيلي أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية والإقدام إلى جانب أولئك الأبطال والثوار المغاوير، الذين آمنوا أن النضال الوطني ضد الاستعمار يعد واجبا وطنيا مقدسا يجب على كل شريف ووطني غيور على وطنه وتواق للحرية التضحية بكل ما يملك من غال ونفيس بماله ودمه من أجل إقامة نظام يقوم على أساس العدالة والمساواة بين الجميع دون تمييز، وتحرير المجتع من الثالوث القاتل الخطير (الفقر، الجهل، المرض) والتخلص من شتى أنواع الظلم والاستغلال الوحشي للفقراء، وبالفعل تحقق هذا الحلم الكبير كثمرة طيبة وعظيمة لما قدمه الشعب في جنوب الوطن من تضحيات جسام وحصاد لما بذره خيرة أبناء الوطن في واقع نضالهم الشاق وكنتيجة حتمية لسخاء آلاف الأحرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء للوطن والحلم باليوم الموعود.

كانت الوالدة المناضلة صالحة وبفطرتها اليمنية الريفية التي لا تقبل الظلم والهوان والخنوع تدرك هذه المسلمات والمبادئ، لذلك أبت إلا أن يكون لها دور في هذا المجرى النضالي إلى جانب أخيها الرجل بكل إمكانياتها وقدراتها الجسدية، فقد كانت تحمل للثوار الذخائر والمأكل والمشرب بصورة سرية دون خوف من المخاطر، حاملة روحها على راحتها من جبل إلى جبل قاطعة المسافات الطويلة من واد إلى آخر ومن قرية إلى قرية لكي توصل للثوار والمناضلين احتياجاتهم الضرورية، بالإضافة إلى تنفيذ المهام السرية التي كان الثوار يسندونها إليها.

وبعد الثورة ظلت الوالدة صالحة على علاقة بقيادات الدولة كمناضلة تحظى بالاحترام والتقدير والرعاية، إلا أنها كغيرها من المناضلات تعاني حاليا من التجاهل والنسيان الرسمي لدورها وعدم الاهتمام بها وقد قالت بألم وحسرة:

«لم يعد أحد اليوم يزورني من المسؤولين كما اعتدت ولم نشعر منذ الوحدة بأننا في وطن يحترم مسؤولوه الأدوار البطولية التاريخية لأبطال الثورة» فكم هي بحاجة إلى الرعاية والاهتمام، لاسيما وأنها عجوز مقعدة وحيدة فاقدة الزوج وبدون أولاد كفيفة البصر وكثيرة الأمراض لا حول لها ولا قوة، ورغم مناشدتها الجهات المسؤولة بتوفير حق العلاج ولكن لا حياة لمن تنادي وقد أوضحت أن صلتها لا تزال قائمة ببعض المناضلين الأوفياء الذين عاصرتهم أثناء فترة الكفاح المسلح وبعده خاصة بقيادة الاشتراكي وقواعده، داعية الجهات المسؤولة في السلطة وعلى رأسها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الحرص كل الحرص على أهداف الثورة اليمنية وعدم التفريط بمحتوياتها ومنجزاتها مهما كانت الأسباب وترجمتها إلى الواقع العملي، لانها كما قالت: «لم تأت من فراغ وإنما هي حصيلة وثمرة كفاح طويل عمّد بأنهار من الدماء الزكية والأرواح الطاهرة»، داعية إلى الاهتمام والرعاية لمن تبقى من هؤلاء المناضلين صناع الثورة والمدافعين عنها وعن إنجازاتها، الذين للاسف الشديد أصبحوا اليوم يعيشون على هامش الحياة وقارعة الطريق، بل هناك من يتعمد إذلالهم وامتهان كرامتهم الآدمية. مختتمة حديثها متسائلة ومتعجبة: هل هذا هو مصير وجزاء من كانوا وقودا يحترق في محراب الثورة والوطن ليضيئوا لنا درب الحياة ويزرعوا الأمن والحرية والسلام في ربوع اليمن؟! هل جزاؤهم الجحود والنكران والذل والهوان وسلبهم حتى منازلهم وقطع رواتبهم الزهيدة؟ وقالت: «إن معظم دول العالم تكرم أبطالها ومناضليها الأحياء منهم والأموات ويعدون في مصاف القديسين إلا في اليمن فهم يصيرون متسولين ومجانين يعانون الأمرين وشتى صنوف القهر والتنكيل والإلغاء من الحياة». فتحية إجلال وتقدير واحترام يا أم المناضلين يا صالحة في زمن الفساد والبوار، تحية لأدوارك البطولية العظيمة وثقي أنها ستسجل بأحرف من نور في سجل التاريخ، لن تمحى أو تنسى فالتاريخ دائما صادق وأمين لم ولن يبخس الأبطال المناضلين وصناع الحياة وفجرها المشرق أدوارهم، وحتما سوف يعري ويفضح كل من يدعي النضال. لا تبتئسي أو تحزني. وعفوا إن صرت الآن خارج دائرة الضوء والاهتمام خلف جدر النسيان والجحود.

بطاقة تعريف
المناضلة صالحة من مواليد مدينة العوابل بمديرية الشعيب محافظة الضالع، شغلت بعد الاستقلال العديد من المناصب منها رئيسة اتحاد نساء اليمن بالشعيب.

نالت وسام الثورة والاستقلال ووسام الإخلاص والشجاعة وميدالية حرب التحرير والعديد من الشهادات التقديرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى