حزب العدالة والتنمية الحاكم يحقق فوزا حاسما في انتخابات تركيا

> أنقرة «الأيام» بول بنديرن وسلجوك جوكولوك :

>
رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وعقيلته أثناء الاقتراع
رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وعقيلته أثناء الاقتراع
أظهرت النتائج الأولية حصول حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الحاكم في تركيا على نحو 50 في المئة من الأصوات ليحقق بذلك فوزا كاسحا في الانتخابات العامة التي أجريت أمس الأحد.

وتمنح تلك النتائج التي جاءت أفضل من المتوقع الحزب المؤيد لعالم الأعمال تفويضا بإجراء إصلاحات لكنها تمهد الطريق في الأساس لمزيد من التوتر مع النخبة العلمانية بعد أشهر من خلاف على اختيار رئيس البلاد أدى إلى إجراء انتخابات مبكرة.

وقالت قناة تلفزيون سي.ان.ان التركية ان حزب العدالة والتنمية حصل على 48 % من الأصوات وذلك بعد فرز ثلثي الاصوات. واضافت أن حزبين اخرين تجاوزا نسبة 10 % المطلوبة كحد ادنى لدخول البرلمان مع حصول الحزب الشعبي الجمهوري على 19.4 % وحزب الحركة القومية على 14.7 % .

وأعلن مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية الفوز وقال إن الحزب سيحصل على عدد من المقاعد يكفيه لتشكيل حكومة بمفرده لفترة ولاية ثانية تبلغ خمس سنوات.

وقال صالح كابوسوز لرويترز "من الواضح أننا سنكون في السلطة بمفردنا وأن استقرار تركيا سيستمر."

وأغلقت لجان التصويت أبوابها قبل ساعة من الموعد المحدد في شرق تركيا حيث لا يتمتع الحزب الشعبي الجمهوري وحزب الحركة القومية إلا بتأييد ضعيف نسبيا ولذا قد لا تكون النتائج المبكرة معبرة تماما عن النتائج النهائية,وذكر خبراء اقتصاديون أن الأسواق المالية سترحب بتلك النتائج.

جانب من المؤيدين لحزب العدالة والتنمية
جانب من المؤيدين لحزب العدالة والتنمية
وإذا تجاوز الحزب الشعبي الجمهوري وحزب الحركة القومية حاجز العشرة في المئة بعد الانتهاء من فرز كل الاصوات فيحتمل أن يحصل حزب العدالة والتنمية على عدد أقل من المقاعد في البرلمان الجديد من الذي كان يحتله في البرلمان المنتهية ولايته رغم حصوله على نسبة أكبر كثيرا من الأصوات مقارنة بالتي حصل عليها في الانتخابات السابقة عام 2002 والتي فشل فيها حزب الحركة القومية في دخول البرلمان.

وذكرت وكالة كوندا لاستطلاعات الرأي التي تحظى بالاحترام أن النتائج الجزئية تشير إلى ان حزب العدالة والتنمية ينتظر ان يحصل على 334 مقعدا مقابل 352 في البرلمان السابق والحزب الشعبي الجمهوري على 94 مقعدا وحزب الحركة القومية على 88 مقعدا.

وقدر المسؤولون عن لجنة الإشراف على الانتخابات نسبة الإقبال على التصويت بزهاء 80 في المئة في بلد يبلغ عدد سكانه 74 مليون نسمة.

ودعا رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أكثر الساسة شعبية في تركيا إلى إجراء الانتخابات قبل موعدها بعد أن منعته النخبة العلمانية التي تضم الجيش صاحب النفوذ القوي من تعيين إسلامي سابق آخر هو وزير الخارجية عبد الله جول في منصب الرئيس.

ويتهم العلمانيون حزب العدالة والتنمية بالتخطيط لإضعاف الفصل بين الدين والدولة في تركيا ورغم أن الحزب ينفي ذلك فقد لمس هذا الاتهام وترا لدى بعض الناخبين.

الرئيس التركي أحمد نجدت سيزير وعقيلته سمر أثناء الاقتراع
الرئيس التركي أحمد نجدت سيزير وعقيلته سمر أثناء الاقتراع
وقال كاجان رازجيرات (24 عاما) مصمم الجرافيكس الذي أعطى صوته للحزب الشعبي الجمهوري في اسطنبول "حزب العدالة والتنمية حزب إسلامي وأنا لا أريدهم في السلطة. إنهم يمثلون خطرا شديدا على تركيا وستنهار صورة تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية."

وقال سميح إيديز كاتب العمود بصحيفة ميليت التي تنتمي لتيار الوسط "من الواضح أن (النتائج) نمح تفويضا لحزب العدالة والتنمية بالمضي قدما .. لكن هناك رسائل في زيادة عدد الأصوات (التي حصل عليها) حزب الحركة القومية.. هناك حساسيات قومية موجودة."

وأضاف "لا أعتقد أن (الجيش) راض لكنه لن ينشر الدبابات. سيبحث عن وسائل ليجعل وجوده محسوسا واضعا في الاعتبار أنها حكومة تتمتع بتفويض قوي."

ويعتبر الجيش نفسه الضامن الأول للدولة العلمانية في تركيا وأطاح بأربع حكومات في الأعوام الخمسين الماضية أحدثها حكومة ذات توجه إسلامي سابقة لحكومة حزب العدالة والتنمية عام 1997.

ويقود اردوغان الذي ينفي وجود أي برنامج إسلامي نموا اقتصاديا قويا وتراجعا في معدل التضخم منذ تولى حزبه السلطة عام 2002 بينما كان البلد يعاني من أزمة اقتصادية.

وتعهد بالمزيد من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الضرورية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغم الشكوك بشأن ما إذا كان الاتحاد سيسمح لتركيا بالانضمام إلى عضويته.

وقال حسين يلمظ (34 عاما) وهو عاطل يعيش في قرية على مشارف العاصمة أنقرة "حزب العدالة والتنمية ساعد الفقراء حقا في هذا البلد. إنه يوزع المواد الغذائية والفحم. ويقدم الأموال لبناتنا كي يذهبن إلى المدارس."

ويتوقع أيضا أن يفوز بعض المستقلين وأغلبهم من المرشحين الموالين للأكراد ببعض مقاعد البرلمان البالغ عددها الإجمالي 550 مقعدا.

وتقاتل قوات الأمن التركية متمردي حزب العمال الكردستاني منذ عام 1984 في صراع راح ضحيته أكثر من 30 ألف شخص. وتصاعدت الاشتباكات العنيفة على مدى العام الماضي.

وعلى الحكومة التالية أن تقرر إن كانت سترسل الجيش إلى شمال العراق لسحق المتمردين الأكراد هناك وهي الخطوة التي تقلق الولايات المتحدة بشكل متزايد,ويساور القوميون الشك بشأن مسعى تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي.

(شاركت في التغطية دارين بتلر وألكسندرا هدسون في اسطنبول وجاريث جونز وايما روس توماس وبول بنديرن في أنقرة وتوماس جروف في دياربكر) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى