فصائل متمردة في دافور تواصل محادثات المصالحة في اروشا

> اروشا «الأيام» جان مارك موجون :

>
جلست فصائل من المتمردين السودانيين في دارفور للمرة الاولى منذ اكثر من سنة حول الطاولة نفسها، أمس السبت خلال لقاء في تنزانيا يهدف الى توحيد مواقفها تحضيرا لمحادثات سلام مقبلة مع الخرطوم.

لكن هذه المحادثات المهمة بين القادة السياسيين والعسكريين للفصائل العديدة التي ظهرت في دارفور في السنوات الاربع والنصف الاخيرة يهيمن عليها غياب شخصيتين كبيرتين من حركة التمرد.

وقالت راضية عاشوري، الناطقة باسم موفد الامم المتحدة الى السودان يان الياسون الذي يتولى الوساطة مع موفد الاتحاد الافريقي سالم احمد سالم "انها المرة الاولى منذ ابوجا التي يجتمع فيها هذا العدد الكبير من الشخصيات المتمردة معا".

وتم التوصل الى اتفاق سلام يهدف الى وقف حمام الدم في دارفور في غرب السودان في ايار/مايو 2006 في ابوجا، لكن واحدا فقط من الفصائل الثلاثة التي شاركت في المفاوضات آنذاك وقع الاتفاق الى جانب حكومة الخرطوم.

ومنذ ذلك الحين، تزايدت حدة العنف وحصلت انشقاقات في الفصائل، ما زاد من تعقيدات التوصل الى جولة جديدة من مفاوضات السلام مع الحكومة السودانية.

لكن الوسطاء شددوا في بداية الاجتماع في اروشا أمس الأول على الدفع الجديد الذي شكله قرار مجلس الامن الثلاثاء نشر 26 الف جندي لحفظ السلام في دارفور، ما قد يؤدي الى اختراق في العملية السياسية.

وقال الياسون في وقت متأخر أمس الأول في افتتاح الجلسة الاولى من المحادثات "للمرة الاولى منذ وقت بعيد لدي شعور بالامل من اجل دارفور وهي فرصة يجب الا تفوت".

وقالت عاشوري ان الفصائل المتمردة تسعى الى الاتفاق "على اجراءات بناء ثقة مثل السعي الى ايجاد السبل لاحتواء اعمال اللصوصية والتحقق من وصول المساعدات الانسانية بافضل طريقة والسماح للمجتمع المدني في دارفور باسماع صوته".

وقال سالم أمس الأول ان فريق الوساطة يهدف الى معاودة مفاوضات للتوصل الى حل دائم بين المتمردين والخرطوم "في الشهرين المقبلين".. ومن كبار الغائبين عن الاجتماع احد مؤسسي حركة التمرد عبد الواحد محمد نور.

وقال نور لوكالة فرانس برس في باريس "مفاوضات السلام تتطلب مناخا ملائما، لكن حكومة السودان تواصل قتل الناس ولا يزال الالاف مشردين".

واعتبر ان "حكومة السودان مارست سياسة +فرق تسد+"، لافتا الى ان "انفاق اموال المجتمع الدولي لاستضافة هذه الفصائل لن يؤمن السلام لسكان دارفور".

واكد نور ان "الاعتراف بفصائل جديدة لن يؤدي الى شيء، فالمتمردون سيزدادون انقساما وسنشهد (نشوء) مزيد من الحركات".

واسس نور حركة وجيش تحرير السودان عام 2003 ويتزعم حاليا فصيلا من هذه الحركة,وقرر مقاطعة المفاوضات بين الفصائل المتمردة التي بدأت أمس الأول في اروشا (تنزانيا).

وانتقد السودان من جهته "عجز" فرنسا عن اقناع نور بالمشاركة في محادثات اروشا في تنزانيا، مبديا شكوكا حيال رغبة باريس في المساعدة على احلال السلام في دارفور.

واستدعت وزارة الخارجية السودانية سفيرة فرنسا لدى الخرطوم كريستين روبيشون ونقلت لها "امتعاضها من عجز فرنسا عن حمل نور على حضور اجتماعات اروشا".

وتابعت الوزارة ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير كان تعهد لنظيره السوداني لام آكول ممارسة ضغوط على زعيم حركة تحرير السودان.

واعتبرت الخارجية السودانية ان "الامر يثير الكثير من التساؤلات حول مصداقية التصريحات الفرنسية الداعية الى تحقيق السلام وحول ما اذا كان تحقيقه هو الهدف المنشود من وراء الحملات الفرنسية".

ويغيب عن اجتماعات اروشا كذلك سليمان جاموس، وهو من الشخصيات المتمردة الرئيسية الذي عمل منسقا لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى سكان دارفور. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى