جهود السلام الأمريكية في الشرق الأوسط تواجه أزمة مصداقية

> بيروت «الأيام» اليستير ليون:

>
قوات من حماس خلال كرنفال في غزة أمس
قوات من حماس خلال كرنفال في غزة أمس
تهدف خطة أمريكية لاستضافة مؤتمر سلام إلى الإشارة لوجود التزام جديد تجاه حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني,لكن الكثيرين في المنطقة يشكون في قدرة الرئيس الأمريكي جورج بوش على التحلي بالمثابرة والحياد خلال آخر 17 شهرا يقضيها في منصبه للتوصل إلى حل للقضية من خلال إقامة دولتين وهو الحـل الذي طرحـه عـام 2002.

ويخشى آخرون أن تكون كل الجهود بلا طائل إذا كانت الفكرة هي تحقيق السلام بين اسرائيل وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس دون موافقة الحكومة المنتخبة بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي سيطرت على قطاع غزة.

واقترحت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي زارت الشرق الأوسط الأسبوع الماضي عقد مؤتمر دولي وربما يكون في اكتوبر القادم لبحث “إعلان مبادئ”.

ولم تسفر الأطر السابقة التي تم التوصل إليها لحل الصراع من اتفاقيات أوسلو عام 1993 إلى “خارطة الطريق” عام 2002 عن اتفاقيات حول الحدود النهائية أو مصير اللاجئين أو القدس.

وقال المحلل الاسرائيلي يوسف الفر “كان كلام إدارة بوش طيبا عن عملية السلام لكنها لم تفعل شيئا يذكر” مضيفا أن من غير المرجح أن يكون مؤتمر السلام علامة بارزة.

وتجنب بوش أغلب الوقت الانخراط في الصراع العربي الاسرائيلي وعادة ما كان ذلك يسبب إحباط شركاء واشنطن في الوساطة وهم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة .

وقالت كريستينا جالاتش المتحدثة باسم خافير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن المؤتمر الدولي المزمع “كنا نسعى لمثل هذا النوع من التطورات.” غير أن مسؤولا بالاتحاد الأوروبي قال إن تفاصيل الاجتماع لم تعرف بعد كما أن الظروف اللازمة لإحداث انفراجة منعدمة فيما يبدو.

ومضى المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه يقول “إذا كانوا يريدون حل الصراع في الشرق الأوسط والاتفاق على تسوية دائمة بشأن الحدود فالوضع على الأرجح غير موات.“

وتجنبت اسرائيل مثل هذه الأهداف خاصة منذ انهيار المحادثات التي كانت تتوسط فيها الولايات المتحدة عام 2000 واندلاع الانتفاضة الفلسطينية.

وأدت سنوات من العنف إلى تدمير أي ثقة متبادلة ربما كانت متبقية.

انسحبت اسرائيل من جانب واحد من قطاع غزة عام 2005 ولكن سيطرة حماس على القطاع أحبطت أي أمل في انسحاب مماثل من الضفة الغربية حيث وسعت إسرائيل المستوطنات وأقامت الحواجز وقيدت حركة السكان والبضائع.

كما أن اقتتالا داخليا بين الفلسطينيين والهجمات الصاروخية المتواصلة من غزة جعل الكثير من الاسرائيليين غير حريصين على التفكير في أي تخل عن الأراضي أو السيطرة الأمنية.

لذلك فإن حشدهم وراء أي تحول كبير في السياسة نحو انهاء الاحتلال سيتطلب قيادة قوية ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت الذي كان يؤيد يوما نوعا من الانسحاب من جانب واحد من الضفة الغربية يسعى جاهدا للحفاظ على مستقبله السياسي من الضرر الذي لحق به بسبب حرب لبنان العام الماضي.

وأبلغ رايس الأسبوع الماضي بأن حماس التي ترفض المطالب الدولية بالاعتراف بإسرائيل وقبول اتفاقات السلام المؤقتة لابد من “استبعادها من اللعبة”.

وتقول حماس إن أي محادثات تستبعد منها ستكون مجرد فرصة صورية وهو رأي يوافق عليه الكثير من المحللين الذين يشككون في جدوى الاستراتيجية الأمريكية الاسرائيلية التي تهدف إلى عزل حماس في غزة مع تعزيز عباس وفتح في الضفة الغربية.

وقالت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات في تقرير صدر هذا الشهر إنه في الوقت الذي يستمر فيه الانقسام الفلسطيني فسيكون لحماس دور في القضاء على أي تقدم في المحادثات التي يقودها عباس مع اسرائيل.

وتساءلت المجموعة في تقريرها “كيف يمكن لعباس التوصل إلى وقف لإطلاق النار بدون الإسلاميين وحلفائهم؟ كيف يمكن أن يضفي الشرعية على اتفاق سياسي مع اسرائيل...

إذا كان مؤيدو حماس يشعرون بالاستبعاد؟ كيف يمكنه التحرك نحو بناء دولة إذا كانت غزة مستبعدة؟”

وأضاف التقرير أن رأب الصدع بين فتح وحماس وإشراك الإسلاميين في النظام السياسي أمر حيوي في أي جهود سلام.

وقال رامي خوري وهو معلق مقيم في بيروت إن الإدارة الأمريكية أضاعت وقت التوصل إلى حل.

وأضاف أن هناك ثلاثة زعماء بائسين وهم بوش وأولمرت وعباس الذين يلقون بالكاد دعما من شعوبهم وإذا ما حاولوا إنقاذ فشلهم السياسي من خلال عملية سلام وهمية زائفة فلن يكتب لهم النجاح.

وعلى الرغم من هذا التشكك فإن التأييد الذي تلقاه عملية السلام قادم من الحلفاء العرب لواشنطن خشية تزايد النفوذ الإيراني والفوضى في العراق وزيادة التأييد لجماعات إسلامية متنوعة من حماس إلى حزب الله في لبنان إلى تنظيم القاعدة.

وأعلنت المملكة العربية السعودية التي لا توجد بينها وبين اسرائيل علاقات دبلوماسية أنها من الممكن أن تشارك في محادثات السلام التي اقترحتها الولايات المتحدة ما دامت حقيقية.

وبالنسبة للرياض فإن هذا يتوقف على قبول اسرائيل عرضا بسلام شامل مع الدول العربية مقابل الانسحاب إلى حدود 1967 وقيام دولة فلسطينية.

وتقول السعودية ومصر والأردن لسنوات إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة ما لم يتم حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

كما أن هذه الدول أصبح بينها مصلحة مشتركة مع الولايات المتحدة وإسرائيل و هي مواجهة إيران الشيعية التي زاد نفوذها نتيجة للحرب في العراق.

وأبدى بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت شكه في قدرة بوش على استغلال الفرصة أو إدراك أن تسوية القضية الفلسطينية تمثل مصلحة استراتيجية.

ومضى يقول “يتطلب حل هذا الأمر قيادة أمريكية كبرى ولن يتحقق هذا في هذه الإدارة.” رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى