«الأيام» تبحث مع مثقفين في المضاربة ظاهرة تقلق المضاجع وتزهق الأرواح .. أسوأ ما في الأمر أن يدلل الآباء أطفالهم بتشجيعهم على حمل السلاح

> «الأيام» محي الدين الشوتري:

> مازالت ظاهرة حمل السلاح وما ينتج عنها من مزاح وعشوائية في الأعراس والمناسبات تتجرع علقم مرارتها مجتمعاتنا المغلوبة، والمقهورة من شطحات بعض عديمي الضمائر الذين ترك الحبل على الغارب لهم ليعيثوا في الارض فسادا.. وتحصد جهالة العقول أرواحا بريئة وزهورا يانعة.

«الأيام» تبحث اليوم مع مثقفين في المضاربة تلك الظاهرة السيئة التي استفحل ضررها في المنطقة، إذ صار يتباهى بحمل السلاح وإيذاء الآخرين أطفال دون العاشرة.. فكم ذرفنا دموعا وكم تحولت أفراحنا إلى أحزان فتحت معها مراسيم العزاء .. المثقفون أثروا الموضوع بما جادت به أفكارهم وسكبوها في ما يلي من سطور.

> كان أول المتحدثين الشخصية الثقافية والتربوية المعروفة الاستاذ علي غالب حسين، الذي يرى أن ظاهرة حمل السلاح من الظواهر السيئة الضارة بالمجتمع والتي تعود عليه بالويلات، ويقول: إن هذه الظاهرة أشد خطرا حينما يمارسها الاطفال، ذلك أنهم لا يدركون النتائج المأساوية والوخيمة لاستخدام السلاح في الأعراس وفي رحلات الصيد، فكم قرأنا بل كم رأينا من مآس وكم ذرفنا من دموع نتيجة استخفافنا بهذا الأمر.

ويختتم الأستاذ علي غالب حديثه بوضع حلول ومعالجات منها: «حملة إعلامية تتولى فيها وزارة الداخلية نشر المصلقات الإرشادية، تفعيل الرأي العام والإذاعة والصحف، وكذلك دور المثقفين وخطباء المساجد في التنبيه إلى خطورة الظاهرة وضرورة الحد منها، تفعيل الحملة في المدارس بطريقة مباشرة عبر المناهج وغير مباشرة بالملصقات واللجان ولو بشكل موسمي».

> التربوي علي أحمد سالم يقول: «طريقة حمل السلاح والمزاح به والعشوائية وعدم التدرب عليه وغياب الإشراف على الأبناء وتعليمهم مهارة حمل السلاح واستخدامه قد يؤدي إلى كوارث، مع العلم أن حمل السلاح والرماية مشروع ويكون بالتعليم والتدرب كما نص عليه حديث الرسول صلى الله وعليه وسلم حيث يقول: «علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، ونستخلص من الحديث هذا منع الأولاد من حمل السلاح إلا بعد التعليم واكتساب مهارة حمله بالاضافة إلى بلوغهم السن المناسبة لذلك». ويختتم حديثه بوضع مقترحات وحلول لهذه الظاهرة منها:

«منع إطلاق النار في الأعراس والمناسبات، التنسيق لوضع اتفاقية لمحاربة تلك الظاهرة، وضع عقوبات على كل من يخترق قرار وقف إطلاق النار وتأديبه».

> التربوي وهيب على الزغير يتندر من هذه الظاهرة فيقول: «في الوقت الذي اصبح العالم يتباهى بالكوادر العلمية المتخصصة في كل مجال، فإننا لا نبرح أو نفارق هذه العادة السيئة والضارة بالمجتمع، بل أضحى أبناء الصبيحة أسرى بل عبيداً لمثل هذه العادات، وتشكل هذه الظاهرة خطرا على حياة البشر بالإضافة إلى أنها مهدرة للمال».

> الاخ جميل بجاش خضر تربوي ومثقف معروف أدلى بدلوه فقال: «تعد ظاهرة حمل السلاح والمزاح به سواء على مستوى الصغار أم الكبار ظاهرة عامة على مستوى الوطن توسعت واستطار شررها وذهب ضحيتها كثير من الأبرياء». وأشار في سياق حديثه إلى «ظاهرة تفشت في الآونة الأخيرة بشكل لافت في المنطقة وهي ظاهرة تدليل الأطفال عن طريق تشجيعهم على حمل السلاح، ولا سيما في الاعراس». وفي معالجتها يرى التربوي جميل بجاش «ضرورة توعية الآباء عبر وسائل الإعلام والمسجد.. وحل هذه القضية بيد الحكومة في مواصلة شراء الأسلحة من المواطنين لتصبح اليمن خالية من السلاح، بالاضافة إلى محاربة ظاهرة تهريب الأسلحة».

> التربوي عبدالغني بدر الدين يقول: «أنا مع حمل السلاح وتنظيمه عبر قانون واضح وصريح وأرى أن المزاح بالسلاح خطر من قبل الصغار والكبار، وما نشاهده اليوم من أحداث جسيمة وإزهاق للأرواح البريئة إنما يأتي نتيجة لعدم تنظيم حيازة حمل السلاح». ويمضي قائلا: «أرى أن من اهم أسباب استفحال هذه الظاهرة تساهل الكثير من من أفراد المجتمع تجاه ما يترتب على هذه الظاهرة من انعكاسات خطيرة، بالإضافة إلى قصور الوعي عند بعض أفراد المجتمع الريفي القبلي بهذه الظاهرة غير الحميدة وغياب دور الأمن الحازم وعدم التزامه بواجبه اليومي في ردع هذه الظاهرة وخاصة في احتفالات الأعراس والمناسبات وعدم استصدار قانون واضح وصريح لتنظيم حيازة حمل السلاح من قبل مجلس النواب والحكومة حتى الآن وتأجيله من وقت لآخر».

> الاخ عبدالغني المشمري (تربوي): «في البداية أشكر «الأيام» على النزول إلى هذه القرى النائية، وأرى أن هذه الظاهرة والمباهاة والعشوائية في استخدامها من قبل الاطفال او الكبار ولا سيما في المزاح من الكوارث المفضية إلى الموت». ودعا المشمري وزارة الداخلية إلى إنزال برنامج تثقيفي وإرشادي وإقامة ندوات في المناطق للتوعية بمخاطر هذه الظاهرة.

وللرويس وأبنائها.. مليون تحية

كلمة حق يجب أن تقال في أبناء منطقة الرويس الذين أثبتوا أنهم قدوة للمناطق الأخرى بوضعهم حدا لظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات، وهذه الاتفاقية بزغت في الرويس منذ عامين والعمل بها مستمرة ومن يخترقها يتعرض للعقوبة..فيا سلطاتنا المحلية والأمنية ألا تستحق هذه المنطقة الإشادة والتكريم؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى