حديث الذكريات مع عمرسويد لاعب المكلا: أجمل أهدافي استقبلته شباك الحارس العملاق عادل إسماعيل

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
عمر سويد الرابع من اليمين جلوسا قائدا لفريق المكلا في نهائي كأس الجمهورية
عمر سويد الرابع من اليمين جلوسا قائدا لفريق المكلا في نهائي كأس الجمهورية
شيخ المعمرين في ملاعب كرة القدم اليمنية هو الذي سعينا إليه ليكون ضيفنا لهذا الأسبوع لما يحمله من تاريخ رياضي مشرف وطويل امتاز به بين أبناء جيله في مدينة المكلا محافظة حضرموت.

هو عمر سويد الذي تميز بالصلابة والرجولة داخل الملاعب عندما لعب لأندية الأحرار والوطن والمكلا وكان اسماً كبيراً ولامعاً بعطائه.

حوارنا معه عن ذكرياته عزيزي القارئ في السطور القادمة مع ملاحظة أن تذكر الأعوام كان مشكلة بالنسبة لضيفنا:

كان العام 1964م موعدا للبداية الرسمية للكابتن عمر سويد مع كرة القدم التي زاولها على مستوى الحواري كغيره من اللاعبين قبل الالتحاق بناشئي فريق الكوكب في مدينة المكلا حيث خاض معه أول مباراة رسمية على مستوى الأندية.

وجود سويد مع الكوكب لم يدم طويلا فقد تدخل بعض الأصدقاء والمقربين كما قال في حديثه لنا ونقلوه إلى فريق الأحرار المغادر إلى مدينة سيئون في رحلة رياضية لخوض مباريات ودية وشاءت الظروف أن يختار ضمن الفريق رغم صغر سنه.

الرحلة إلى سيئون ضربت موعداً خاصاً رتبته الأقدار ففي المباراة الأولى للفريق في مدينة تريم تعرض أحد لاعبي الأحرار واسمه (عمر سعيد وحدين) لإصابة أخرجته من الملعب فطلب مدرب الفريق في ذلك الوقت السوداني هاشم حسن من الكابتن عمر سويد النزول إلى الملعب وسط ذهول الجميع فدخل ولعب في خط الهجوم وقدم أداءً طيباً جعل له حضور في المباريات المتبقية وبالتالي أوجد لنفسه مكاناً في الصفوف وفي فكر المدرب.

الدمج يغير الأمور

مع مرور الأيام أصبح للكابتن عمر سويد حضورا طيبا في ملاعب كرة القدم في حضرموت من خلال ماقدمه مع فريق الأحرار كلاعب مهاجم بداية ثم لاعب وسط وأخيراً مدافعا صلبا وقويا فجاءت مرحلة الدمج لتغير الأمور والظروف بعدما دمج (الأحرار،الاتحاد، والشباب) في فريق واحد هو الوطن فخاض معه عمر سويد مشوارا كرويا كلاعب أساسي قدم نفسه من سابق بشكل جميل وبدأ اسمه كمدافع يصل إلى مدى أبعد فجاءت مرحلة الدمج الثانية لفريقه الوطن مع الهلال في فريق واحد هو المكلا.

المشوار الحقيقي

مع المكلا قدم عمر سويد العطاء اللامحدود في مشوار نال فيه الخصوصية بين لاعبي كرة القدم على مستوى الساحة اليمنية حيث استمر في التواجد على الملاعب في المكلا حتى عام 91م حيث وصل عمره إلى 45 سنة وبعطاء يؤكد من شاهده بأنه كان طيباً ليكون (شيخ معمري كرة القدم اليمنية).

مشوار مكلاوي كان حافلا بالكثير على الساحة الحضرمية واليمنية حيث صال وجال هنا وهناك وكتب سطورا جعلته أحد المميزين الذين تفتخر بهم حضرموت وصنف كأحد رموزها في عالم كرة القدم ولأنه كان قائدا فقد كانت له مواعيد مع منصات التتويج مع بطولات فريق المكلا يوم كان مميزا بلاعبين أفذاذ على مستوى المحافظة أما على مستوى الجمهورية فقد كان وصول المكلا إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الجمهورية عام 84م أمام وحدة عدن هو الإنجاز الأبرز فقد نال لقب الوصيف بعد خسارة قال عنها:

لقد كنا (قاب قوسين أو أدنى) حيث تقدمنا بهدفين سجلهما صالح باموكرة وخالد الناخبي إلا أن الأخطاء الدفاعية وحارس المرمى جعلت الأمور تنقلب علينا لنخسر ونخرج من المباراة غير مصدقين، وكانت تلك البطولة أروع ما في المشوار لأننا قدمنا مستوى كبيرا ووصلنا إلى النهائي باستحقاق، لكنها كرة القدم.

ورغم أن عمر سويد ودع كرة القدم في سن متقدمة إلا أنه قال:

«كنت قادرا على الاستمرار ولكن للأسف جاء جيل لايخدمك بل أنت الكبير من تخدمه فقررت رسم النهاية في مباراة اعتزال جمعت المكلا والتلال وهي آخر المواعيد في مشوار رافقني فيه نخبة من اللاعبين لعلي أذكر منهم:

المرحوم حسن بازار، ناصر الناخبي، سعيد الناخبي، المرحوم محمد صنعاء، عوض باني، عبدالله باسنبل، عبدالله بامفتاح، حاج بامقنع، خالد بامجحفي، صالح عجران، المرحوم طاهر باسعد وآخرين وأعتذر إن لم أستطع تذكرهم».

كما كان للكابتن عمر سويد حضور دائم مع منتخب المحافظة في المشاركات العديدة في كأس اليمن وغيرها بوجود لاعبين كبار ومميزين على مستوى حضرموت والوطن مثل الكابتن عبدالله باعامر وأيوب جمعة وعمارو بن همام وسالم عيضة عبدون وطاهر باسعد وحاج بامقنع وعدد من اللاعبين.

محطة دولية

في العمر الطويل للكابتن عمر سويد على ملاعب كرة القدم محطة دولية واحدة قال عنها:«إنها في الذاكرة ولاتنسى لأنها جمعتني بلاعبين هم الصفوة حين كانت كرة القدم في أعلى مستوياتها وقد كان استدعائي برفقة سالم عيضة وعمارو بن همام من المحافظة مع المدرب أنور غفوري رحمة الله عليه وعباس غلام.وكانت هناك مشاركة في جمهورية الجزائر بوجود اللاعبين أبوبكر الماس وعوضين وعبدالله هرر وجميل سيف والمجموعة الأخرى وقد خضت في هذه المشاركة مباراتي الدولية الوحيدة وكانت ضد منتخب الجزائر وخسرناها بهدفين لصفر».

مباريات لاتنسى

- «مباراة خضتها مع منتخب حضرموت ضد فريق سوفيتي في حضرموت ورغم أننا خسرنا المباراة بهدفين مقابل هدف إلا أن هذه المباراة كانت مميزة وجماهيرية وكنت أنا صاحب هدف منتخب حضرموت الذي سجلته من تسديدة بعيدة».

- «نهائي كأس الجمهورية عام 84م تعتبر من المباريات التي لا أنساها كونها كانت على بطولة وفي عدن على ملعب الحبيشي وكانت الأجواء لاتوصف وكنا على مقربة من معانقة الكأس».

- «مباراة أخرى كانت ضد فريق سمعون وقد جلست احتياطياً لأنني قلت كلاماً صريحا لم يعجب أحدا وحينما وصلت المباراة إلى دقائقها الخمس الأخيرة والنتيجة بيضاء ووسط مطالبة الجمهور بنزولي دخلت الملعب وسجلت هدف الفوز».

- «مباراة أيضا ضد الميناء وجلست احتياطيا لنفس السبب فدخلت في لحظة فيها ضربة حرة بعيدة قرب المنصة مباشرة ذهبت إليها ولعبت كرة خدعت بها عبدالجبار عباس حارس الميناء وسجلت هدفاَ».

أهداف في الذاكرة

ثلاثة أهداف سجلها الكابتن سويد نالت التميز بين عديد من الأهداف التي وصل بها إلى شباك خصومه رغم أنه لاعب مدافع أولها هدف خدش به شباك الحارس العملاق عادل إسماعيل في مباراة جمعت المكلا وشمسان في عدن على أرضية ملعب الحبيشي، بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء.

وهدف ثانٍ في شباك عملاق آخر هو عوض بن بكر في مباراة جمعت المكلا وسمعون وجاء الهدف بلعبة مشتركة تناقل فيها الكرة من وسط الملعب وزميله أحمد بلعلا حتى داخل المرمى.

وهدف ثالث كان سجله في مرمى الحارس الكبير عبدالجبار عباس ومن مسافة بعيدة في مباراة جمعت المكلا وميناء عدن.

خارج الذكريات

< قال الكابتن عمر سويد في حديثه عن الذكريات إنه بعيد عن الرياضة وناديه المكلا الذي قضى فيه سنوات شبابه لأنه كان صريحا ولا يرضى بالخطأ وهو ما أصبح مرفوضا وخصوصا عندما تتراكم الأمور وتبتعد عما تحتاجه المرحلة.

وقال إن هذا الطبع قد حرمه أشياء كثيرة حتى في واقع حياته.

فهل من المعقول أن يصل الحال بنادي المكلا وفريق كرة القدم إلى ماهو عليه وأبناؤه القادرون على خدمته بعيدون؟ .. إنها مأساة تتحملها الإدارة ومكتب الشباب في فترة سابقة الذي ارتضى وظل يتفرج على تاريخ يهدر دون حراك.

للأسف تدخلت المصالح فبيع النادي أمام الجميع وهذه كارثة ومع ذلك نحن بما قدمناه يكفينا حب الناس أما المتطفلون والدخيلون فهم لايهموننا في شيء.

< الرياضة لم أعد أتابعها إلا من خلال التلفاز لأنني ذهبت يوما إلى الملعب فندمت لأنني لم أر ما يذكرني بزماننا ونجومه.

< نعم هناك دعم للرياضة ولكن لم يعد هناك نجوم حقيقيون فغابت المواهب والاهتمام بالنشء ولعل الواقع واضح وماوصلت إليه الكرة في حضرموت هو الشاهد.

< جيلنا هو الأفضل ولايقارن أبدا والأسماء الخالدة بعطائها سطور اختطت بها كرة القدم في تلك الفترة الذهبية.

< في مدينة المكلا أكثر من ثلاثين فريقا شعبيا ومع ذلك فإن معظم لاعبي الفريق من خارج المدينة فهل يعقل ذلك؟

< أنا على استعداد لأن أخدم نادينا من أي موقع، فقد كنت يوما لاعبا ومدربا وأيضا كنت مسئولا للنشاط، بشرط أن تكون هناك مجموعة تقبل العمل والانتقاد لمصلحة النادي.

مقتطفات

> أحمد العقربي لاعب الأحرار سابقا هو اللاعب الذي تأثرت بأدائه في بداية مشواري.

> أيوب جمعة لاعب نادر على أرض الملعب، كان يعجبني أداؤه الساحر.

> ناصر الناخبي هو أكثر من زاملني في الملعب.

> المرحوم عمر عبدالرحمن باسنبل رئيس النادي في حقبة سابقة هو الشخصية التي أحببتها لأنه ببساطة رجل صادق.

> هاشم حسن، أحمد العقربي مدربان لهما الفضل بعد الله في مشواري.

> سعيد الناخبي هو اللاعب الذي جاء بعدي وحمل صفاتي إلا أنه لم يستمر طويلاً.

> هدف أبوبكر باصديق لاعب الوطن في شباك الهلال هو الهدف الذي تمنيت أن أكون صاحبه.

> مع الأحرار كنا ثلاثة أشقاء غازي وعبدالله وأنا وكانت في تلك الفترة ظاهرة.

بطاقة النجم

الإسم: عمر علي محمد سويد

مواليد: 1946م

لعب لأندية الأحرار، الوطن، المكلا، 1964م - 1991م

الوظيفة: مسئول مالي بمكتب المالية في المكلا.

الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لأحد عشر إبناً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى