القرآن.. بين التفسير والتأويل

> «الأيام» محمد شفيق أمان:

> التفسير: تفعيل من التفسيرة وهي اسم لما يعرّف به الطبيب المرض..التأويل: أصله من الأول وهو الرجوع، وكأنه صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني، وقيل من الأيالة وهي السياسة، كأن المؤول للكلام ساس الكلام ووضع المعنى فيه موضعه.

واختلف في التفسير والتأويل، قالت طائفة هي بمعنى، وأنكر قوم ذلك، قال أحدهم التفسير أعم من التأويل وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل واستعماله أكثر في الكتب الإلهية، أما التفسير فيستعمل في الكتب الإلهية وفي غيرها.. وقال آخر التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلا وجهاً واحداً، والتأويل توجيه لفظ متوجه إلى معان مختلفة، قال أبو طالب الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجاز، والتأويل تفسير باطن اللفظ. وقال الأصبهاني: التفسير في عرف العلماء كشف معاني القرآن والتأويل أكثره في الجمل، وقال قوم ما وقع مبيّناً في كتاب الله ومعيّناً في صحيح السنة سمي تفسيراً لأن معناه قد ظهر ووضح وليس لأحد أن يتعرض إليه باجتهاد، والتأويل ما استنبطه العلماء العاملون لمعاني الخطاب الماهرون في آلات العلوم.

وفي عدم شرح النبي (ص) جميع آيات القرآن حكمة أراد منها سبحانه أن يتفكر عباده في مضمون كتابه (جلال الدين السيوطي).

قال ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تعالى ?{?يوتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً?}? قال: المعرفة بالقرآن (أخرجه ابن ابي حاتم من طريق ابن ابي طلحة).

وأخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً: يؤتي الحكمة قال القرآن، يعني تفسيره، وأخرج ابن الأنباري عن أبي بكر الصديق، قال: لئن أعرب آية من القرآن أحب إلى من أن أحفظها، وأخرج السلف من طريق ابن عمر مرفوعاً، قال: أعربوا القرآن يدلكم على تأويله، وأجمع العلماء على أن التفسير من فروض الكفايات وأجل علوم الشريعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى