بوش يحذر من انسحاب متسرع من العراق

> واشنطن «الأيام» كارلوس هامان :

>
الرئيس الاميركي جورج بوش
الرئيس الاميركي جورج بوش
حذر الرئيس الاميركي جورج بوش أمس السبت من ان انسحابا متسرعا من العراق يمكن ان يضر بالامن القومي الاميركي في الوقت الذي تردد ان الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الاميركي توصلوا الى اتفاق يسمح ببقاء الجنود الاميركيين وقت اطول في ارض الوطن.

وفي كلمته الاذاعية الاسبوعية، رسم الرئيس بوش صورة قاتمة لما سيصبح عليه الوضع بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق.

وقال بوش ان "نجاح عراق حر قضية اساسية لامن الولايات المتحدة. اذا خرجنا من العراق فان ذلك سيشجع المتطرفين في كل مكان".

وتابع "في المقابل فان عراقا حرا سيحرم القاعدة من ملاذ ويحد من الطموحات التدميرية لايران (...) وسيصبح (العراق) شريكا في المعركة ضد الارهاب".

واكد بوش مرة اخرى على دور القاعدة وايران في اشعال العنف في العراق.

وجاءت تصريحات بوش بعد ان اعلن في كلمة الخميس الماضي احتمال خفض القوات الاميركية في العراق بنحو 21500 مقاتل بمنتصف 2008، بحيث تعود اول دفعة مؤلفة من 5700 جندي في كانون الاول/ديسمبر. ومن المقرر اصلا ان يعود معظم هؤلاء الجنود الى بلادهم في ذلك الوقت نظرا لانتهاء فترة مهتهم في العراق.

وينتشر حاليا 169 الف جندي اميركي في العراق. وكان عددهم 130 الف جندي قبل ان يعلن بوش عن خطته بزيادة عديد القوات في كانون الثاني/يناير الماضي.

وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي يعلم ان انتشار هذا العدد من الجنود يسبب ضغوطا على الجيش، أمس الأول انه يامل في خفض عديد القوات الاميركية في العراق الى نحو 100 الف بحلول موعد تولي الرئيس الجديد الرئاسة في كانون الثاني/يناير 2009.

ويمكن ان يقل هذا العدد بشكل اسرع اذا نجح الديموقراطيون في مجلس الشيوخ في الحصول على مصادقة على اقتراح تقدم به السناتور الديموقراطي عن ولاية فيرجينيا جيم ويب - المحارب السابق في حرب فيتنام - ينص على ان يمضي الجنود الاميركيون وقتا في بلدهم يساوي نفس الوقت الذي امضوه في اخر مهمة لهم في الخارج قبل ارسالهم من جديد الى الخارج.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان الديموقراطيين يقتربون من الحصول على دعم الجمهوريين على الاقتراح.

ويقول الديموقراطيون ان التاثير العملي لهذا الاقتراح هو زيادة الوقت الذي يمضيه الجنود في وطنهم واجبار الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق على سحب القوات بشكل اسرع مما اقترح امام الكونغرس هذا الاسبوع، طبقا للصحيفة.

كما يحمي الاقتراح الجنود من العمل لفترات طويلة وتمضية وقت طويل ومرهق في اداء مهماتهم خارج البلاد.

ووصف غيتس الاقتراح بانه "حسن النية" لكنه اعتبر ان من شان هذا الاقتراح ان يزيد طول مهمة الوحدات المتواجدة حاليا في العراق، وقد يدفع الى استدعاء اعداد اضافية من الحرس الوطني وقوات الاحتياط والقيام بتعديلات اخرى "ستضع مزيدا من الضغوط على هذه القوة وتخفف من فعاليتها القتالية".

ويبحث السياسيون الاميركيون منذ اشهر عن طريقة لانهاء الحرب في العراق التي تثير استياء الشعب الاميركي، دون اللجوء الى خفض تمويل الجنود في الجبهة، الامر الذي يمكن ان يجعلهم يبدون غير وطنيين.

وطبقا للنظام السياسي الاميركي، يعتبر الرئيس القائد الاعلى للجيش ويحدد معالم السياسة الخارجية، الا ان الكونغرس هو الذي يوافق على الميزانية وبامكانه وضع شروط على التمويل.

ولكي يحصل على الموافقة، يجب ان يحصل اقتراح ويب على دعم عدد من الجمهوريين، لان المعارضة الديموقراطية تمتلك اغلبية ضئيلة للغاية في مجلس الشيوخ.

وقال بوش في كلمته الاذاعية أمس السبت ان بترايوس والسفير الاميركي في بغداد ريان كروكر ابلغاه ان الاوضاع الامنية في العراق "تتحسن، وان قواتنا اخذت زمام المبادرة من العدو، وان خطة زيادة عديد القوات تاتي ثمارها".

وقال بوش "كلما زاد نجاحنا، كلما عاد عدد اكبر من الجنود الى الوطن".

وقتل نحو 3773 جنديا اميركيا في العراق كما اصيب نحو 27850 اخرين منذ غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى