يتعاطها الإنسان

> «الأيام» محمد شفيق أمان:

> قال الأصبهاني: أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن، فصناعة التفسير قد حازت الشرف من جهات ثلاث، الموضوع، الفرض، شدة الحاجة. أما الموضوع فلأن موضوع كلام الله الذي هو ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة، فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدها وحكم ما بيننا، لا يخلق على كثر الرد ولا تنقضي عجائبه. وأما الفرض فلأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى. وأما شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أو دينوي، عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى.

قال ابن تيمية عن السلفي: كان الصحابة إذا علموا شيئاً من القرآن من النبي (ص) لا يتجاوزنه حتى يعلموا ما فيه من العلم والعمل، لذلك فقد كانوا يبقون مدة في حفظ السورة وأن ابن عمر أقام على حفظ البقرة ثماني سنين، ذلك لأن الله قال: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته، وقال: أفلا يتدبرون القرآن، فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في علم من علوم الطب وغيرها دون أن يستشرحوه فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم.

أنكر ابن يتمية تفاسير طوائف من أهل البدع، اعتمدوا مذاهب باطلة وعمدوا إلى القرآن فتأولوا على رأيهم، وصنفوا تفاسير على أصول مذهبهم مثل تفسير عبدالرحمن بن كيسان الأصم والجبائي وعبدالجبار والرماني والزمخشري، منهم من يحسن العبارة يدس البدع في كلامه - وأكثر الناس لا يعلمون - كصاحب (الكشاف) ونحوه، فوصف ابن تيمية تفاسيرهم بالباطلة، وأثنى على تفسير ابن جرير الطبري ووصفه بأنه من أجل التفاسير وأعظمها قدراً، ثم ختم كلامه بالقول: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وذهب إلى ما يخالف ذلك كان مخطئاً بل ومبتدعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى