اشتداد الضغوط العربية والدولية على سوريا لثنيها عن التدخل في لبنان
> اسطنبول «الأيام» اسعد عبود :
> تزداد الضغوط الدولية والعربية على سوريا في ضوء مواقف دول عربية وغربية كبرى فاعلة، بغية ثنيها عن التدخل في انتخابات الرئاسة اللبنانية وذلك رغم بعض مظاهر الانفتاح المشروط حيالها.
واتخذت الولايات المتحدة وفرنسا ودول عربية عدة اجتمعت على هامش المؤتمر الوزاري الدولي الموسع حول العراق في اسطنبول أمس السبت، مواقف متشددة حيال "التدخل والترهيب في العملية الانتخابية (في لبنان)".
واكد بيان مقتضب صدر في ختام الاجتماع الذي عقد بدعوة من الطرف الاميركي ان "التدخل والترهيب في العملية الانتخابية امر غير مقبول. ان الدعم الدولي للبنان وشعبه قوي وغير قابل للتفاوض".
وافاد البيان "لقد اجتمعنا لاعادة تأكيد رغبتنا في اجراء انتخابات رئاسية ناجحة في لبنان ونتوقع ان ينتخب لبنان رئيسا جديدا يجسد الاستقلال والسيادة واحترام القرارات الدولية".
وتابع البيان ان "المجتمع الدولي موحد في دعم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة ووفقا للدستور اللبناني (...) ونتطلع قدما الى الترحيب برئيس لبناني جديد سيعمل على تعزيز سيادة لبنان والامن والديموقراطية".
وقال دبلوماسي غربي ان البيان صاغه الاميركيون وقدموه الى المشاركين الذين وافقوا عليه.
وبدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية ومدتها شهران في 24 ايلول/سبتمبر. ودعا رئيس البرلمان نبيه بري الى جلسة لانتخاب الرئيس الاثنين 12 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما ارجئت العملية مرتين حتى الآن نتيجة الازمة السياسية واخفاق الغالبية المناهضة لسوريا والمعارضة التي تحظى بدعم دمشق وطهران في التوافق على مرشح.
وشارك في اللقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظراؤها الفرنسي برنار كوشنير والسعودي الامير سعود الفيصل والمصري احمد ابو الغيط والاردني عبد الاله الخطيب والاماراتي عبد الله بن زايد والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. ولم تشارك سوريا في الاجتماع.
وكانت مصادر في الوفد الاميركي المرافق لرايس قالت ان واشنطن قررت عدم توجيه دعوة الى دمشق لحضور الاجتماع الوزاري.
واضاف الدبلوماسي الغربي نفسه لوكالة فرانس برس رافضا ذكر اسمه ان "احد المشاركين تساءل لماذا لا نوجه دعوة الى (وزير الخارجية السوري وليد) المعلم لحضور الاجتماع؟ فطلب الوزراء العرب حينها التصويت على ذلك وجاءت النتيجة لصالح دعوته الى الاجتماع بغالبية كبيرة".
لكن لدى الاتصال بالوفد السوري، تأكد للمجتمعين ان المعلم كان في طريقه الى المطار، وفقا للمصدر نفسه.
وفي موازاة ذلك، اعلن السفير الاميركي في بغداد راين كروكر ان رايس التقت نظيرها السوري على هامش اجتماع اسطنبول الدولي حول الامن في العراق، مضيفا ان النقاش في الاجتماع غير الرسمي تطرق الى الامن في العراق و"موضوعات اخرى" لم يحددها.
وكان كوشنير حذر السوريين بواسطة المعلم خلال لقاء أمس الأول من تبعات التدخل في انتخابات الرئاسة في لبنان.
وقال انه ابلغ نظيره السوري بلهجة "واضحة وحازمة" ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان "وفقا للدستور تجنبا للسيناريو الاسوأ والوقوع في الفراغ".
واضاف كوشنير "لقد حذرنا السوريين بشدة من حدوث فراغ سياسي في لبنان قد يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة باكملها وسيسيء الى سوريا ايضا (...) كما ان الاسرة الدولية لن تقف غير مبالية حيال هذا الامر (...) يجب احترام الدستور".
وهذا اللقاء هو الاول من نوعه منذ عام 2004 وعقد على هامش المؤتمر الدولي حول العراق,وكانت فرنسا قررت مقاطعة كبار المسؤولين السوريين بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.
وكان الوزير الفرنسي الغى لقاء مقررا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر ايلول/سبتمبر الماضي بعدما اعلن عن اصابته ب"صدمة" اثر اغتيال النائب اللبناني في الاكثرية المناهضة لدمشق انطوان غانم.
من جهته، قال دبلوماسي غربي مطلع على الملف اللبناني ان كوشنير يرى في لقائه المعلم مناسبة "لابلاغ سوريا فحوى الموقف الغربي في شكل لا لبس فيه".
واعتبر ان "اللقاء ليس كما يعتبره السوريون نهاية للعزلة وانما مجرد خطوة براغماتية في الاتجاه الصحيح لابلاغهم الامور على حقيقتها وان ما يرونه انفتاحا يبقى مشروطا بالتزامهم البقاء بعيدا عن التدخل في لبنان".
وتشهد المؤسسات اللبنانية شللا منذ استقالة ستة وزراء قريبين من سوريا من الحكومة التي يترأسها فؤاد السنيورة في تشرين الثاني/نوفمبر 2006. ولا يزال لبنان يشهد موجة اغتيالات تستهدف شخصيات مناهضة لسوريا كان اخرها النائب غانم في 19 ايلول/سبتمبر الفائت. (أ.ف.ب)
واتخذت الولايات المتحدة وفرنسا ودول عربية عدة اجتمعت على هامش المؤتمر الوزاري الدولي الموسع حول العراق في اسطنبول أمس السبت، مواقف متشددة حيال "التدخل والترهيب في العملية الانتخابية (في لبنان)".
واكد بيان مقتضب صدر في ختام الاجتماع الذي عقد بدعوة من الطرف الاميركي ان "التدخل والترهيب في العملية الانتخابية امر غير مقبول. ان الدعم الدولي للبنان وشعبه قوي وغير قابل للتفاوض".
وافاد البيان "لقد اجتمعنا لاعادة تأكيد رغبتنا في اجراء انتخابات رئاسية ناجحة في لبنان ونتوقع ان ينتخب لبنان رئيسا جديدا يجسد الاستقلال والسيادة واحترام القرارات الدولية".
وتابع البيان ان "المجتمع الدولي موحد في دعم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة ووفقا للدستور اللبناني (...) ونتطلع قدما الى الترحيب برئيس لبناني جديد سيعمل على تعزيز سيادة لبنان والامن والديموقراطية".
وقال دبلوماسي غربي ان البيان صاغه الاميركيون وقدموه الى المشاركين الذين وافقوا عليه.
وبدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية ومدتها شهران في 24 ايلول/سبتمبر. ودعا رئيس البرلمان نبيه بري الى جلسة لانتخاب الرئيس الاثنين 12 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما ارجئت العملية مرتين حتى الآن نتيجة الازمة السياسية واخفاق الغالبية المناهضة لسوريا والمعارضة التي تحظى بدعم دمشق وطهران في التوافق على مرشح.
وشارك في اللقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظراؤها الفرنسي برنار كوشنير والسعودي الامير سعود الفيصل والمصري احمد ابو الغيط والاردني عبد الاله الخطيب والاماراتي عبد الله بن زايد والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. ولم تشارك سوريا في الاجتماع.
وكانت مصادر في الوفد الاميركي المرافق لرايس قالت ان واشنطن قررت عدم توجيه دعوة الى دمشق لحضور الاجتماع الوزاري.
واضاف الدبلوماسي الغربي نفسه لوكالة فرانس برس رافضا ذكر اسمه ان "احد المشاركين تساءل لماذا لا نوجه دعوة الى (وزير الخارجية السوري وليد) المعلم لحضور الاجتماع؟ فطلب الوزراء العرب حينها التصويت على ذلك وجاءت النتيجة لصالح دعوته الى الاجتماع بغالبية كبيرة".
لكن لدى الاتصال بالوفد السوري، تأكد للمجتمعين ان المعلم كان في طريقه الى المطار، وفقا للمصدر نفسه.
وفي موازاة ذلك، اعلن السفير الاميركي في بغداد راين كروكر ان رايس التقت نظيرها السوري على هامش اجتماع اسطنبول الدولي حول الامن في العراق، مضيفا ان النقاش في الاجتماع غير الرسمي تطرق الى الامن في العراق و"موضوعات اخرى" لم يحددها.
وكان كوشنير حذر السوريين بواسطة المعلم خلال لقاء أمس الأول من تبعات التدخل في انتخابات الرئاسة في لبنان.
وقال انه ابلغ نظيره السوري بلهجة "واضحة وحازمة" ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان "وفقا للدستور تجنبا للسيناريو الاسوأ والوقوع في الفراغ".
واضاف كوشنير "لقد حذرنا السوريين بشدة من حدوث فراغ سياسي في لبنان قد يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة باكملها وسيسيء الى سوريا ايضا (...) كما ان الاسرة الدولية لن تقف غير مبالية حيال هذا الامر (...) يجب احترام الدستور".
وهذا اللقاء هو الاول من نوعه منذ عام 2004 وعقد على هامش المؤتمر الدولي حول العراق,وكانت فرنسا قررت مقاطعة كبار المسؤولين السوريين بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.
وكان الوزير الفرنسي الغى لقاء مقررا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر ايلول/سبتمبر الماضي بعدما اعلن عن اصابته ب"صدمة" اثر اغتيال النائب اللبناني في الاكثرية المناهضة لدمشق انطوان غانم.
من جهته، قال دبلوماسي غربي مطلع على الملف اللبناني ان كوشنير يرى في لقائه المعلم مناسبة "لابلاغ سوريا فحوى الموقف الغربي في شكل لا لبس فيه".
واعتبر ان "اللقاء ليس كما يعتبره السوريون نهاية للعزلة وانما مجرد خطوة براغماتية في الاتجاه الصحيح لابلاغهم الامور على حقيقتها وان ما يرونه انفتاحا يبقى مشروطا بالتزامهم البقاء بعيدا عن التدخل في لبنان".
وتشهد المؤسسات اللبنانية شللا منذ استقالة ستة وزراء قريبين من سوريا من الحكومة التي يترأسها فؤاد السنيورة في تشرين الثاني/نوفمبر 2006. ولا يزال لبنان يشهد موجة اغتيالات تستهدف شخصيات مناهضة لسوريا كان اخرها النائب غانم في 19 ايلول/سبتمبر الفائت. (أ.ف.ب)