وللفن أسراره ..هل ممارسة الفن مهنة العاطلين؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> الناس كلمة تعني كل الشعب أو كل سكان الأرض من البشر ويمكن هنا استخدام اللفظ ليعني الجمهور أو الرواد الذين يفدون إلى المعارض الفنية أو المشاهدين الذين يجلسون في المسارح لتتبع تمثيلية أو غناء أو رقص أو لحن موسيقي أو يشاهدون التلفزيون أو هم أولئك الذين يدخلون المحلات التجارية ليحصلوا على ما يلزمهم من السلع.

هؤلاء جميعاً هم الناس الذين لهم ذوق معين أو مذاق خاص يتأثر بالثقافة وبمستوى المعيشة وبالتقاليد الموروثة والعادات الحضارية المكتسبة ويمكن التحدث عنهم في مجموعهم على أنهم (الناس). بالنسبة لهؤلاء الناس ما الذي يعنيه الفن؟ وما هي مكانة الفنانين في نظرهم؟ قد يعني لفئة من هؤلاء الناس أن الفنانين على هامش الحياة وليس لديهم عمل أساسي يعملونه فبدأوا يشغلون الناس بما ينتجونه من شعر أو موسيقى أو رسم أو غناء أو تمثيل أو غيره من فروع الفنون لأنهم لا يجدون أي عمل يشغلهم ويعتبرون عاطلين عن العمل. بعض الناس يظنون أن الحياة يمكن أن تسير بدون هؤلاء الفنانين وكلامهم قد يصدق طالما هم مشغولون فقط بلقمة العيش وما يسد رمقهم لكن الإنسان ليس ذلك الحيوان الناطق الأكول فقط. إن الله وهبه العقل والذكاء والقدرة على التذكر وتوارث الخبرات من جيل إلى جيل لذلك فهو أرقى من الحيوان الذي تحركه غرائزه فقط. فالفن إذن ليس كما يظن الناس مهنة العاطلين ولكن الفن هو الإنسان في أرقى صوره. والفن هو التهذيب العقلي والوجداني للإنسان. إن الإنسان مبني في تكوينه على أسس من التوافق والإيقاع كما أن هذين القانونين هما أساس الكون ذاته لذلك حينما يدأب الفنان على كشفهما في أعماله الفنية على اختلاف أنواعها وأشكالها إنما هو يبرز السمة المشتركة بينه وبين الكون فيصبح أكثر تلاؤماً معه وأكثر انسجاماً. والإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون فن فالفنان هو الذي ينير الطريق للإنسان العادي ويرفع من ذوقه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى