لبنان يؤجل الانتخابات الرئاسية ويكثف التعزيزات الامنية

> بيروت «الأيام» توماس بيري :

>
أرجأ زعماء لبنان المتنافسون الانتخابات الرئاسية حتى يوم الجمعة لمنحهم الوقت للاتفاق على خلف للرئيس اميل لحود الذي تنتهي ولايته في اليوم ذاته.

وأطال التأجيل في أمد أزمة سياسية يخشى كثيرون من أنها قد تؤدي الى تشكيل حكومتين متنافسين وقد تنزلق الامور نحو العنف في بلد لا يزال يتعافى من حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990. وعزز الجيش اليوم تواجده الأمني.

وكان من المقرر ان يجتمع مجلس النواب غدا الاربعاء لانتخاب خلف للحود لكن نبيه بري رئيس مجلس النواب قال في بيان إن التصويت سيرجأ إلى يوم الجمعة في رابع تأجيل منذ سبتمبر ايلول.

وكان مصدر سياسي رفيع أبلغ رويترز في وقت سابق إن الانتخاب سيتأجل.

وتزعمت باريس جهود الوساطة لدفع الزعماء المتنافسين للتوصل الى اتفاق حول الرئاسة وهو احدث حلقة في النزاع المستمر في لبنان منذ عام بين فرقاء موالين لسوريا ومناهضين لها.

وعبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي يقوم بوساطة بين الفرقاء اللبنانيين عن أمله في أنه لا يزال هناك وقت للتوصل لاتفاق.

وقال مصدر امني رفيع ان مئات الجنود يحرسون حواجز على الطرق ووضع الجيش عربات مدرعة حول الأبنية الحكومية في بيروت مضيفا ان "الجيش بدأ تدابير أمنية".

وقال قائد الجيش العماد ميشال سليمان بمناسبة عيد الاستقلال الذي يحل يوم الخميس ان "اي اعتداء على الامن هو خيانة وطنية وكل سلاح يوجه الى الداخل هو سلاح خائن."

وأضاف مخاطبا العسكريين "الوطن على المحك وانتم حماته فلا تتهاونوا ولا تستكينوا اذ سيخرج لبنان أقوى من ذي قبل فخورا بتضحياتكم وتفانيكم."

وأردف يقول "كنتم مثالا في الوحدة الوطنية فلا تعيروا آذانا لما يحصل حول تطبيق الدستور وتفسيره من تجاذبات واجتهادات تكاد تقسم البلاد الى اجزاء متناثرة اصغوا الى نداء الواجب ونداء الوطن."

ومؤسسة الجيش هي واحدة من المؤسسات القليلة في الدولة التي مازالت تعمل بفعالية خلال هذه الازمة التي شلت الحكومة.

وفشل بري وهو أحد ابرز زعماء المعارضة وسعد الحريري زعيم الاكثرية البرلمانية في الاتفاق على اي من اسماء المرشحين التي قدمها البطريرك الماروني نصر الله صفير,وسافر الحريري في زيارة للعاصمة الروسية موسكو فجر أمس الثلاثاء.

وبموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان ينبغي أن يكون رئيس البلاد مارونيا.

وتقول مصادر سياسية ان التحالف الحاكم يريد انتخاب النائب روبير غانم بينما تفضل المعارضة الوزير السابق ميشال ادة.

وقالت فرنسا التي تدعم التحالف الحاكم أمس الأول انه يجري عرقلة جهودها للتوسط في اتفاق بين الطرفين.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله في طهران ان سوريا وفرنسا تعملان معا لنفس الهدف.

وحذر حزب الله حليف سوريا وايران من "صورة كارثية" في لبنان في حالة عدم الاتفاق بين المعارضة التي يتقدمها وبين التحالف الحاكم المدعوم من الغرب.

وتساءل رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد قائلا "من الذي سيحكم البلد" مضيفا في تصريحات نقلها تلفزيون المنار التابع للحزب ليل أمس الأول "ان الحياة الدستورية في لبنان اصبحت في مهب الريح."

ويستوجب الاتفاق على رئيس مشاركة ثلثي الاعضاء في التصويت في البرلمان حيث يحظى التحالف الحكومي باغلبية ضئيلة.

ويقول بعض اعضاء قوى التحالف ان الاغلبية قد تدعو نوابها لانتخاب رئيس في حالة عدم التوصل الى تسوية. وتعتبر المعارضة هذه الخطوة غير دستورية.

وكان الرئيس اللبناني قد اشار في السابق الى انه قد يعطي صلاحياته لقائد الجيش وهي خطوة يعارضها تحالف الاغلبية المناهض لسوريا ويقول انها غير دستورية.

(شارك في التغطية نديم لادقي وليلى بسام ويارا بيومي) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى