للصحة أوجه عديدة ..المياه نعمة استغلها البعض (3-5)

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
نِعم الله كثيرة ، لا تعد لا تحصى، ومن تلك النعم (الماء) الذي يعتبر ركنا أساسيا لحياة الإنسان والحيوان والنبات.

ولهذا اتجه الكثير إلى المتاجرة بهذه النعمة تحت اسم مياه معدنية صحية (كوثر) ، رغم أن بعضها لا يعد كونه ماء آبار لا يعرف مصدرها حتى القائمون عليها، وربما تكون ملوثة.

أثناء تجوالي هنا وهناك لفت نظري منظر، يحمل الشيء ونقضيه، إحدى الشاحنات (الدِّيَنَّا) وعليها خزان (فيبرجلاس) يمتد منه أنبوب طويل مليء بالقاذورات والأوساخ، من كثرة الأوساخ تغير لونه، وكان ما في هذا الخزان يَصُبُّ في خزان آخر داخل أحد المحلات، استغراب ودهشة تملكاني، و سألت العامل، وهو يمسك بطرف الأنبوب:«ماذا في هذا الخزان؟» قال:«ماء صحة (كوثر)»، فقلت له:«أي كوثر وأي صحة يحملها هذا الأنبوب».

في محافظة عدن الكثير من معامل المياه الصحية، التي مهما اختلفت أسماؤها ومواقعها تحمل عنوانا واحدا (مياه صحية)، وإذا دققت في محتويات تلك (القناني) تجدها لا ترتقي إلى مستوى المياه المعدنية الصحية %100 إلا قلة قليلة من المعامل التي مازال لديها ضمير إنساني حي.

تؤكد الدراسات بأن مكونات المياه المعدنية تمتاز بتركيبها الكيميائي الثابت غير قابلة للتغيير، تحتوى على نسبة عالية من المعادن المذابة. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أنها أكثر صحة لجسم الإنسان، مقارنة بمياه الشرب العادية، بسبب احتوائها تقريبا على جميع العناصر الضرورية لنمو وحماية جسم الإنسان.

وأهم العناصر الموجودة في المياه المعدنية المفيدة: الكالسيوم: يحافظ على العظام والأسنان. والمغنيسيوم: يقوي الجهاز المناعي كما يسيطر على ضغط الدم وتوظيف السكريات الموجودة في الدم.وعنصر فلورايد: يساهم في حماية الأسنان من التسوس. النترات: توجد كميات عالية غير صحية وخاصة للأطفال الرضع، البيكاربونات: تساعد على محافظة وتنظيم وتوازن الحوامض في المعدة والأمعاء. الكلورايد: يحفظ الجسم من البكتيريا وينظم الحوامض في المعدة والأمعاء.

«الأيام» التقت بالمواطنين و رصدت لكم رأي المواطن في هذه المعامل المنتشرة على طول وعرض البلاد، وفي منتجاتها من المياه، فماذا يقولون؟!

جميلة أحمد تقول: «لا أشرب المياه الصحية، فطعمها غريب، ولكن إذا اضطررت أن أشربَها أشربُها باردة جداً، حتى أغطي على طعمها، فأنا حقيقة لا أشربها فليس هناك أفضل من ماء الحنفية، فبعض أنواع المياه المسماة بالمعدنية لا ترتقي أن تكون مياها صحية» .

شاطرتها الرأي أم رائد تقول:«لا أشرب المياه الصحية لأن طعمها غريب ومشكوك في صحتها لهذا أعمل على غلي الماء في المنزل ، وحقيقية نرى الكثير من معامل المياه الصحية ،وفي رأيي إن بعض هذا المواقع لا تصلح حتى لغسل القوارير والدبب».

يقول مصلح شاكر: «للأسف لا أحد يحس بخطورة هذه المياه التي نشربها فكلها أمراض ولا تظهر أعراضها إلا بعد أن يتمكن منا المرض ويستوطنا، وللأسف لا أحد يحس بخطورتها حاليا فهناك والله معامل مياه قذرة وصدئة والدبب الخاصة بهذه المياه لا يظهر ملامحها من كثرة الأوساخ فقد تغير لونها».

الشاب أوسان حسين مظهر يقول:«مياه الكوثر أولاً لا نعرف مصدرها، ولا منبعها ، وحتى إذا عرفنا هل هي صحية %100 ، طبعا لا لأن هذه المياه غير مصفاة بشكل سليم ، وعندما تشربها بكثرة تؤدى إلى ترسبات في المسالك البولية وبالتالي تحدث التهابات عند التبول»، ويوصل قائلاً:«وإذا تذوقتها لا طعم لها ولا مذاق بالإضافة أنها غير مروية يعني مهما شربت لا ترويك مثل المياه التي نشربها في المنازل أو المياه الصحية الأخرى». ويضيف:«من خلال بحثي في هذا الموضوع تأكدت أن أصحاب المناطق الجبلية الشمالية يستخدمون هذه المياه لري المدرجات الزراعية الجبلية، وربما فيها مواد كلسية تساعد التربة وخاصة الجبلية على الزراعة، كما يستخدمونها لغسل وشرب الماشية ولا يشربونها».

وينصح الأخ أوسان المواطن «أن يتأكد من منابع هذه المياه ومن صحتها حتى لا يقع الفأس بالرأس ويحدث ما لا تحمد عقباه وخاصة من يتناولون القات بكثرة فهم من يستخدمها بشكل أكبر».

سلوى محمد تقول:«في الفترة الأخيرة انتشرت أمام أبواب البقالات دبب مياه مكتوب عليها مياه صحية، ولكن للأسف أعتقد أن هذا الدبب لا تغسل بل يضاف إليها الماء باستمرار، إلى جانب ذلك أن غطاها مليء بالغبار ، فأي مياه صحية تلك التي تحتويها هذه الدبب؟ إلى جانب أن صاحب البقالة يعمل على طرح كيس بلاستيك على الغطاء مما يساعد على تجمع الغبار والجراثيم وتعرض للشمس، فبالتأكيد تزيد أضرارها أكثر وأكثر نتيجة لتفاعل المواد مع أشعة الشمس».

صاحب بقالة قال:«والله هذا حكم علينا أن نتعامل بهذه الدبب بس تنظيفها متعب وكثير من الزبائن لم يعد يشترى منا الماء، ويطلبون القناني الصغيرة ، لهذا يبقى الماء فترة طويلة في الدبب ».

غداً نلتقي بمن يقومون على المعامل الخاصة بتصنيع المياه لمعرفة ماذا لديهم وما هي مشاكلهم والصعوبات التي تواجههم، إذ عزف الناس عن شراء هذه المياه نتيجة لعدم احتوائها على أدنى الشروط الصحية كما يقولون .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى