القبض على أحد المتهمين في قضية اختطاف ثلاثة أطفال هولنديي الجنسية في عدن

> عدن «الأيام» كفى الهاشلي:

>
من اليمين طلال وصفاء وتامر
من اليمين طلال وصفاء وتامر
عندما تعصف رياح المشاكل العائلية وتتحول الحياة الزوجية إلى جحيم اسمه الطلاق فإن عقدة الانتقام من أحد الطرفين قد لا تنتهي خاصة عندما يتجرد من مشاعر الأبوة أو الأمومة على حد سواء.. وما ملكية الأطفال الهولنديين المختطفين في اليمن إلا أحد هذه المظاهر الانتقامية التي يلجأ لها بعض أرباب البيوت متناسين معنى الطفولة والحنان الذي يجب أن يحاط به الطفل.. هذا الكائن الذي تشع عيناه براءة.

فمنذ ما يزيد عن تسعة أشهر وقضية اختطاف أطفال ثلاثة بينهم رضيع لم يسدل عليها الستار رغم كل ما تقوم به الدولة من تحريات وكل ما يبذله الجد للكشف عن مصير أحفاده الصغار ومكان وجودهم، فهل هم في اليمن أم رحلوا إلى الصومال موطن الأب الأصلي أو هم في اثيوبيا أو بريطانيا حيث يقيم والدهم هناك وهل.. وهل؟..

استفهامات كثيرة يسعى الجميع من خلالها إلى معرفة حقيقة ما حدث.. الأمن في اتجاه والنيابة والجد في اتجاه والأقارب والأصدقاء أيضا يبذلون جهدهم والسفارة الهولندية تسعى لمعرفة مصير رعاياها، وأم مازال قلبها يتقطع حسرة على أطفالها الثلاثة ولا تعرف الحل.

«الأيام» وهي تعرض هذه القضية تسعى مع الجميع للكشف عن مكان وجودهم فقد يعرف أحد القراء مصير هؤلاء الأطفال الصغار.

فما هي حكاية الاختطاف؟ ومن هم الأطفال؟ وماهي تفاصيل القضية؟.. أسئلة نحاول العثور على إجابات لها:

بعد رحلة زواج كانت ثمارها ثلاثة أطفال بين فتحية عبدالله محمد التي تدعى فتوحة (هولندية الجنسية) صومالية الأصل، وجعفر صالح حسن باعلوي (صومالي الأصل) حاصل على الجنسية البريطانية الذي تثبت تقارير مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني في المركز (1) وباستمارة رقم a 530182 أنه حاصل على الرقم الوطني 03610023888 وأنه من مواليد الصومال ومقيم في اليمن في محافظة عدن مديرية صيرة بشهادة عادل صالح حسن وأحمد محمد حسن باعلوي.

مرت بعض سنوات الزواج بمحطات كانت سعيدة أمضاها الزوجان معا بسرعة فتحولت إلى دوامة من المشاكل التي كدرت صفوة حياتهما وظلت تلاحقهما حد الرغبة في الافتراق عن بعضهما بعد أن صارت الحياة أشبه بالجحيم، وبادرت (فتوحة) في الخلع من زوجها الذي صعب العيش معه في هولندا حيث يقيمان منذ قدومها إليها وحصولها على الجنسية هناك وبالخلع انتهى مصير هذا الزواج بالفراق ووفق الأنظمة في هولندا فإن الأم وحدها هي صاحبة الحق في تربية الصغار الثلاثة (طلال وصفاء وتامر) وأعطت الصلاحية لوالد الأطفال بأن يرى أطفاله متى شاء.

بمرور الأيام قررت فتوحة السفر إلى اليمن حيث تقيم عائلتها شمال عدن في مديرية الشيخ عثمان وتحديدا في القاهرة وكان الهدف من الزيارة حضور حفل زواج أحد الأقارب.

فتوجهت إلى سفارة اليمن في هولندا لتحصل على تأشيرة دخول وفعلا حصلت عليها وكانت برقم 2991 يوم الحادي عشر من يوليو العام قبل الماضي 2006م وبعد الحصول عليها بأربعة أيام فقط دخلت اليمن منتصف ذاك الشهر ومعها أطفالها الثلاثة طلال ابن الستة أعوام وصفاء بنت الخمسة أعوام وتامر ابن العامين، وكل دخل بجواز وتأشيرة مستقلة صادرة من هولندا، الكل كان يعلم بمجيء الأم وأطفالها، مرت الأيام فقررت الأم فتوحة العودة إلى هولندا بهدف استكمال بعض الإجراءات هناك إلا أن رحلتها إلى هنا وغيابها شكل مناخاً وفرصة مناسبة لوالدهم الذي كان موجوداً في اليمن حينها لاختطاف أطفاله وهو المتهم بالاختطاف لأنه لا صالح لأي شخص آخر باختطافهم سواه، ويضاف له أن أخاه عم الأطفال هو الذي جاء للجد (والد فتوحة) وأقنعه بأن والد الأطفال يريد رؤيتهم وسيتم إعادتهم لجدهم فور اطمئنانه عليهم ونقل الأطفال بسيارة والدهم ومنذ ذلك الوقت وهو ما يزيد عن تسعة أشهر والأطفال لم يعودوا إلى جدهم رغم كل ما تبذله السلطات من جهود للكشف عن مكان وجودهم والتي كان آخرها إصدار أمر من قبل نيابة دارسعد في السابع من يناير الجاري بالقبض القهري على (ع.ف) على اعتبار أنه متهم بقضية اختطاف الأطفال قد تفيد التحقيقات معه في العثور على الأطفال المخطوفين، خصوصاً وأن أمر القبض عليه جاء بعد أربعة أيام قضاها في محافظة حضرموت، كان قد رحل إليها مع جد الأطفال وأحد أصدقائه حين أبلغهم بانه يعلم مكان وجود الأطفال وكانت الوجهة حضرموت حيث تقطن عائلة الأب بن علوي وآل بن بريك وأقارب كثر يعتقد أن الأطفال معهم لكن الحقيقة المرة تجرعها الجد الذي ما أن وصل إلى حضرموت ليقف في أحد المساجد للصلاة، فإذا بالمتهم (ع.ف) يقول له بمن سنستعين ياترى وأزاح الستار عن مسرحية معرفته بمكان الأطفال وذاك الاتصال الذي كان يتحدث فيه علناً مع أحد الاشخاص بحضرموت وهو يقول اتعرفون مكان أولاد فلان فيرد نعم فيخبره بقدومهم إليه لاستلام الأطفال وبعد هذه المسرحية أقام الجد أسبوعاً بأكمله متحملا مصاريف وعناء البحث وقام بالسؤال عن أحفاده عند كل من له صلة بوالد الأطفال لكنهم لم يفيدوه بشيء يروي عطش لهفته على أحفاده.

عميد ركن عبدالله عبده قيران مدير أمن محافظة عدن في الحادي والعشرين من مارس العام الماضي بعث لرئيس نيابة استئناف عدن بمعلومات تؤكد دخول الأطفال اليمن وتاريخ الدخول وعبر مطار صنعاء وتؤكد جنسياتهم ولكن المعلومات لم تبين ما إذا كان والد الأطفال هو من اختطفهم أو إن كان الأطفال خرجوا معه عبر مطار صنعاء أو عدن الجويين أو عبر أي من المطارات البحرية وكان هناك تعميم بعدم السماح بخروج الأطفال مع أي كان.

فيما أكد العقيد ركن صالح احمد عبدالله البزية مدير إدارة البحث الجنائي محافظة عدن في مطلع ابريل 2007م لكل من مدير المنطقة السابعة ومدير قسم شرطة البساتين ورئيس قسم البحث في البساتين أن السفارة الهولندية بعثت بمعلومات تفيد بأن شخصاً يدعى (أ.ع) يقوم باستخدام السيارة التي تم اختطاف الأطفال بها وكذلك (ع.ف) و(ع.ص) وكان ذلك عطفاً على مذكرة السفارة الهولندية التي بذلت جهوداً في الكشف عن المعلومات التي ستفيد البحث وجد الأطفال في معرفة مصير الأطفال ومكان وجودهم.

السيارة ثبت بعد التحقيق أنها بيعت للشخص الذي يقودها بعقد بيع وشراء ولكن ذلك لم يثن النيابة عن القيام بحبس عم الأطفال عبدالله صالح باعلوي كونه المتهم الأول في القضية والذي ادعى خروجه إلى السعودية في حين أثبتت التحقيقات أنه غادر اليمن عبر ميناء المخا إلى الصومال فيما يتوقع أن تكشف التحقيقات وإدارة الأحوال المدنية الحقيقة حول من طلب الحصول على شهادات الميلاد للأطفال الذين يحملون الجنسية الهولندية للتعرف على المتهم (ع.ف) الذي يعتقد أنه المسؤول عن كل ذلك.

وحتى تستطع نيابة الاستئناف بعدن معرفة تفاصيل الحقائق التي يرى وكيل نيابة دارسعد منصر علي يسلم الحجري الرجل المتحرك بقوة في هذه القضية وإلى جانبه رجال الأمن والأصدقاء والأقارب أنها ستكشف بجهود الجميع ويبقى أمل العائلة في تعريف القارئ على صور الأطفال والإبلاغ عن مكانهم وسيلة مساعدة في عودة الأطفال لحضن والدتهم وجدهم الذي يرى أنه المسؤول عن فقدانهم وتحرك مسار القضية نحو الوصول لهم وتضامن كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية مع هذه القضية الإنسانية.. فهل ستغلق القضية 326 قضية اختطاف الأطفال الثلاثة باعترافات (ع.ف) أم أنها ستزيد من تعقدياتها، كل ذلك ستكشفه جهود النيابة والأمن ومعلومات مدير الأحوال المدنية التي أفادت بأن ضلوع المتهم (ع.ف) بطلب شهادات ميلاد للأطفال سيحول القضية من قضية اختطاف فحسب إلى قضية تزوير وتضليل للعدالة ومغالطة دولة وإخفاء رعايا دولة أخرى وكم من المعلومات تحول مسار حل النزاعات العائلية إلى مسار أمني دولي.. وبانتظار الحقيقة فإن غداً لناظره قريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى