وتلك الأيــام .. شبوة والخطوط الحمراء

> ما أكثر الخطوط الحمراء هذه الأيام التي يرسمها النظام بسياساته الإقصائية المعمول بها منذ أكثر من سبعة عشر عاماً هي عمر الوحدة اليمنية، لكن هذه الخطوط بلغت ذروتها في السنوات الأخيرة، وبالطبع هناك خطوط حمراء عامة ضحيتها شعب بأكمله.. كما أن هناك خطوطاً حمراء خاصة ببعض المحافظات فقط، وهي كثيرة لا تحصى، وحظ محافظة شبوة من الخطوط الحمراء هي شركات النفط والغاز العاملة في شبوة، ويتمثل ذلك في تشغيل نسبة 90% من عمالة الشركات من خارج المحافظة ونسبة 10% من أبناء المحافظة، أي أن المعادلة انقلبت رأسا على عقب، لأن الرئيس عندما زار شبوة في موسم الانتخابات في الزيارة التاريخية التي امتدت 29 دقيقة- وهي المدة بين هبوط طائرته وإقلاعها- وعد أبناء شبوة بحصولهم على 90% من عمالة الشركات أي بزيادة 10%، لأن حصتهم القانونية 80% والباقي من المحافظات الأخرى.

وخلاصة القصة هي مثلما يقول المثل الشعبي (لا يوسف ولا قميصه)، بل وعود سرابية وأوامر من الحاشية وما حولها بتوظيف من خارج المحافظة، وعلى حساب أبناء شبوة، ورغماً عن أنوفهم، كذلك تم تشغيل سيارات متنفذين وتأجيرها للشركات، وبلغ الأمر بأحدهم أن قام بتشغيل 86 سيارة نوع هيلكس وتأجيرها على شركة بلحاف، ولكن شر البلية ما يضحك، فقد وصلوا- وأقصد المتنفذين- إلى إعطاء المقربين منهم تسهيلات بحفر آبار ارتوازية داخل محيط شركة بلحاف، لأنهم رأوا مواطنين حفروا آباراً بالقرب من موقع الشركة ويبيعون الماء بالوايت على المقاولين والشركة، ولسان حالهم يقول: «إن ثمن الماء يذهب في غير محله ونحن أحق به».

إنهم يقولون وبملء أفواههم، وبصريح العبارة من أحد الوزراء: «إن الشركات خط أحمر يجب الابتعاد عنه.. وليس لكم حق أن تسألوا عن شيء».. نحن نقول لن نسأل عن كمية النفط والغاز التي تستخرج من المحافظة، ولن نطالب بحصة منها، لأننا نعلم مسبقا أنها لكم وسخرت كذلك حسب ما تتصورون.. لن نسأل عنها مادامت الأوضاع هكذا، لأنه لا يوجد حسيب أو رقيب فهي لكم لا شريك لكم فيها.

إن الاستعمار البريطاني- وهو استعمار بكل ما تحمله الكلمة من معنى- عندما بنى مصفاة عدن جعل العمال فيها غالبيتهم العظمى من اليمنيين.. لم يأت بعمال بريطانيين، كذلك عندما بنى أضخم مستشفى في المنطقة وعدة مشاريع تنموية وسكنية وغيرها.. ولكن في شبوة ماذا يوجد الآن على أرض الواقع..؟ أبناء شبوة نصيبهم من النفط والغاز التلوث البيئي، وربما الإصابة بالأمراض القاتلة مستقبلا، وحرمانهم من العمل، ومن يفكر فيهم بغير ذلك سيقمع ويضرب بيد من حديد، مثلما حدث مع قبيلة بلحارث.. لماذا.. لماذا تشكلون لجاناً لمعالجة السلبيات وأنتم الذين تصنعونها؟!

إن المحافظات الجنوبية تعيش اليوم حالة احتقانات كبيرة وكثيرة وشبوة من ضمنها، نتيجة تراكم الأخطاء، ألا يعلم المتنفذون أن أبناء شبوة يكرهون الظلم والاستبداد والتفرقة والتهميش، ويرفضون رفضاً تاماً وقاطعاً التعامل معهم بهذه الطريقة؟!

ألا تستحون على أنفسكم أن تشاركوا المواطن الغلبان، بل تستولون على مصدر رزقه؟!

أخيراً.. ألا يكفيكم نفط شبوة وغازها وجميع ثرواتها، حتى وصلتم إلى سفاسف الأمور!

* عضو المجلس المحلي م/شبوة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى