شبوة والخطوط الخضراء

> هذه المرة لن نتحدث عن الخطوط الحمراء التي تعني الحظر، أو بعبارة اخرى (ممنوع الاقتراب) لأننا قد ذكرنا بعضا منها في مقال سابق، أما هذه المرة، ومن باب الإنصاف والعدل والأمانة، فإننا سنتحدث عن الخطوط الخضراء، المسموح لنا بها من قبل النظام، وهذه الخطوط هي طبعا من منجزاته.. بل ومن معجزاته أيضا، المهداة لنا طوال 17 عاما في ظل دولة النظام والقانون والمؤسسات.

هذه المرة لن نكون مشاغبين، ولن ننكر الجميل، لأن الحق يقال والرجال لاتنكر المعروف.. دعونا نعترف بالحقيقة، فالقائمون على شؤون البلد من المتنفذين قد منحونا وأكرمونا وتجاوزوا عنا في بعض الأمور التي تمثل هيبة الدولة وجعلوها لنا خطوطا خضراء رأفة ورحمة بنا، لأننا نستاهل كل خير، وإلا فهذه الخطوط عند كل دول العالم تعتبر جناية يعاقب عليها القانون.

إن أعظم إنجاز تحقق وخير ثمرة جنيناها نحن في شبوة هي مشروع الثأر الذي يعتبر من الخطوط الخضراء المسموح لنا بها من قبل النظام، فلقد لمسنا وعرفنا من هذا النظام أن الثأر جريمة لايعاقب عليها القانون، وأنه (أي الثأر) في قانون هذا النظام ليس له محل من الإعراب، لذلك فإن أي جريمة قتل تحدث تقيد في سجلات النظام بأنها ثأر، والثأر ليس من اختصاص النظام، وإنما مجال اختصاصه هو حماية منابع الثروة ـ كل الثروة ـ التي يستفيد منها مباشرة، وتودع عائداتها في بنوك أوروبا وأمريكا.

أكثر من مائة قتيل سقطوا في مديرية حبان وحدها منذ تحقيق الوحدة وحتى اليوم، ولم يطبق القانون على قاتل واحد من قاتليهم. لقد كنا نظن في البداية عندما نرى الاهتمام بقوات الأمن أنها من أجل حماية المواطن والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة والهدوء، ولم يكن في مخيلتنا أنها جهزت من أجل حماية مصالح المتنفذين والتجار المقربين ولصوص الأموال والشركات، ولم نكن نعلم أنها أعدت لقمع المظاهرات والاعتصامات والفعاليات السلمية التي تطالب بالحد الأدنى من حقوقها.

إن الذين يتباكون على الأوضاع الحالية ويضعوننا بين أمرين، إما أن نقبل بما نحن فيه أو أننا سنتحول إلى الصوملة، نقول لهم إننا الآن نعيش أكبر صوملة غير معلنة، مثلما أن هناك حالة طوارئ غير معلنة.

إن الأخطاء التي يمارسها النظام يوما بعد يوم قد ولدت القناعة لدى المواطنين بإن هذا النظام يستهدفهم ويبحث لهم عن المآزق المستمرة، لكي يكونوا منشغلين فيما بينهم، ويكون كل فرد وكل قبيلة منشغلة بالأخرى حتى لاينظر أحد إلى عيوب هذا النظام التي تظهر بادية للعيان، كما أن هذه السياسة الخبيثة تجعلنا نتساءل لماذا يفعل بنا هكذا؟

أخيرا نخاطب المواطن الضحية بقول الشاعر:

إن كنت لاتدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم!.

* عضو المجلس المحلي م.شبوة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى