تعليق حملة الانتخابات في اسبانيا بعد مقتل مستشار بلدي سابق من الحزب الاشتراكي

> مدريد «الأيام» بيار اوسيي :

>
علقت حملة الانتخابات التشريعية الاسبانية قبل يومين من الاقتراع المقرر غداً الاحد اثر مقتل مستشار بلدي سابق من الحزب الاشتراكي في بلاد الباسك (شمال اسبانيا) في اعتداء أمس الجمعة نسبته السلطات والطبقة السياسية لانفصاليي ايتا.

وقتل ايساييس كاراسكو (42 عاما) وهو مستشار بلدي سابق في موندراغون بالرصاص حين كان يغادر منزله بعيد ظهر أمس الجمعة في هذه المدينة في منطقة الباسك برفقة ابنته وزوجته، بحسب حكومة الباسك المحلية.

وندد رئيس الحكومة الاسبانية الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو ب "الاعتداء الاجرامي" مؤكدا ان الاسبان لن يسمحوا لايتا ب "التأثير" على الخيار الديمقراطي للناخبين,ووعد بالقبض سريعا على الجناة.

وكان ثاباتيرو فاز بشكل مفاجىء في الانتخابات قبل اربع سنوات بعد ثلاثة ايام من اعتداءات دامية نفذها متطرفون اسلاميون ضد قطارات الضواحي في مدريد (191 قتيلا) في اسوأ كارثة ارهابية تصيب اسبانيا.

وقال ثاباتيرو الذي بدا عليه التجهم في كلمة في مقر الحكومة "اراد الارهابيون التدخل في مظاهر التعبير السلمي عن ارادة المواطنين الذين تمت دعوتهم للانتخاب. غير ان الديمقراطية الاسبانية اثبتت انها لا تقبل تحديات من يعترض على مبادئها وقيمها الاساسية".

وحال ابلاغه بالاعتداء عاد ثاباتيرو الى مدريد سريعا من ملقة (جنوب) حيث كان يخوض حملته الانتخابية. ومن المقرر ان يزور موندراغون مساء لزيارة اسرة القتيل كما سيفعل خصمه المحافظ ماريانو راخوي.

وندد زعيم اليمين راخوي بشدة ب "هذا الاغتيال الجديد الذي نفذه ارهابيون" ودعا الى وحدة الاسبان "للتغلب على ايتا".

وكان راخوي عارض عملية تفاوض فاشلة في 2006 بين الحكومة الاشتراكية وايتا، كان وصفها اخيرا بانها "اسوأ فشل خلال الولاية" الاشتراكية.

وقرر الحزب الاشتراكي بزعامة ثاباتيرو الاوفر حظا في الانتخابات التشريعية الاحد، وكذلك الحزب الشعبي بزعامة راخوي انهاء الحملة الانتخابية التي كان من المفترض ان تختتم منتصف ليل الجمعة السبت.

ودعت الحكومة كل الاحزاب السياسية الى مجلس النواب مساء الجمعة.

من جانبه قال رئيس حكومة الباسك التي تتمتع بحكم ذاتي القومي خوان خوسيه اباريتكسي "انه عمل وحشي. ونحن سئمنا عنف ايتا (..) وسئمنا تعديها على شعب الباسك عبر اغتيال ابنائنا وتلويث سمعتنا".

وكانت الحكومة الاشتراكية رفعت في 21 شباط/فبراير مستوى الانذار الارهابي على الصعيد الوطني الى "المستوى الاقصى" خلال فترة الانتخابات خشية ان تحاول ايتا التأثير على الاقتراع من خلال تنفيذ اعتداءات.

ودعت منظمة ايتا اخيرا الى "مقاطعة" الانتخابات التشريعية الاسبانية احتجاجا على "قمع" الدولة الاسبانية وخصوصا بعد حظر حزبين انفصاليين قريبين من الذراع السياسية لايتا، حزب باتاسونا المحظور.

وفي بدايات الحملة الانتخابية نفذت ايتا المجموعة المسلحة المسؤولة عن مقتل نحو 820 شخصا في اعتداءات مستمرة منذ 40 عاما سعيا لنيل استقلال بلاد الباسك، اعتداءين مستخدمة المتفجرات لم يسفرا عن سقوط ضحايا وقد استهدف احدهما مقرا للحزب الاشتراكي.

وتعتمد الحكومة الاشتراكية نهجا متشددا حيال ايتا وكل الاحزاب السياسية التي تدور في فلكها منذ فشل مفاوضات السلام العام 2006 مع هذه المجموعة المسلحة.

وتسببت عملية الاغتيال في نهاية متفجرة للحملة الانتخابية التي كان خلالها ثاباتيرو يكثف دعواته للناخبين للمشاركة في الاقتراع خشية ان يؤدي وضعه كمرشح اوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي الى تقاعس الناخبين الاشتراكيين الذين يعرف عنهم ميل اكثر للامتناع عن التصويت من ناخبي اليمين.

اما اليمين الذي يشكك في صحة استطلاعات الرأي فلا يزال يؤمن بفرصه ويراهن على نسبة امتناع كبيرة من الناخبين الذين خاب ظنهم بالاشتراكيين مشددين على قلق الاسبان المتزايد من التباطوء الاقتصادي.

ودعي 35 مليون ناخب للمشاركة الاحد في اختيار 350 نائبا في البرلمان.

وتشير نتائج اخر استطلاعات للرأي مسموح بها الاثنين الى ان الحزب الاشتراكي سيفوز بفارق اربع نقاط مئوية على الحزب الشعبي من دون ان يتمكن من جمع الغالبية المطلقة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى