المطالبة بالاعتراف بالقضية الجنوبية في مهرجانين بشبوة وأبين

> عتق «الأيام» صالح حقروص/ محمد عبد العليم:

>
شارك صباح أمس الخميس الآلاف من أبناء شبوة والمحافظات الجنوبية في مهرجان «الصحوة» الذي نظمته الهيئة الوطنية للحراك السلمي الجنوبي بمنطقة يشبم بمديرية الصعيد محافظة شبوة.

وشاركت في المهرجان الآلاف الذين تداعوا من جميع مديريات شبوة وعدن وأبين وحضرموت والضالع ولحج وردفان، يتقدمهم قادة الحراك السلمي في الجنوب كافة وهم العميد ركن ناصر النوبة رئيس الهيئة الوطنية للحراك السلمي الجنوبي والمناضل حسن باعوم والنائب ناصر الخبجي عضو مجلس النواب والمحامي يحيى غالب الشعيبي وحسن البيشي نائب رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين وجمال عبادي رئيس الهيئة الوطنية لأبناء عدن.

وكانت الجماهير المشاركة في المهرجان تهتف منددة بكل ما يتعرض له أبناء الجنوب من ظلم وإجحاف.

وفي بداية المهرجان ألقى الأخ علي فرج الداحمة كلمة باسم أبناء محافظة شبوة بمختلف تكويناتها ونقابات الحراك السلمي، وألقى كلمة أبناء أبين الناشط السياسي حسين زيد بن يحيى وكلمة أبناء عدن جمال عبادي، رئيس الهيئة الوطنية لأبناء عدن، وكلمة جمعية العاطلين عن العمل ألقاها فادي حسن باعوم، كما ألقيت قصائد شعرية من قبل الناشط السياسي أحمد القمع وعدد آخر من الشعراء.

وألقى النائب د.ناصر الخبجي، عضو مجلس النواب كلمة حيا في مستهلها أبناء الصعيد وشبوة وجميع أبناء الجنوب الحاضرين في المهرجان.

وقال:«أحييكم وأحيي فيكم الروح الشجاعة التواقة إلى الحرية والتحرير، إننا اليوم أشد إيماناً وأشد عزماً لقضيتنا الجنوبية، معتمدين على أنفسنا وعلى إرادتنا».

وأشار د.الخبجي إلى «أن المهمة كبيرة والنصر لا يأتي إلا بتضافر الجهود ووحدة القضية والمصير، ويتطلب منا رص الصفوف وتوحيد الكلمة، يجب علينا أن نعمل على قاعدة ما أخذ بالغصب ما يرجع إلا بالصميل.. وخير لنا النضال السلمي المتواصل وفي كل بقاع الجنوب، حتى يعود الحق لأصحابه.. نحن نرفض أي تفاوض مع هذا النظام إلا بعد الاعتذار الرسمي لشعب الجنوب عن المؤامرة الدنيئة التي استهدفت الأرض والانسان والتاريخ والهوية الجنوبية منذ الوهلة الأولى لمشروع الوحدة الفاشل .. وما يؤكد ذلك مذكرات الشيخ عبد الله الأحمر الذي أنصف جزءا من الحقيقة.. وبعد أن تكشفت بعض الحقائق لم يعد هناك أي حق إلا لشعب الجنوب ان يقول كلمته، ولم يعد هناك أي وصي عليكم .. وأنتم من يقرر مصيركم بأنفسكم ولكم الخيارات مفتوحة .. لأنكم أصحاب حق في هذه الأرض وخيراتها المادية ولم تأتوا من كوكب آخر.. وأنتم أيها الشباب الصاعد عليكم أن تعرفوا أن آباءكم وأجدادكم دافعوا عن هذه الأرض ببسالة وحافظوا عليها لكي تنعموا بخيراتها بأرواحهم وحياتهم، واليوم الواجب عليكم أن تستعيدوا مجد آبائكم وأجدادكم وتستعيدوا الكرامة والعزة.. نحن على ثقة بأنكم لن تكونوا أول نار حمراء تحرق من يمس كرامتكم وحريتكم وأرضكم وعليكم رص الصفوف لأن القادم سيكون أصعب، نحن نعيش تحت نظام قمعي.. نهب الثروة.. طمس التاريخ.. طرد موظفي دولتنا ودمر جيشنا.. وسفك دماء أبنائنا.. هل نسكت ونقول الصبر؟ لا يجوز السكوت وصبرنا قد نفد ومازلنا نمتلك الحيلة والوسيلة للخلاص من هذا الوضع الرديء وليس القوة العسكرية من تصنع الحق ولكن الإرادة والايمان بالحق يصنعان القوة.

ونوجه نداء إلى كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج.. أن يتحملوا المسئولية .. وإن من لم يكونوا اليوم لن يكونوا أبداً.. مع أهلنا وأخواننا نعلن تضامننا مع أبناء العواذل في مديرية مكيراس لما تعرضوا له من ألفاظ بذيئة من قبل محافظ البيضاء، وتضامننا مع صحيفة «الأيام» والنشطاء السياسيين.

وندعو كافة أبناء شبوة إلى تناسي الماضي وحل الخلافات وقضايا الثأر والنظر إلى المستقبل وتوسيع دائرة التصالح والتسامح لتفويت الفرصة على النظام».

وألقى المناضل حسن باعوم كلمة قال فيها:

«يا أبناء شبوة الصمود والتحدي نسعى إلى قضية وهي قضية كل أبناء الجنوب ونحن نسعى إلى قضية واضحة وضوح الشمس وهي أن تعود لأبناء الجنوب حقوقهم بعد 17 سنة من التخلف، ونحن نؤكد بأن كل ما يحدث في الجنوب من تخلف وفساد ونهب كل شيء والسطو على الارض ولكن الشعب وهذا الحراك الشعبي العظيم المتمثل في جمعية المتقاعدين وجمعية التصالح والتسامح وجمعية الشباب العاطلين عن العمل وجميع الفعاليات السياسية يرفض هذا الواقع المفروض عليه بالقوة.

ونحن نرفض ايضا التفاف اللقاء المشترك على القضية الجنوبية لأن دخوله الانتخابات يعني الاعتراف بالنظام الحالي».

وألقى المحامي يحيى غالب أحمد الشعيبي، كلمة في المهرجان، قال فيها:

«يا أبناء الجنوب الباسلة يا أبناء شبوة الأحرار يطيب لي اليوم أن أكون أمامكم وبينكم وأنتم تنسجون خيوط خارطة انتصار الجنوب.. سلاماً لكم يا أبناء شبوة الأصالة والتاريخ والكرامة يا من ترفضون القهر والإذلال وتقاومون بكل بسالة وكبرياء.. إنها مناسبة عظيمة وتاريخية أن تستقبل شبوة أبناء الجنوب من الضالع إلى المهرة ليتوقف قطار الحراك الجنوبي بهذه المحطة ليتزود منكم بطاقات الحيوية والعنفوان والاستمرار، نعم لأن شبوة هي مصدر العطاء التاريخي في كل المراحل.

إن قضية الجنوب اليوم قد فرضت نفسها وأصبحت محط اهتمام الرأي العام الخارجي والاقليمي الدولي ولا يستطيع النظام القائم وأعوانه أن يعمل على الوقوف عائقاً أمام حقنا الشرعي المكتسب حق أبناء الجنوب في استعادة دولتهم المستقلة بعد ان فشلت الوحدة .

إن أساليب النظام القمعي الاستبدادي يمارس صنوف وأنواع وأساليب القهر السياسي ضد أبناء الجنوب ولم يكتف بقتل وجرح أبناء الضالع وردفان ويافع وعدن وأبين وشبوة وحضرموت وإغراق الجنوب في حمامات الدماء بل تمادى إلى حماية القتلة والمتهمين وترقيتهم وممانعته لتسليمهم للعدالة، وما العمل العدواني والهمجي المسلح ضد صحيفة «الأيام» في صنعاء واستهداف رئيس تحريرها هشام باشراحيل وأولاده وأسرة «الأيام» إلا احدى منتجات مطابخ القمع والترهيب لإسكات صوت الجنوب ومنبره الصحفي وكذا الاعتداء والترهيب لمحامي الصحيفة محمد محمود ناصر وترهيب الكاتب الصحفي على هيثم الغريب وترهيب الكاتب السياسي د. فاروق حمزة وفاروق ناصر علي، وكافة حملة الاقلام الشريفة بالجنوب وملاحقة قيادات الحراك السلمي علي منصر محمد والضغط على السفير قاسم عسكر جبران باعتقال ابنه وعدد من الأساليب الفاشلة التي لن تزيدنا إلا قوة وصلابة».

وألقى العميد ركن ناصر النوبة، رئيس الهيئة الوطنية للحراك الجنوبي، كلمة في المهرجان.. جاء فيها: «إن هذا المهرجان الحاشد الذي تعبرون من خلاله اليوم عن رفضكم القاطع لسياسة الهيمنة والذل والخنوع التي يفرضها عليكم النظام وبسط هيمنته على أرض وثروات الجنوب، وها أنتم بهذا المهرجان الجماهيري تسطرون صفحة جديدة من صفحات تاريخكم المجيد المشرق الوضاء وأنتم تتقدمون الصفوف الأولى مع كافة جماهير الجنوب بإعلان مقاومتكم السلمية المشروعة والتصدي الحازم لأصحاب مشروع (الوحدة أو الموت) أو بالأصح مشروع (الثروة أو الموت) الذي انكشف علناً في ادعاءاتهم الكاذبة المفضوحة ويتجسد على أرض الواقع مشروعهم الجهنمي مشروع (الثروة أو الموت) الذي بدأوا بتنفيذ حلقاته الاستيطانية في حرب الفتنة وإشعال الاقتتال وإطلاق العنان لمسلسل القتل والثأرات المؤسفة التي أشعلوها في هذه المحافظة شبوة التاريخ والحضارة عمق الجنوب الاستراتيجي وعمق الحضارات العريقة ومهد كندة وبني هلال وأرض الثروات النفطية والغازية والبحرية والمعدنية والغذائية الهائلة لبسط نفوذهم العسكري وإحكام قبضتهم الحديدية على هذا المخزون الحيوي الهام ويحاولون عبثاً الهيمنة الكاملة على أرض وثروات الجنوب الحبيب وحاولوا عبثاً وعلناً تفتيت وحدتكم الصلبة والفتنة من صنعهم والرصاص من مخازنهم والدم من أجسادكم والمال من ثرواتكم وأنتم الخاسرون ولكنهم هزلوا وانكشفت ألاعيبهم الدنيئة وانتصرتم أنتم يا أبناء شبوة الابطال وانتصر الجنوب كله.

لقد تعرضت وتتعرض اليوم محافظة شبوة الباسلة منذ حرب 94 م الظالمة لأكبر عمليات النهب والسلب المنظم والمدروس حيث قسمت الأرض إلى بلوكات لذوي النفوذ وكبار القادة الوافدين وتباع في العلن وأمام أعين وأنظار أبنائها بمليارات الريالات التي حرم منها أبناؤكم وستحرم منها أجيالكم.

إننا هنا نعلن عن تضامننا مع صحيفة «الأيام» و«الصباح» و«حضرموت نيوز» و«المحرر» وجميع الصحف والناشطين الصحفيين والسياسيين».

وفي ختام المهرجان أصدر المشاركون بيانا سياسيا.. جاء فيه:«إن مهرجاننا اليوم إنما هو امتداد للحراك السلمي الجنوبي وجزء لا يتجزأ منه وهو الحراك الذي لم يكن عبثياً وإنما نتاج لحالة الرفض الجنوبية للحرب العدوانية التي شنها نظام صنعاء على الجنوب في صيف 94م، وهي الحرب التي قضت على المشروع السلمي للوحدة حيث اغتصبت الأرض ونهبت الثروة وتم تسريح جيش الجنوب وتهميش أبنائه وكوادره المؤهلة ووضعهم في أسفل درجات المواطنة.

حراكنا السلمي لم يأت متأخراً كما يظن البعض وإنما ظهر عقب حرب احتلال الجنوب وعدم التزام نظام صنعاء بقراري مجلس الأمن (924، 931) وتعهداته للأمم المتحدة، وقد كان لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين الدور الأبرز في كسر حاجز الخوف وإماطة لثام الصمت من خلال اعتصام 7 / 7 / 2007م في ساحة الحرية بخور مكسر والذي كان البوابة التي هب منها كل الجنوب لتصبح قضيته سياسية وبامتياز.

إن الحراك السلمي الجنوبي ما وجد إلا ليبقى ويستمر ليتطور حتى تحقيق أهدافه المتمثلة في حقه في تقرير المصير كحق مكفول في الشرائع الدولية وله بمقتضى هذا الحق أن يحدد بحرية مركزه السياسي ويسعى بحرية إلى تحقيق إنمائه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ومن ذلك حق الجنوب في السيادة الدائمة عل ثرواته وموارده الطبيعية وفقاً لمصلحة تنميته القومية ورفاه شعبه.

إن حالة الاقصاء وعدم القبول بالآخر قد تسببت في معاناة الجنوب خلال المراحل السابقة لذا فإننا اليوم نرفضها جملة وتفصيلا، فالقضية الجنوبية معني بها كل جنوبي ولا وجود لثقافة الإقصاء والتهميش التي اختفت وللأبد على أنغام التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، فالمرحلة اليوم هي مرحلة الحوار والتنوع والقبول بالآخر.. فالمصير واحد والقضية واحده والهدف بإذن الله واحد.

ها هي شبوة تنفض وتعلن الصحوة للحاق بالركب الجنوبي والتواجد الفاعل جنباً إلى جنب عدن ولحج وأبين وحضرموت والضالع والمهرة وكل الجنوب.. ها هي تستجيب للنداء الجنوبي وتقوم ملبية.. ها هي تفتح ذراعيها اليوم لا حتضان أبناء الجنوب.. وها هو الجيل الشبواني يعلن للعقول الجامدة أن البيت واحد والأسرة واحدة.. شبوة التي عانت كغيرها من أخواتها محافظات الجنوب، ثرواتها تنهب بينما هي تحرم من حقها.. المناصب التنفيذية والأمنية في شبوة يتبوأها غير أبنائها.. مدراء عموم المديريات من غير أبنائها.. كذلك يحرم أبناء المحافظة من حقهم في العمل لدى الشركات النفطية التي ليس لشبوة منها شيء، والأمَرّ من هذا كله أن عاصمتها عتق تشهد ازدحاماً سكانياً منظماً من غير أهلها يهدفون من ورائه إلى تغيير البنية الديموغرافية لها.. يريدون طمس هويتها الجنوبية.. كذلك ما يحدث في منطقة (مره) من استحداث وحدات سكنية للقادمين من خارج الجنوب.. كل ذلك يتطلب وقفة صلبة من أبناء المحافظة الذين عهدناهم عند الشدائد لا يتوانون لحظة واحدة لإنكار المنكر.

إن الحراك الجنوبي سيستمر ولن يتوقف ولن ترهبه الآلة العسكرية المتخلفة التي تواجه اعتصاماتنا بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع.

إننا نحذر السلطة من مغبة استخدام القوة في مواجهة حراكنا السلمي.. ونعلن تضامننا الكامل مع أسر شهداء وجرحى الحراك السلمي الجنوبي، ونطالب السلطة بضرورة الإسراع في تقديم القتلة وكل من ساهم معهم بالأمر أو بتوفير الحماية لهم والتستر عليهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، كما على السلطة أن تقوم بعلاج الجرحى وعلى نفقة ثروات الجنوب التي تنهب جهاراً نهارا.

كما نعلن إدانتنا لما تقوم به أجهزة السلطة القمعية من ملاحقات ومضايقات لقادة وناشطي الحراك الجنوبي ونحمل السلطة المسئولية الكاملة لما قد تتعرض له حياتهم وحياة أسرهم من خطر أو مكروه.

كما نطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الجنوب، وتوفير الحماية لأبنائه الذين أصبحت دماؤهم غير معصومة .

إن للجنوب حقاً لدى أبناء شبوة يتمثل في ضرورة تحكيم العقل والمنطق والعمل من أجل القضاء على ظاهرة الثأر ووقف النزيف الذي يراق عبثاً دون وجه حق، إن السلطة تريدنا أن نتقاتل ونتناحر لننشغل بأنفسنا عن ما تقوم به في الجنوب من نهب للثروات وتعطيل للمقدرات. إن الوقت قد آن يا أبناء شبوة لوقف القتال، وليعلم الجميع أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام، إننا نناشد المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والمثقفين والسياسيين وجميع أبناء شبوة إلى الاستماع لصوت الحق الجنوبي والتحرك الجاد لعقد صلح عام بين مختلف قبائل المحافظة، لتبدأ صفحة جديدة من الإخاء والتسامح والتصالح.

كما نعلن تضامننا المطلق مع صحيفة «الأيام» وناشريها هشام وتمام باشراحيل ومع صحيفة «الصباح» و«الطريق» ومع الصحفي العقيد علي منصور أحمد.

يا أبناء الجنوب.. نعاهدكم بأن لا يتوقف حراكنا السلمي وسيستمر نضالنا حتى تحقيق غايتنا المنشودة.. المجد والخلود لشهداء الجنوب.. النصر والعزة للجنوب».

وتلقى المشاركون عبر مكبر الصوت مكالمة هاتفية من الأستاذ هشام محمد باشراحيل، رئيس تحرير «الأيام»، معلناً تضامنه مع مهرجانهم، وصفقت الجماهير ترحيباً به، وكانت تردد شعار (بالروح بالدم نفديك يا «أيام»). كما تلقوا رسائل من كل من حيدر ابوبكر العطاس، العميد صالح عبيد أحمد، مثنى سالم عسكر، صالح شايف، أحمد عبدالله الحسني، شعفل عمر علي، د.واعد باذيب، عدنان البيض، هيثم قاسم طاهر، د.عبدالله أحمد، شلال علي شائع، النائب صالح الشنفرة، الكاتب والناشط السياسي أحمد عمر بن فريد، علي منصر محمد، علي هيثم الغريب.

> كما شهدت مدينة لودر صباح الخميس مسيرة ومهرجانا حاشدا دعت اليه الفعاليات السياسية والمدنية بمديريات المنطقة الوسطى لودر، مودية، الوضيع وجيشان ومكيراس بمشاركة حشود من مواطني هذه المديريات وممثلي الفعاليات السياسية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات العاطلين والمتقاعدين من مديريات يافع وردفان وزنجبار ومكيراس ومندوبي مخيم الشهيد صالح أبوبكر اليافعي.

وقبل المهرجان انطلقت مسيرتان الأولى في طريق مكيراس لودر والأخرى عبر الشارع الرئيس للمدينة التقتا في نقطة تقاطع هذين الشارعين بساحة الحرية جوار فرزة عدن.وجاب المشاركون أكبر شارعين في المدينة وهم يحملون لافتات كتبت عليها شعارات معبرة عن الفعالية، مرددين الهتافات والزوامل المطالبة بالحقوق والاعتراف بالقضية الجنوبية.

وقد حضر المهرجان الخطابي الاخوة الشيخ حسين على عاطف، رئيس اللجنة التحضيرية لمجلس تنسيق الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بأبين، فؤاد السرحي رئيس جمعية الشباب والعاطلين عن العمل بمديرية رصد وسعيد علي محمد وصالح يسلم من مديرية أحور ومحمد الدرب وعبدالله مثنى وعبدالله عمر صالح رئيس مجلس تنسيق الفعاليات بمكيراس وعباس العسل وجموع أخرى من ردفان ويافع وشبوة.

وألقيت كلمات استهلها الأخ علي صالح الجعدني عضو سكرتارية مجلس التنسيق للفعاليات السياسية والمدنية بلودر، رحب فيها بالمشاركين، وقال:«إن مشاركتكم معنا تأتي من الموقف الموحد الواحد لقضيتنا الجنوبية التي أصبحت اليوم أمرا واقعا وسوف نواصل نضالنا السلمي الحضاري حتى تتحقق كافة الاهداف التي نناضل من أجل تحقيقها في حراكنا السلمي».

وافتتح المهرجان الإعلامي أحمد القنع الذي نقل للمشاركين تحيات العميد عيدروس حنش، رئيس مجلس تنسيق الفعاليات بمديرية لودر الذي تغيب عن المهرجان بسبب مرضه، شدد فيها على ضرورة مواصلة النضال السلمي، منوها بقضية المناضل أحمد عمر العبادي الذي اعتقل بصنعاء وهو يدافع عن نفسه وضرورة التضامن معه.

وألقى العميد قاسم عثمان الداعري رئيس لجنة التنسيق لجمعيات المتقاعدين بمحافظة لحج رئيس جمعية المتقاعدين بمديريات ردفان كلمة أكد فيها على وقوف وتضامن أبناء لحج عامة وردفان خاصة مع أبناء مكيراس الابطال واستنكارهم وادانتهم لما يتعرض له أبناء مكيراس من أساليب التهميش والقهر والبطش من قبل السلطة. وقال:«نعبر عن اعجابنا بالجهود التي بذلت وتبذل من قبل أبطال محافظة أبين بعملهم الوطني الهادف الى ايجاد وعي مؤسسي من شأنه سد الهوة واعطاء الاجابات الشفافة الكافية واستيعاب كل ألوان الطيف السياسي والجماهيري والاجتماعي وكل الاشخاص والتجمعات التي تؤمن بقضية الجنوب باعتبارها قضية سياسية بامتياز بآلية ورؤى مشتركة تكاملية مع كل محافظات الجنوب وصولا نحو ايجاد مجلس عام لكل الجنوب كمرجعية شاملة كاملة يخول اليها بثقة قيادة نضال أبناء الجنوب من المهرة حتى باب المندب بشكل سلمي حضاري حتى نقطع من خلال انجاز هذا العمل الوطني دابر السلطة الرامية الى محاولات شق الصف والانقسامات داخل الصف الوطني الجنوبي تلك المراهنة الخاسرة المأزومة والمهزومة بفضل ارادة أبناء الجنوب الشجعان».

كما ألقى الأخ علي الشيبة ناصر، أحد النشطاء المعروفين في الحراك الجنوبي كلمة قال فيها:«إننا اليوم ونحن نواصل نضالنا السلمي الحضاري من أجل نيل حقوقنا نطالب السلطات بتقديم القتلة لشهداء الحراك السلمي من أبناء الجنوب محذرين من المماطلة في عدم تقديم القتلة لينالوا جزاءهم ونطبع قبلة على جبين شهداء التصالح والتسامح الذين روت دماؤهم أرض الجنوب الطاهرة في ردفان والضالع وعدن وحضرموت وآخرهم شهيد التصالح والتسامح صالح ابوبكر اليافعي، ونطالب بإطلاق سراح رشيد قاسم عسكر جبران وتقديم محافظ البيضاء الى المحاكمة وعدم قبول الاعتذار في اساءاته لأبناء مكيراس الابطال. وندين الحملة التكفيرية ضد أبناء الجنوب الذين يطالبون بحقوقهم ونشد على أيدي كل ابناء الجنوب بمواصلة نضالهم السلمي وتفعيله اكثر من اي وقت مضى».

وألقى صلاح القعشمي كلمة أسرة الشهيد صالح ابوبكر السيد اليافعي حيا فيها الروح النضالية لأبناء الجنوب مطالبا بمواصلة نضالهم السلمي الاحتجاجي للضغط على السلطات بتسليم الجناة في جريمة محطة الهاشمي وغيرها من الجرائم واحالتهم للعدالة، داعيا الهيئات الحقوقية محليا وعربيا ودوليا بسرعة التدخل والزام السلطة على احترام نصوص ومواثيق المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الانسان وتقديم مرتكبي جرائم شهداء الحراك السلمي في الهاشمي وردفان والضالع وحضرموت الى المحاكمة.

ودعا خالد عمر العبد رئيس جمعية الشباب والعاطلين عن العمل بمديرية لودر الشباب إلى عدم الانخداع بالخطاب الديني الموظف ضد القضية الجنوبية العادلة.

وقال:«إن هذا الخطاب يحرم على أبناء الجنوب المطالبة بحقوقهم ويحللها للغاصبين الفاتحين للجنوب بعد 7 يوليو 94م».

وقال العميد صالح العيسائي رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين مديريات يافع في كلمته:

«نعلن تضامنا مع كل الشرفاء من أبناء الجنوب مع اسر شهداء وجرحى النضال السلمي الحضاري الذين سقطوا وسالت دماءهم في محطة الهاشمي ومنصة ردفان والضالع وحضرموت وآخرهم الشهيد صالح ابوبكر اليافعي الذي مضى على استشهاده 54 يوما وهو يرقد في ثلاجة مستشفى الجمهورية دون ان تحرك السلطات ساكنا ونحن لسنا جبناء واذا لم تتخذ الدولة اجراءاتها ضد القتلة فبمقدورنا أخذ حقوقنا ورد الصاع صاعين.

اننا ندعو اولئك الذين مازال الصمت يخيم عليهم الى الالتحاق بركب النضال السلمي الحضاري لأن الوقت قد حان الآن لالتحاقهم حتى ننتصر لحقوقنا المغتصبة».

وعن أبناء مديرية مكيراس ألقيت كلمات من قبل كل من: عبدالله عمر صالح رئيس اللجنة التحضيرية لمجلس تنسيق الفعاليات السياسية والمدنية بمكيراس والشيخ أحمد محمد المصيادي عن مشايخ وأعيان مكيراس وناصر الراعي رئيس جمعية الشباب والعاطلين عن العمل مكيراس. وقال عبدالله عمر صالح:«ان مكيراس سبق أن تشرفت باحتضان اللقاء التاريخي الأول لقيام الوحدة في أبريل 1990م بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والأستاذ علي سالم البيض الذي وضع حجر الأساس لمشروع الوحدة اليمنية السلمية في 22 مايو 1990م وبدلا من تكريمها عوقبت مكيراس بعد حرب صيف 94م الظالمة بالقوة والضم والإلحاق واستقطعت من محافظة أبين لتضم إلى محافظة البيضاء ونتيجة للتعسف الواقع اليوم فقد تم افشال وتحطيم تعاونية مكيراس للخدمات الزراعية والحرمان من مشروع المرتفعات الوسطى وأخذ مخصصات مطار مكيراس ونقلها الى مشروع انشاء مطار بإحدى المديريات في محافظة البيضاء وسحب فرع البنك الأهلي مكيراس الى البيضاء وهضم الحقوق المدنية والضمان الاجتماعي للمتقاعدين وحرمان أبناء مكيراس من الوظيفة العامة للدولة وبالنظر الى تلك القضايا انتفض أبناء مكيراس وأقاموا مهرجانا احتجاجيا قوبل بالإساءة لأبناء مكيراس من قبل محافظ محافظة البيضاء. وليس هناك من حل لهذا النهج الذي تفرضه السلطة إلا بمواجهته من قبل أبناء الجنوب بالحراك السلمي والاحتجاجات وتصعيدها حتى يتم الاعتراف بالقضية الجنوبية وإلغاء ماترتب على حرب صيف 94م من اجراءات باطلة وعودة مكيراس لتتبع محافظة أبين».

وتخلل المهرجان عدد من القصائد الشعرية للشعراء فؤاد السرجي ومصطفى الكازمي، وتلا الناشط السياسي عبدالرحمن سالم ناصر البيان الصادر عن الفعالية الذي جاء فيه:

«تتابع الفعاليات السياسية والمدنية بمديريات المنطقة الوسطى ما يجري على الساحة الجنوبية من مجريات في مختلف الأصعدة السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

فعلى الصعيد السياسي فإن الفعاليات السياسية والمدنية بالمنطقة الوسطى تؤكد على مواصلة النضال السلمي الى جانب مثيلاتها على الساحة الجنوبية حتى تحقيق النصر.

وعلى الصعيد الاجتماعي فإن أبناء الجنوب منذ 22 مايو 1990م يعانون من عدم المواطنة المتساوية فأبناء الجنوب أشد فقرا من نظرائهم في الشمال مع ان هناك من هم في الشمال تحت خط الفقر الا أن أبناء الجنوب الذين تعودوا ان تتحمل الدولة بعض الاعباء الاقتصادية عنهم قد ظهرت معاناتهم جليا بعد ان سحبت الدولة كل أنواع الدعم عن السلع الغذائية ناهيك عن ان تجار الجنوب يعاملون بأساليب تطفيشية كإجبارهم على دفع رسوم وأتاوات غير قانونية من قبل نقاط التحسين في مداخل المحافظات ومنها أبين.

وعلى الصعيد الأمني فإن أبناء الجنوب يتم قتلهم ونهب ممتلكاتهم وأراضيهم في ظل غض الطرف من الأجهزة الأمنية التي تكون في الغالب هي المعتدي على حياة وممتلكات وأراضي الجنوبيين.

إننا ندعو القيادات التاريخية في الخارج الى مواكبة الحراك السلمي وساحته الملتهبة وان يكون خطابهم الاعلامي ملامسا لحاجات الحراك الجنوبي واطلاع الرأي العام العالمي والمنظمات والهيئات الدولية على ما يعانيه شعب الجنوب، لاسيما وان هناك تكتما إعلاميا تجاه قضية الجنوب وعدم التعاطي معها كما ينبغي من قبل المؤسسات الاعلامية الدولية وفقا وما تقتضيه الرسالة والواجبات الانسانية للاعلام.

ونؤكد هنا ضرورة مواصلة النضال صفا واحدا الى جانب كل القوى الوطنية الحية في الجنوب حتى يتحقق لشعبنا النصر المؤزر وادانة مماطلة السلطات في عدم تسليم المجرمين في حادثة 13 يناير التي راح ضحيتها شهيد التصالح التسامح صالح اليافعي وكذا في ردفان والضالع وحضرموت وعدن وادانة ما تتعرض له صحيفة «الأيام» من هجمة شرسة وكذا صحيفة «الطريق» وادانة مايتعرض له ابناء مكيراس والعواذل من اهانة من قبل عنصر من عناصر السلطة محافظ البيضاء وادانة مايتعرض له أبناء شوحط من تقطع ونهب لسيارتهم وأموالهم والاعتداء عليهم وإدانة ما يتعرض له ابناء الجعادنة من استفزاز ومصادرة لممتلكاتهم وتجاهل ما لديهم من أحكام قضائية من قبل محافظ أبين ورفض أي جرعة سعرية تقدم عليها الحكومة الموظفة مع السلطة».

الجدير ذكره أن قيادات الحراك المشاركة في المهرجان وعلى رأسهم العميد الداعري والشيخ العيسائي وعبدالله مثنى وآخرون قد قاموا بزيارة إلى قرية الشعة مسقط رأس المناضل محمد علي أحمد واطمأنوا على صحة والده الشيخ علي أحمد شيخ الشعوي أب الشهداء الأربعة عمر وأحمد وصالح والخضر وقد جسد اللقاء أروع معاني التصالح والتسامح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى