إشفاق.. مازلت حيا فينا!

> «الأيام» فهد فيصل محمد /كريتر - عدن

> عام مر وانقضى على رحيل استاذنا الفاضل الفقيد إشفاق محمد عبدالرزاق، ذاك الرجل الذي أفنى عمره في خدمة كتاب الله، كمعلم ثم كموجه في حلقات تحفيظ القران الكريم، ويكفيني شرفا أن فقيدنا كان أول من فتق لساني بقراءة القرآن وحفظه، فجزاه الله عني أفضل ما جوزي به معلم عن متعلم.

واعترافا بفضله وتقديرا لإحسانه لايسعني في هذا المقام إلا أن أسطر هذه الكلمات هدية إلى روحه الطاهرة، وأسأل الله عز وجل أن يبلغه عني التحيه والسلام.

إشفاق.. أنت لم تمت بل مازلت حيا في قلوبنا إلى الآن، لأنك أعطيتنا القدوة في التزامك بالمبادئ السامية والمنهج القويم، مازلت حيا لأنك أعطيتنا القدوة في تعميق روح الأخوة الإسلامية.. مازلت حيا لأنك أعطيتنا القدوة في حسن تعاملك مع الناس وكرم أخلاقك مع العامة.. مازلت حيا لأنك أعطيتنا القدوة في ثباتك على الحق، وفي الدعوة إلى الله.

إشفاق.. ما جالسك أحد إلا وشهد لك بحلمك الواسع، كنت قليلا ما تغضب، وإن غضبت كتمت أنفاسك، وإن تكلمت فلا تجرح المشاعر أبدا، أنت كالنسيم العذب على القلوب.

إشفاق.. كنت تعيش وتتابع قضايا الأمة الإسلامية أولا بأول، تفرح لفرحها، وتحزن لأحزانها، لذلك جعل الله لك محبة بين خلقه، وهذا حال المؤمنين الصادقين القريبين إلى الله تعالى.

فأبشر يا أستاذنا بما يسرك، فالمؤمن له شأن آخر يوم القيامة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: «والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من الصلاة المكتوبة يصليها في الدنيا». فأنت من أهل الثبات عند الممات، الذين تتهلل وجوههم عند خروج أرواحهم، وقد رأينا ذلك بأم أعيننا.

تغمد الله أستاذنا بواسع رحمته، وجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وأختم بهذة الكلمات:

بكينا وفاءً لامرئ قل أن

يرى له في الدعاة العاملين نظير

فخلوا منامي إن ألحّ بي البكاء

فإن فراق الصالحين عسير

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى