الحريري يقول لا استسلام لحزب الله في لبنان

> بيروت «الأيام» أليستير ليون :

>
الزعيم اللبناني السني سعد الحريري
الزعيم اللبناني السني سعد الحريري
تعهد الزعيم اللبناني السني سعد الحريري أمس الثلاثاء بألا يكون هناك استسلام سياسي لما وصفه بمحاولة جماعة حزب الله ومؤيديها السوريين والايرانيين لفرض ارادتهم على البلاد بالقوة.

وتغلب حزب الله الشيعي المدعوم من ايران وسوريا وحلفاؤه في المعارضة على انصار التحالف الحاكم بقيادة السنة في العاصمة بيروت والتلال شرقي العاصمة في اقتتال دفع البلاد الى شفا حرب اهلية جديدة.

وقال الحريري في مؤتمر صحفي في اول ظهور له منذ اجتاح حزب الله المناطق التي يغلب عليها السنة في العاصمة الاسبوع الماضي ان حزب الله يطلب ببساطة استسلام الائتلاف الحكومي ويريد ان ترفع بيروت الرايات البيضاء. واضاف ان هذا مستحيل.

وتابع "لن يتمكنوا من الحصول على توقيع سعد الحريري او وليد جنبلاط او أي من قيادات 14 اذار على صك الاستسلام للنظام السوري والايراني."

وشهد لبنان اليوم بشكل عام أهدأ أيامه منذ اندلع القتال في السابع من مايو ايار بعد ان أصدرت حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التي تدعمها الولايات المتحدة قراري تفكيك شبكة اتصالات حزب الله وإقالة مدير جهاز امن المطار المقرب من حزب الله.

وأعتبر حزب الله ذلك بمثابة اعلان حرب وشن سلسلة هجمات مؤثرة سيطر خلالها بسرعة على اجزاء كبيرة من بيروت وهزم مسلحين سنة موالين للحكومة قبل ان يسلم المواقع التي سيطر عليها للجيش.

واستأنف تلفزيون المستقبل التابع للحريري ارساله قبل قليل من المؤتمر الصحفي بعدما كان ارغم على قطع البث اثناء الاقتتال.

وقال سعد نجل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحرير الذي اغتيل عام 2005 ان القرارين اللذين باتا غير ساريين لم يكونا يمثلان تهديدا لحزب الله.

وقال ان هذا لم يكن هجوما على حزب الله مضيفا انه كان قرارا اتخذته ايران وسوريا لمهاجمة لبنان وانه كان قرارا لوضع لبنان في ايدي سوريا وايران.

وتساءل بمرارة عن وعد حزب الله بالا يوجه سلاحه سوى الى اسرائيل قائلا انه عندما توجه نفس الاسلحة التي جاءت من سوريا وايران الى اللبنانيين فان هذا يعني بداية لما قد يكون حربا اهلية.

واضاف انهم لا يريدون حربا اهلية لان الحرب الاهلية تحتاج الى طرفين وانهم لن يقودوا اللبنانيين الى حرب اهلية.

ومن المقرر ان يصل وفد جامعة الدول العربية الى بيروت اليوم الأربعاء لمحاولة التوسط في حل للازمة السياسية التي ادت الى اندلاع اسوأ قتال يشهده لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وكثف الجيش اللبناني في وقت سابق دورياته في اطار حملة لاستعادة النظام بعد اسبوع من القتال بين مقاتلي حزب الله ومسلحين موالين للحريري وحلفائه.

ولا ينظر الى اجراءات الجيش باعتبارها تحديا لحزب الله الذي تجنب اي احتكاك مع الجيش الذي يعكس تشكيله المزيج الطائفي في لبنان.

وخوفا من حدوث انقسامات بين صفوفه بقي الجيش اللبناني محايدا في الصراع الذي قتل 81 شخصا وجرح 250 شخصا وأثار مخاوف عربية ودولية على مصير لبنان.

وقالت السعودية اليوم (أمس) إنه اذا ايدت ايران تصرفات حزب الله فان ذلك سيلحق الضرر بعلاقات الجمهورية الاسلامية مع الدول العربية.

وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي "طبعا أن تدعم إيران ما يحدث في لبنان من انقلاب وأن تؤيده فإن هذا سوف يؤثر على علاقاتها مع كل الدول العربية."

وفي طهران رفض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اتهامات بأن بلاده تتدخل في شؤون لبنان.

وقال أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي "إن إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تتدخل في لبنان."

وسيطر الجيش على مزيد من المواقع كانت تسيطر عليها قوات درزية تابعة للزعيم وليد جنبلاط الذي هاجم حزب الله معقله في الجبل شرقي بيروت يوم الاحد.

وقال النائب اللبناني أكرم شهيب مساعد جنبلاط ان الموقف الامني في الجبل مستقر بعد تحرك الجيش.

لكن البقال وسيم تيماني وهو من انصار جنبلاط في بلدة عاليه لم يكن متأكدا من ذلك بنفس الدرجة.

وقال لرويترز "وجود الجيش هنا للمظهر فقط. لن يستطيع فعل شيء اذا انتهكت الهدنة. لقد أظهرنا كل الاحترام لها (الهدنة) لكن لن نسلم سلاحنا."

كما وسع الجيش اللبناني أيضا وجوده في مدينة طرابلس الشمالية التي شهدت خلال الليل اشتباكات محدودة بين مسلحين سنة وعلويين موالين لحزب الله.

وحتى لو نجحت خطة الجيش لانهاء كل القتال فليست لديه خطط لازالة حواجز الشوارع التي اقامتها المعارضة بقيادة حزب الله لشل ميناء ومطار بيروت لزيادة الضغط على الحكومة للاستجابه للمطالب السياسية للمعارضة.

وقال الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الأول إنه سيناقش مسألتي لبنان وايران اثناء زيارة الى الشرق الاوسط هذا الاسبوع. وتعهد بتقديم مزيد من العون للجيش اللبناني في دفاعه عن الحكومة.

ويسافر بوش الى اسرائيل للمشاركة في الذكرى الستين لقيام الدولة اليهودية ثم يسافر الى المملكة العربية السعودية ومصر ويعتزم لقاء السنيورة في مصر يوم الاحد القادم.

واشار وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الى قرار محتمل بشان لبنان في مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة.

وقال امام الجمعية الوطنية "قد يتم طرح قرار لم يستكمل تماما بعد على مجلس الامن."

وعلى الجبهة السياسية ترفض الحكومة منذ 18 شهرا مطلب المعارضة منحها حق نقض القرارات داخل مجلس الوزراء لكن حزب الله اظهر الان ان لديه القوة العسكرية التي تمكنه من نقض القرارات التي لا يريدها.

وسدد نجاح حزب الله ضربة قوية للتحالف الحاكم الذي يقوده السنة ولمصداقية حكومة السنيورة التي تدعمها الولايات المتحدة مما أبرز لبنان كديمقراطية هشة تهددها طموحات حزب الله بمساندة ايران وسوريا.

ولا يعتقد أحد في لبنان ان للجيش القدرة او الرغبة في التصدي لحزب الله او الوقوف صراحة الى جانب الحكومة المدعومة من واشنطن في مجتمع سني شيعي مسيحي انقسمت طوائفه بالتساوي بين طرفي الصراع.

وشلت الازمة السياسية المؤسسات الحكومية وتركت البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني. وأجل نبيه بري رئيس مجلس النواب جلسة انتخاب رئيس جديد للمرة التاسعة عشر مرجئا التصويت الذي كان مقررا اليوم الى العاشر من يونيو حزيران. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى