الذكرى الـ 30 لاستشهاد الرئيس سالم ربيع علي (1978/6/26 - 2008/6/26).. عندما يكون حاكم البلاد من أهل فضل

> نجيب محمد يابلي :

> يصادف يومنا هذا الخميس، 26 يونيو 2008، الذكرى (30) لاستشهاد الرئيس الأسبق سالم ربيع علي (سالمين)، ولهذه الذكرى حكاية تذكرني بذلك المُنجّم (بضم الميم وخفض الجيم المضعفة) في مسرحية (يوليوس قيصر) لوليم شكسبير، الذي كان يردد على مسامع القيصر ذلك اليوم من أيام مارس، ولم يكترث القيصر لتذكير المنجم، وهكذا كان حال الأخ مفتاح عبدالله عوض، نائب مدير الدائرة المالية بوزارة الدفاع سابقا، الذي كان يتصل بي من حين إلى حين يذكرني بموعدي مع 26 يونيو 1978.. يوم استشهاد الرئيس الأسبق الشهيد سالم ربيع علي، وآخر اتصال له بي كان يوم الإثنين 23 يونيو 2008، فشرعت في الكتابة رغبة لا رهبة.

دخل الرئيس الشهيد سالمين التاريخ مناضلا متميزا في صفوف حركة القوميين العرب، ومن ثم الجبهة القومية، وأصبح رئيسا لمجلس الرئاسة في الجنوب يوم 22 يونيو 1969 خلفا للمناضل الفقيد قحطان محمد الشعبي، أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.. تحمل الرئيس الشهيد سالمين مقاليد الحكم حتى يوم استشهاده في 26 يونيو 1978.

لايمكن حرمان الرئيس الشهيد بأي حال من الأحوال عند تقييمه من كونه شجاعا، لأن هذه الحقيقة مخزونة في ذاكرة من عاصره مناضلا، وفي ذاكرة الشعب الذي عاصر فترة حكمه من خلال التعامل معه كحاكم للبلاد.. انتسب لأرض أهل فضل التي عرفت قبل الاستقلال بـ (السلطنة الفضلية)، وكان المواطن الفضلي يخاطب سلطانه بكلمة (أبا) أي (والدي)، فإذا خاطب السلطان عبدالله بن عثمان قال له (أبا عبدالله)، وهكذا كان يقول (أبا حسين) للسلطان حسين بن عبدالله الفضلي، و(أبا أحمد) للسلطان أحمد بن عبدالله الفضلي، و(أبا ناصر) للسلطان ناصر بن عبدالله الفضلي.

صعد الرئيس سالمين مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لإلقاء كلمة بلاده عام 1973، واقتضت المناسبة حضور عدد كبير من قادة الدول، وتابع العالم كلماتهم. طيرت مصادر مقربة من الرئيس سالمين خبرا سمعته من أصدقاء محسوبين عليه، مفاده أن الشيخ (السلطان) أحمد بن عبدالله الفضلي (أحد سلاطين أهل فضل) تمرد على البريطانيين وغادر البلاد، وشكل مع وطنيين آخرين (منظمة التحرير) في القاهرة عام 1965، وكان يتردد على الولايات المتحدة الأمريكية لاستيراد رافعات (كرينات) أمريكية مستخدمة إلى السعودية، وتزامنت فترة إحدى زياراته لأمريكا مع زيارة سالمين فانتهز الفرصة ليحادث سالمين هاتفيا.

حملت المحادثة دهشة السلطان أحمد أن سالمين- أحد بسطاء أهل فضل- أصبح رئيس دولة مساحتها (333) ألف كيلو متر مربع، ضمت ما كانت تعرف بمستعمرة عدن ومحمية عدن الشرقية ومحمية عدن الغربية.

لم يكن الشيخ أحمد مرتاحا من الخبر، إلا أن إجابة سالمين جاءت بهذه الصيغة الاستفهامية: «أبا أحمد، ألا يرضيك أن يكون حاكم البلاد من أهل فضل؟». اعترت الشيخ أحمد نشوة عارمة بأرض الفضلي وأهلها، ورد قائلا: «أفحمتني يا ولدي.. الله معك.. الله معك!».

يرحمك الله سالمين!!

أطال الله عمرك (أبا أحمد) ومتعك بالصحة!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى