أحمد عمر بن فريد وصمت الوديان!!

> فاروق ناصر علي:

> «أشلاؤنا أسماؤنا.. لا مفر.. لا مفر/ سقط القناع عن القناع/ لا أخوة لك يا أخي، لا أصدقاء يا صديقي لاقلاع/ لا الماء عندك، لا الدواء، ولا السماء ولا الدماء ولا الشراع ولا الأمام ولا الوراء/ حاصر حصارك.. لا مفر/ فأنت الآن حر، حر، وحر/ حاصر حصارك بالجنون وبالجنون وبالجنون/ ذهب الذين تحبهم، ذهبوا/ فإما تكون أو لاتكون»

محمود درويش

مدخل خاطف مهم

قبل الدخول إلى قلب المقال- أو الرسالة- أريد من شبوة كلها أن تتذكر الأخ العزيز والغالي والنبيل (أحمد عمر بن فريد) الذي كان يستعد لإعداد قافلة من الشخصيات هدفها شبوة من أجل إيقاف (الثأر)، وهو اليوم مكبل بالأغلال وزرد السلاسل في أقبية سجون الأمن السياسي داخل (صنعاء)، وأنتم مازلتم تعيشون العبث والضياع داخل دوامة الثأر، التي كتبنا مرارا وتكرارا عنها، وأنها تأكل ماضي وحاضر ومستقبل (شبوة) الغالية علينا.. هذه آخر رسالة أكتبها إليكم، ولولا الغالي العزيز المكبل بالقيود هو وأنبل وأشرف وأعز الرفاق داخل سجون الغربة اللعينة لعصبة الفيد والفساد لما وجهت هذه الرسالة على الإطلاق.. لأن الأمل في قبولها قد أصبح من المستحيلات.

الدخول إلى قلب الرسالة

كتبنا كثيرا عن (الثأر) الذي يحصد أبناء شبوة ويأكل أهلها، وهي الغالية على قلوبنا بكل أهلها، وهذه الرسالة مجرد كلمات خاطفة عابرة، أعرف أنها لن تغضب أعز وأنبل أهل الغالية شبوة، لذا استمعوا لحديثي جيدا.

إنكم تضيعون لمجرد الرغبة في الضياع عبر بوابة الثأر.. ضياعكم هذا هو ضياع لأجيالكم هدرا، بل ودفن مجد وتراث وتاريخ عظيم لبطولات وتضحيات لاتنسى.. تضيعون وتضيعوننا معكم، نحن أبناء الجنوب الذين نحتاجكم لتواجهون معنا (عصبة الفيد والفساد) لاستعادة حقوقنا المسلوبة ورفض قضية الحق، قضية الجنوب، وهي قضية سياسية بامتياز، لأنها قضية وطن، وطن وتراث وهوية وتاريخ، لكنكم عبر الاستمرار بالترحيب بالثأر تدفنون كل شيء، وبإصرار غريب تضيعون شبوة العظيمة هدرا، وسوف تضيعون (الجنوب) وحقه المسلوب، ونحن الذين نرى الأمل فيكم ومنكم.

كنا نتوسم فيكم الاستماع لصوت العقل، نتوسم فيكم الأمل والسند القوي الذي نعتمد عليه، لأنكم بتاريخكم الحافل بالبطولات والتضحيات أروع سند لنا، فلماذا تهرولون نحو الضياع؟! كنا نتوسم فيكم كل العون والدعم والمواقف البطولية، لأنكم بتاريخكم الحافل (أرض البطولات والتضحيات وأهل الشرف والعزة والنبل.. إلخ) لكن تبين أن معظمكم للأسف لايقبل إلا أن يكون مع حثالات الجنوب من كلاب الصيد الذين يدفعونهم نحو فتح القبور والانتحار.. وتبقى منكم البعض يحاولون ويحاولون أن تنصاعوا لصوت العقل لكن دون جدوى.. الثأر لا بطولة فيه أو منه، بل هو الضياع لقضايا الحقوق المسلوبة والمغتصبة، ودفن لأعظم قضية تشهد الأغلال والسجون السحيقة المدفون داخلها أحياء أنبل وأشرف وأعز الرفاق، وأنتم تطلقون النار على بعضكم البعض.. وبعدها تجلسون على الأرصفة الحارقة بلا عمل.. الغاز حقكم، النفط حقكم، غيركم المستفيد، ومن أموالكم يفتح القبور التي تهرولون إليها.

أقول.. لماذا لاتتوقفون عن إهدار الدماء الزكية الطاهرة لمدة مقدارها (ثلاث سنوات) هدنة؟! وخلالها ستعرفون معنى البطولة الحقيقية، هل تكمن في انتزاع حقوقكم المسلوبة أم في فتح الأبواب لكلاب الصيد، أتباع (عصبة الفسادة والفيد)؟!. لماذا تفتحون العقول للغادر الجبان، وترفضون صوت البطل الإنسان؟! هل تعلمون أن باب الثأر هو (بوابة الغدر بالجنوب)؟! وأنتم أعز وأنبل وأشرف الرجال الذين نحبهم ونتوسم كل المساندة منهم، فلماذا لاتقفون معنا صفا واحدا، وأنتم أهل البطولات والتضحيات؟! اغضبوا مني، ازعلوا، لا بأس لولا معزتكم ومحبتنا لكم لما كتبنا المقال تلو المقال إليكم.

هذه المرة تذكروا ابنكم الغالي علينا جميعا (أحمد عمر بن فريد) وكل الأبطال المعتقلين في السجون السحيقة، وهم من أنبل وأشرف وأعز الرجال.. هؤلاء هم من يحتاجون (شبوة العظيمة) فدوسوا بنعالكم على الثأر.. فمتى نسمع صوت العقل يدوي ويمزق صمت الوديان؟!.

ويبقى القول ما قاله الشاعر:

اثنان لا سواكما والأرض ملك لكما/ لو سار كل منكما بخطوه الطويل/ لما التقت خطاكما إلا خلال جيل/ فكيف ضاقت بكما فكنتما القاتل والقتيل/ قابيل.. ياقابيل/ لولم يجيء ذكركما في محكم التنزيل/ لقلت: مستحيل/ من زرع الفتنة ما بينكما/ ولم تكن في الأرض إسرائيل».

أحمد مطر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى