بشراك .. يا حديدة

> أحمد سالم شماخ:

> في خطوة مباركة انتظرها كثيراً أبناء الحديدة، بل وكل أبناء اليمن، وإثر اجتماع عقد في محافظة الحديدة برعاية كريمة من الأستاذ أحمد سالم جبلي محافظ الحديدة وابنها الوفي، ومعالي الأخ وزير النقل الشاب الأستاذ خالد إبراهيم الوزير وبحضور ممثلي الغرفة التجارية والغرفة الملاحية وإدارة ميناء الحديدة والوكلاء الملاحيين، تم استعراض الوضع المتردي لحالة ميناء الحديدة وما يلزم اتخاذه من خطوات عاجلة لإنقاذ الميناء من مزيد من التدهور، وما يحتاج إليه الميناء من تطوير على مختلف الأصعدة طال انتظارها.

ومن المفرح حقا وما يلزم أن نطرحه روح الديمقراطية والشفافية والمصارحة التي سادت الاجتماع وسعة صدر الأخ المحافظ ومعالي الوزير لسماع الانتقادات، بل والتجاوب معها بعقلانية وتفهم .. وقد أسفر الاجتماع عن تحرك فوري من قبل دولة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الموقر باعتماد كل ما رفع إليهم لإصلاح وضع الميناء أملاً في عودته إلى المكانة المرموقة التي يتبوأها بين موانئ المنطقة .. فمن المعروف أن ميناء الحديدة في منتصف الثمانينات كان يحتل مركزاً متقدماً بين موانئ المنطقة قبل الفجيرة والشارقة وجيبوتي وقطر وغيرها، ثم أصبح بفعل الإهمال وعدم التخطيط السليم وعدم مواكبة النمو في حركة نقل السلع أصبح وللأسف يحتاج إلى خمس عشرة سنة ليصبح مثل جيبوتي.. ولذا فإننا نؤكد أنه رغم مباركتنا وارتياحنا لما تم إعلانه من قبل مجلس الوزراء إلا أننا لا نريد لإدارة الميناء أن تعود لسباتها العميق وقصورها الإداري، بل لتعمل وبدون كلل أو ملل على وضع الخطط الطموحة لما تريد أن يكون عليه ميناء الحديدة للعام 2020و2025 وأن تحرك ما لديها من كوادر شابة قادرة على العطاء وعدم الاستهانة بالخبرة المتراكمة لدى كوادرها السابقة (النظيفة منها) فهم الأقدر والأكثر حرصاً على محافظتهم وبلادهم، وكما يقول المثل (ما حك جلدك مثل ظفرك) .. نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه مصلحة يمننا الحبيب.

وقد بدأت بشائر الخطوة الجبارة لانتخاب المحافظين تعطي ثمارها وأيضا سياسة الاستعانة بالشباب لإدارة البلاد .. اطمئني يايمن فالمستقبل واعد بالخير بإذن الله وتحية من الأعماق لقائد المسيرة .

ولا يفوتنا في هذا الطرح أن نوجه الانظار إلى الوضع في جمرك الحديدة، فهو الآخر يفتقر إلى الديناميكية والحس الجمركي والتفاعل مع متطلبات الوضع، وذلك إما لقصور في التأهيل، أو قصور في إعطاء الفرصة للقادرين فعلاً على العطاء، أو لتراكم الأوامر والتعليمات بسبب تقلب الإدارات حتى أصبحت تغطي على كل جميل وتعرقل كل راغب في الإبداع والعطاء، وآن الأوان لإحداث ثورة جمركية، فالعالم يسير بخطوات متسارعة ونحن وللأسف تخلفنا كثيراً عن الركب، وإن كان لايزال في الإمكان فعل الكثير متى خلصت النيات والعمل الواقعي، وليس تهريج (بالروح والدم).

ويقيناً إن كل تأخير في تخليص السلع وكل تكاليف يتكبدها التاجر إنما تنعكس على أسعار السلع ويتحملها المستهلك، وهذا ما يناقض برنامج الرئيس الانتخابي.

الإجراءات الأمنية في الميناء وما تضيف من تعقيدات أيضا يلزم أن تعقد لها اجتماعات برعاية الأخ المحافظ ، فنعم وألف نعم للاحتياطات الأمنية، ولا وألف لا للمزايدات سواء أكانت أمنية أم يمنية معروفة أهدافها .

وفي الأخير فإننا نتعشم في محافظ الحديدة المثقف والواعي أن يترك بصماته الخيرة على كل نواحي الحياة في المحافظة وبالذات ما يهم معيشة الناس المرهقين من تعليم وصحة وغذاء وسيجد خلفه بإذن الله جيشاً من الخيرين ولن ينسى له تاريخ المحافظة واليمن ما سيتركه وفوق كل ذلك ستكتب له في ميزان حسناته (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

اللهم وفق أبناء اليمن لرفع هامة بلادهم وشعبهم بين الأمم وفي كل الميادين .

* عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الحديدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى