الرئيس:الوحدة ليست مزحة نحققها متى ما نشاء وننهيها متى شئنا

> صنعاء «الأيام» سبأ:

>
دعا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القوى السياسية إلى الترفع فوق الصغائر وإلى تحمل مسؤولياتها بالوقوف إلى جانب الشرعية الدستورية والمشاركة في الاستحقاق الدستوري القادم لانتخاب مجلس النواب الجديد دون استثناء.

وقرر فخامة الرئيس منح كل أفراد القوات المسلحة والأمن الذين شاركوا في وأد الفتنة في صعدة وبني حشيش الأوسمة والشهادات التقديرية تكريما واعترافا بتضحياتهم النبيلة.

وأعرب عن أسفه لما تعرض له البلاد من أعمال إرهابية، منبها إلى ضرورة تفويت الفرصة على القوى الحاقدة والمريضة التي تريد أن يظل الشعب اليمني دائما في غليان.

وأكد فخامته أن الوحدة منجز وطني عظيم وأصبحت حقيقة راسخة رسوخ الجبال وليست مزحة نحققها متى ما نشاء وننهيها متى شئنا.

وقال في الحفل الخطابي والاستعراضي العسكري الذي أقيم أمس في ساحة العروض بمدرسة قتال الحرس الجمهوري في العاصمة صنعاء بمناسبة العيد الـ 45 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.:«لن نستثني أي قوى سياسية فالوطن يتسع للجميع وقد دعوناهم مرارا عديدة للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري المتمثل في انتخابات مجلس النواب التي ستجرى في إبريل من العام 2009م ، وأن لا يظلوا متمترسين خلف أشياء صغيرة».

وأشار فخامة الرئيس إلى أن ما تحقق على صعيد تنفيذ البرنامج الانتخابي وصل إلى أكثر من %75، وذلك خلال السنتين الماضيتين وقال:«البرنامج الرئاسي هو برنامج كل الشعب وليس برنامجا للرئيس أو حزب سياسي ولكن استوحى البرنامج طموحات شعبنا اليمني».

وعبر عن شكره للحكومة على ما بذلت من جهد في سبيل إنجاز وتحقيق كل هذه المكاسب لشعبنا اليمني العظيم، وكذا للأداء الجيد.

وحث على مزيد من العطاء وتجنب السلبيات وتعزيز الإيجابيات, وقال: «يجب أن تعزز الإيجابيات في كل مؤسسات الدولة وتجنب السلبيات ولابأس أن تحصل بعض الأخطاء وقد لا يكون الخطأ متعمدا ومن يعمل سيخطئ ولكن العيب تكرار الخطأ».

وقال الرئيس: «رغم الصعوبات والإشكاليات إلا أن ما تحقق ويتحقق يعد مبعث فخر لكل المواطنين الشرفاء وأنا خلال زيارتي لمحافظة حضرموت خلال الأسبوع الماضي اطلعت على ما تم إنجازه في هذه المحافظة من مشاريع استراتيجية كلفت مليارات الريالات بالإضافة إلى ما تحقق في المحافظات الأخرى فلم تكن المشاريع في حضرموت وحدها ولكنها شملت كل المحافظات باستثناء بعض المحافظات مثل صعدة بسبب أحداث فتنة التمرد والتخريب».

وأوضح رئيس الجمهورية «أن المؤسسة العسكرية أدت وستؤدي واجبها بكل شجاعة, وتصدت لأعمال التخريب والتمرد في محافظة صعدة في خمس حروب وقدمت أغلى التضحيات من الضباط والصف والجنود ليس استعباطا ولكن حقا شرعيا ودستوريا للحافظ على الثورة اليمنية لأن الذين أشعلوا الفتنة في صعدة كانوا يريدون ولا زالوا يراودهم الشك بعودة الإمامة التي قضينا عليها في 26 سبتمبر وإلى غير رجعة».

وأضاف:«هذا الهوس وبدعم خارجي ونحن نتجنب ذكر من يقدمون مثل هذا الدعم لمصلحة وطنية عليا ولكننا نعرفهم وشعبنا يعرفهم»، مترحما على الشهداء الأبطال في صعدة وفي بني حشيش وفي كل مكان ممن قدموا التضحيات .

وقال فخامة الرئيس: «لذلك قررنا منح المنطقة العسكرية الشمالية والحرس الجمهوري والأمن وكل أفراد القوات المسلحة الذين شاركوا في المنطقة الشمالية والغربية في وأد الفتنة التي أشعلت في بني حشيش وتصدى لها أفراد الحرس الجمهوري والأمن المركزي قررنا منحهم الأوسمة والشهادات التقديرية لكل الشهداء ولكل الجرحى وللوحدات أيضا شهادات تقديرية تكريما واعترافا بتضحياتكم النبيلة .. فتحية لكل أفراد قواتنا المسلحة التي نثق أنها على أهبة الاستعداد للتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا الوطن».

وتساءل الرئيس قائلا:«هل الدولة والجيش والأمن والقيادة تريد أن تقدم سيلا أو نهرا من الدماء ؟, لا أبدا وفي الوقت نفسه لا تريد أن توقف عجلة التنمية ولكنها ملزمة أن تتصدى لكل من يقطع الطريق أو يعبث بالأمن والاستقرار ».

وأشار فخامة الرئيس إلى أنه أصدر توجيهاته للحكومة بإعادة إعمار ما خلفته أحداث فتنة التمرد في محافظة صعدة على أكمل وجه فور صدور قرار وقف العمليات العسكرية.

ولفت إلى أن هناك تساؤلات من بعض الناس لماذا أصدرنا قرار وقف العمليات العسكرية, ومنهم من اعتبر ذلك إجراء خاطئا.

وقال:« نحن أوقفنا العمليات العسكرية حرصا على تجنب سفك المزيد من الدماء وإتاحة الفرصة للمغرر بهم بالعودة إلى جادة الصواب وإنهاء الفتنة وأعمال التخريب والإرهاب».

وأعرب فخامة الرئيس عن أسفه لما تعرض له البلاد من أعمال إرهابية ومن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت السفارة الأمريكية بصنعاء وما سبقها من أعمال ضد السياح في حضرموت ومأرب، معتبرا أن كل ذلك نتيجة للتعبئة الخاطئة.

ودعا العلماء والمثقفين ورجال الأعلام والصحافة والكتاب وكل الخيرين إلى العمل سويا من أجل تنشئة جيل متسلح بالعلم والمعرفة الصحيحة وخال من العقد ليحافظ على مكاسب الثورة, والدعوة إلى الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو ورفض التعصب أيا كان نوعه، منبها إلى ضرورة تفويت الفرصة على القوى الحاقدة والمريضة التي تريد أن يظل الشعب اليمني دائما في غليان.

وأشار إلى أن من يحقدون على الوطن هم قلة قليلة وعناصر فاشلة ومريضة لا يمثلون إلا أنفسهم, والشعب اليمني العظيم البالغ تعداده السكاني حوالي 23 مليونا يريدون الأمن والأمان والاستقرار والتنمية.

وقال الرئيس:«ما أجمل هذه المؤسسة العسكرية التي تجسد الوحدة الوطنية وهي من كل أبناء الوطن, ما أجمل أبناء الوطن وهم يتنقلون في الأعياد من مدينة إلى أخرى ومن المدينة إلى الريف وهذا ما شاهدناه في حضرموت وفي عدن والحديدة من قوافل تضم العديد من الأسر من أبناء مختلف المحافظات لقضاء إجازة العيد في المناطق الساحلية».

وأكد رئيس الجمهورية أن المصالح بين كل أبناء الوطن تتعزز يوما بعد يوم، ومن يغردون خارج السرب هم قلة قليلة من مخلفات الاستعمار ومن مخلفات الإمامة ولا يشكلون رقما يذكر.

وقال:«منذ إعادة وحدة الوطن في 22 مايو, أصبح لدينا اليوم جيل من الشباب الخالي من رواسب الماضي ويشكل رقما كبيرا فهؤلاء هم جيش الوحدة».

واستطرد قائلا:«الوحدة منجز وطني عظيم وأصبحت حقيقة راسخة رسوخ الجبال وليست مزحة نحققها متى ما نشاء وننهيها متى شئنا, فهذا أمر غير وارد البتة فهي ليست سلعة للبيع والشراء ولا يمكن لأي كان يسيطر عليه الوهم بإمكانية النيل من هذا المنجز الوطني والقومي فيلجأ إلى إصدار بيان أو خطاب لنشره عبر المواقع في الانترنت أو في الصحافة ويتخيل أنه يمكن من خلال ذلك المساس بهذا المنجز»، معتبرا من يقومون بمثل هذه التصرفات «أشخاص تضررت مصالحهم وتحولوا إلى أبواق نشاز تدعي الإصلاح وتطالب بإنقاذ الوطن بدلا عن إنقاذ أنفسهم من المرض الذي وصلوا إليه».

وهنأ فخامة الرئيس في مستهل كلمته الشعب اليمني باحتفالات العيد الـ 45 لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي تفجرت من جبال ردفان الشماء، «فتحية لكل المناضلين ولكل الثوار من أبناء سبتمبر وأكتوبر، ونترحم على شهدائنا الأبرار ومناضلينا الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الثورة والجمهورية».

وقال فخامة الرئيس:« لقد تفجرت ثورة 14 أكتوبر بقيادة غالب راجح لبوزة من جبال ردفان وقحطان الشعبي وعبدالفتاح إسماعيل وفيصل عبداللطيف وسالم ربيع علي وعلي ناصر محمد هؤلاء كانوا رموزا من رموز ثورة 14 أكتوبر المجيدة، وهذا يؤكد تأكيدا قاطعا على واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر».

وأضاف:«لقد كان قحطان الشعبي في أول حكومة للثورة وعبدالفتاح إسماعيل كان رئيسا للشطر الجنوبي وأمينا عاما للحزب الاشتراكي اليمني، ومن يشكك في واحدية الثورة فهو مخطئ، فثورة سبتمبر كانت العمق الإستراتيجي لثورة 14 أكتوبر، وكان جنوب الوطن هو الذي احتضن حركة الأحرار اليمنيين وقدم الدعم السخي لثوار سبتمبر».

وأردف فخامة الرئيس:«إن ما جنيناه وحصدناه في يوم 22 مايو 1990م هو ثمرة من ثمار نضالات شعبنا اليمني الواحد شماله وجنوبه، وإن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر كانت بمثابة إنقاذ لشعبنا اليمني العظيم من الظلم الإمامي والاستعمار البريطاني».

وقال فخامة الرئيس:«لم تأت هذه الثورة من فراغ، ولكن كانت ضرورة حتمية لإنقاذ شعبنا من الجهل والتخلف والمرض والفقر فكانت ثورة عظيمة بكل المقاييس» . وأضاف :«إن الأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بتكاتف كل أبناء الوطن الشرفاء المخلصين فأمن الوطن مسؤولية وطنية وجماعية وليست مسؤولية المؤسسة العسكرية والأمنية فقط ولكن مسؤولية كل أبناء الوطن».

وتابع قائلا:«أتذكر ما حدث في بعض المناطق بحضرموت وصعدة ومناطق أخرى من أعمال تخريب وشغب وتمرد وخروج عن الشرعية الدستورية كان المواطنون الشرفاء إلى جوار المؤسسة العسكرية والأمنية في حضرموت ومأرب وشبوة وكل مكان».

واختتم الرئيس كلمته بالقول:«الوطن في أمن وأمان وملك لكل أبنائه وليس لرئيس أو حزب وإنما للشعب بكامله, فالحزبية وسيلة وليست غاية، والوطن ملك للجميع ويتسع لجميع أبنائه»، مجددا التهاني لجماهير شعبنا اليمني بمناسبة أعياد الثورة اليمنية المباركة وفي مقدمتها العيد الخامس والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ثورة كل الشعب ثورة كل الأحرار ثورة كل المخلصين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى