> حتى أمس الإثنين مازال أنين مديرية ساه يخترق الهضاب، هكذا سمعت ساه وشاهدتها بعد أربعة أيام من الكارثة التي حلت بأهلها.. 295 منزلا تهدم، ومايزال 19 شخصا مفقودا، وتم أمس الأول إنقاذ طفلين من تحت الركام بعد يومين من انهيار منزلهم ظلا حيين بعناية الخالق الحافظ جل وعلا.

لم يدخلها مسؤول منذ بداية الكارثة، إلا أمس بعد أن فتحت الطرقات التي دمرتها السيول.. وصلت إلى ساه (95 كيلو جنوب شرق سيئون) مع الأخوة صادق أمين أبوراس نائب رئيس الوزراء لشؤون الداخلية، وسالم الخنبشي محافظ حضرموت، وأكثر من ستة من وكلاء الوزارات الخدمية بغرض الوقوف على الأوضاع وإعطاء التوجيهات.

الآليات تعمل على شق الطرقات كي تتقدم الإغاثات، حيث يشكو الأهالي الذين قابلناهم من انعدام الخدمات خصوصا المياه والكهرباء.. لم تصمد أعيننا أمام هذا الركام، كانت هنا الصيقة والبلاد لم يتبق منها شيء سوى قلوب أهلها المؤمنة وقوة عزيمتهم.. نعم يحتاجون للمواساة فقد جرفت النخيل والأشجار وتشققت الطرقات ونفقت آلاف المواشي ومئات الإبل.

وصلنا والناس مازالت تبحث تحت الأنقاض، الكل يثني على تحرك شركة (توتال) النفطية في ما قامت به من أعمال الإنقاذ بواسطة طائراتها، وكذا تحرك السلطات، إذ إنه بعد العودة من المنطقة المنكوبة بدأ رتل من السيارات الكبيرة المحملة بالخيام والمياه والمواد الغذائية بالتحرك لتسلم للجان الخاصة، الأهالي أكدوا أنهم يرغبون في تسليمها لهم سريعا.

عدت من ساه وفي قلبي غصة! متمنيا لهم المزيد من الصبر، وداعيا أن يغاثوا بكل محتاجاتهم، خصوصا وأن زيارة المسؤولين وجلوسهم مع السلطة المحلية ناقشت كل الاحتياجات.. تبقى ساه من أكبر المناطق المنكوبة في حضرموت. سننقل في العدد القادم ماتحدث به الأهالي في ساه والمزيد من الاحتياجات والأولويات.. إنها المأساة التي تحتاج إلى مواساة.

شبام القديمة والسحيل

نقلنا في العددين الماضيين الأضرار بسحيل شبام، إلا أن المنكوبين يؤكدون لنا أنهم بحاجة للإغاثة السريعة المادية والمعيشية، فالعديد من الأسر تحكي مآسي، فقد فرت من المنازل بملابسها فقط مخلفة ممتلكاتها تحت الأنقاض، لم يعد لديهم سوى التمسك بالقادر سبحانه وتعالى.. بعض الأسر حتى مساء أمس تشكو من أنها سلمت لها خيمة على أن تشترك فيها أسرتان.

وعلى عدد من المتضررين وزعت زيوت، المتضررون يدفعون على نفقتهم لإزالة الأنقاض للبحث عن شيء مفقود، يدفعون قيمة الشيول على الرغم من أنهم متضررون.

عموما فإن المتضررين بسحيل شبام يصرخون «نريد لجان أهلية وشفافية في التعويض والإغاثة».. نعم، معهم كل الحق، إذ إن كارثة 89م و96م حتى الآن تطل بأطلالها دون معالجة، لذا فمنكوبي هذا العام 2008م لايريدون إلا حقهم، وهم محقون.. أظهر تقرير رسمي مشترك مع جهة أجنبية حجم الأضرار في شبام القديمة والسحيل سننشره غدا.. إنها أضرار مهولة!.

وإلى الشرق حيث مدينة تريم فإن القادم إليها لايستطيع الوصول جراء تراكم الطين والأوحال، وكذا تضرر الجسر الخرساني القائم على الأعمدة على الرغم من أنه قيد الإنشاء، لذلك فالغموض داخل تريم وضواحيها قائم، فالواصل إليها عبر المروحيات فقط، ومع ذلك فبعد زيارة نائب رئيس الوزراء والمحافظ وعدد المسؤولين ووقوفهم على هذه الوضعية صدرت الأوامر العاجلة بجلب المعدات وفتح طريق عاجل إلى تريم، وبالفعل بدأت أعمال الشق وإزالة المخلفات.

وهكذا سيصل الجميع إلى تريم لكنهم سيشاهدون مناظر مؤثرة.. حقا حضرموت منطقة منكوبة بقياس أعلى درجات النكبة.. في كل المناطق بوادي حضرموت مظاهر الحزن واضحة للعيان، وصلت إلى أن الملامح تغيرت كليا فكانت هنا قرية أو مدينة أو منزل أضحت قاعا صفصفا!!.

إشهار لجنة أهلية في حضرموت لإغاثة المتضررين من الأمطار والسيول

أشهرت في المكلا أمس لجنة حضرموت الأهلية لإغاثة متضرري الأمطار والسيول، التي تمخض عنها اجتماع غرفة تجارة وصناعة حضرموت بغية تقديم المساعدة وجمع التبرعات لإغاثة المنكوبين والمتضررين من الأمطار والسيول.

وقد اعتمد مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بحضرموت اللجنة التي تشكلت من الأخوة: عمر عبدالرحمن باجرش رئيسا، د.عادل محمد باحميد نائبا، أبوبكر عبدالله مسلم مسئولا ماليا، محسن علي المحضار نائبا للمسئول المالي، خالد سالمين بن هلابي عضوا، صالح كرامة عمير وفارس خالد هلابي غرفة العمليات، وعضوية كل من سعيد صالح العمقي وعمر عبدالله باعيسى وعثمان محمد العمودي وسعيد سالم بن قربان وأبوبكر عبدالله مهدمي وأحمد عبدالله باطويل وجمال بن عبودان الجابري ومحمد عمر فلهوم وصالح يسلم بلفقيه. وقد عقدت اللجنة اجتماعا لها مساء أمس ناقشت فيه آلية عملها.

وأفاد «الأيام» الأخ صالح كرامة عمير رئيس لجنة العمليات باللجنة بأن اللجنة ستدشن عملها ابتداء من اليوم بالنزول الميداني إلى المتضررين في الساحل والوادي، وستعمل على حصر الأسر المتضررة وتقديم المساعدات العينية والنقدية للمتضررين، وكذا الإسعافات الأولية. وأهاب بالميسورين والمقتدرين وأبناء الوطن والمغتربين عموما للمساهمة بدعم إخوانهم المتضررين من الأمطار والسيول في حضرموت والتبرع على حساب رقم (35000) لدى بنك التضامن الإسلامي فرع المكلا.

جمعية الرأفة الخيرية بتريم

تقدم معونات لآلاف من متضرري السيول

قدمت جمعية الرأفة الخيرية بمدينة تريم معونات عينية شملت مواد غذائية ومستلزمات ضرورية لآلاف من متضرري السيول بوادي حضرموت، الذي لجأوا إلى المدارس والثانويات بعد أن تهدمت بيوتهم بسبب الأمطار الغزيرة وتدفق السيول الكبيرة التي لم تعهدها المدن خلال سنوات طويلة. وقد تسببت السيول في تهديم ومحاصرة عدد من القرى بمديريتي تريم وساه , أخليت المدن بأكملها من السكان الذين لجأوا إلى الجبال منذ صباح أمس الأول.

وقد كانت أكثر المدن تضرراً (ساه، الردود، ثبي، باعلال، حصن فلوقة، حصن عوض، مشطة، القوز، الجحيل). وقد قدر عدد البيوت المهدمة في تلك المناطق بأكثر من (500) بيت ونحو (30) قتيلا. وستواصل الجمعية أعمال الإغاثة وإيواء المشردين في مخيمات خاصة بالتنسيق مع عدد من الجهات الرسمية والخاصة، كما صرح بذلك السيد طاهر بن حسين العطاس رئيس الجمعية الذي دعا الجميع إلى مؤازرة الجمعية لأداء عملها على أكمل وجه.

الأستاذ عبدالله رمضان سليم المسئول المالي بالجمعية أشار إلى «أن الجمعية قدمت معونات غذائية خلال الأيام الثلاثة الماضية بما يقارب الـ 10 مليون ريال ، كما قامت الجمعية وبمساعدة عدد من الجهات الحكومية بإيواء 5050 شخصا جرفت منازلهم السيول الكبيرة وقد تم تسكينهم في مدارس وثانويات مدينة تريم وقدمت لهم الخدمات اللازمة من غذاء وعلاج ومستلزمات تموينية ضرورية».

ونوّه في كلمته «بالدور الكبير الذي قام به أبناء مدينة تريم الذين قاموا بالتعاون مع الجمعية بإيصال الغذاء والأدوية اللازمة إلى عدد من القرى المنقطعة التي يصعب الوصول إليها، مثل مشطة والقوز وحصن فلوقة والجحيل وقد وصلوا إلى تلك المناطق مشياً بالأقدام، ولا ننسى أن نشكر أهالي المدينة على جهودهم الكبيرة للتخفيف من معاناة إخوانهم المتضررين والمتمثلة في جمع التبرعات النقدية وكذا الملابس إلى جنب التفرغ الكامل بالسيارات والأوقات للمساهمة في عمليات الإنقاذ والإغاثة، فنسأل الله أن يجزل لهم الأجر والثواب».

وصول طائرتي مواد إغاثة من سلطنة عمان إلى الغيظة وسيئون والثالثة تصل إلى المكلا اليوم

وصلت طائرة شحن عسكرية تابعة لسلاح الجو السلطاني عصر أمس إلى مطار سيئون تحمل مواد إغاثية من سلطنة عمان كمساعدة عاجلة لمتضرري السيول بحضرموت، وكان في استقبالها الأخ سالم الخنبشي محافظ حضرموت وعدد من المدراء العامين لفروع الوزارات في الوادي والصحراء، وهي الشحنة الثانية بعد أن وصلت طائرة عمانية أمس الأول إلى مطار الغيظة بالمهرة تحمل مواد إغاثية.

وفي تصريح لـ «الأيام» قال السيد علي إبراهيم الرئيسي الرئيس التنفيذي للهيئة العمانية للأعمال الخيرية:«على أوامر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بتسيير مساعدات إغاثة طارئة كدفعة أولى من المساعدات للأشقاء في اليمن، ولدينا ثلاث محطات أمرنا بأن نصل إليها.. وصلنا الليلة الماضية إلى الغيظة عاصمة المهرة، واليوم نحن في سيئون المدينة التي نعتز بها كثيرا في حضرموت، وغدا إن شاء الله (اليوم الثلاثاء) ستصل طائرة إغاثة إلى المكلا، هذه هي دفعة، وستكون هناك رحلات متواصلة».

وأضاف السيد علي إبراهيم:«عمان جهزت للمرحلة الأولى 200 طن من مواد الإغاثة المنوعة ستأتي على ثلاث رحلات بالطائرات العسكرية، وثلاث رحلات مستأجرة من الطائرات الكبيرة، هذا هو جزء من الحق والواجب للإخوة من جلالة سلطان عمان ومن حكومة وشعب عمان إلى الرئيس علي عبدالله صالح وإلى الشعب اليمني الشقيق ولأشقائنا المتضررين في هذا البلد، وسيكون لدينا مراحل أخرى، حيث يصل إلى سيئون غدا (اليوم الثلاثاء) فريق ميداني عماني للاطلاع على الأضرار بوادي حضرموت ليرفع تقريرا لما يمكن أن تقدمه السلطنة ما بعد مرحلة الإغاثة، وهو اليوم (أمس) في المهرة».

وشملت طائرة الشحن العسكرية العمانية الواصلة إلى مطار سيئون مواد تضم الخيام والبطانيات والمفارش وكميات من الأدوية والمولدات الكهربائية، ويتوقع أن يشمل الجسر الجوي الإغاثي العماني أكثر من ست رحلات إلى حضرموت لهذا الغرض.

ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة ساه

ارتفعت حصيلة القتلى جراء السيول العارمة التي اجتاحت مديرية ساه إلى ثمانية عشر قتيلاً بعد العثور أمس على جثة المواطن أبوبكر باوزير بينما بلغت حصيلة أعداد المفقودين حسب إحصائية جديدة من غرفة العمليات بإدارة أمن مديرية ساه عشرين مفقوداً وستة مصابين تم نقلهم بالطائرات المروحية إلى المستشفيات في سيئون والمكلا وبلغ عدد البيوت المهدمة كلياً حسب الإحصائية نفسها 315 منزلاً و50 تهدمت جزئياً و120 حوشاً للأغنام ومستودعات أخرى و50 محلاً تجارياً ومحطة للمحروقات بمنطقة غيل عمر .

كما جرفت السيول ثمانية مولدات كهربائية لمشاريع مياه بمنطقة وادي عدم وكذا خط مياه غيل عمر- الضبيعة البالغ طوله كيلومترين.

وكان الأخ صادق أمين أبو رأس، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية ومعه الأخ سالم أحمد الخنبشي محافظ حضرموت قد وقفا أمس على سير عمليات الإغاثة والإيواء والإنقاذ بمديرية ساه أكثر مديريات وادي حضرموت تضرراً من كارثة السيول التي اجتاحتها في اليومين الماضيين مخلفة أضراراً جسيمة في الأرواح والممتلكات.

وخلال لقائه بالسلطة المحلية بالمديرية والمواطنين أكد الخنبشي حرص الحكومة على إيصال المعونات للمنكوبين في جميع المناطق معبراً عن خالص تعازيه لأسر المتوفين حاثاً الجهات ذات العلاقة على بذل قصارى الجهود لانتشال من بقي تحت الأنقاض وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين بما يخفف عنهم تبعات الكارثة، واستمع من المواطنين إلى أهم ما يحتاجونه في الوقت الحاضر. بعد ذلك قام الخنبشي بجولة ميدانية للمناطق المتضررة .

مؤسسة البادية الخيرية بوادي حضرموت تغيث متضرري السيول

بذلت مؤسسة البادية الخيرية بوادي حضرموت جهوداً كبيرة لإغاثة متضرري السيول بوادي حضرموت، حيث قدمت لهم المساعدات والمعدات والمواد الغذائية.. وفي تصريح لـ«الأيام» أوضح الأخ صلاح مسلم باتيس رئيس المؤسسة: «منذ الليلة الأولى تم العمل على إطلاق حملة البادية العاجلة لإغاثة متضرري السيول بوادي حضرموت.

وقدمنا للأسر المنكوبة والمشردة في المدارس والجبال وبيوت أقاربهم المستلزمات الضرورية من بطانيات ومواد غذائية.

وتم توفير لهم الإضاءة (إنارة على بوت غاز وقاز)» مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجان إغاثية وطبية تقوم بالنزول إلى المناطق المحاصرة.. وأضاف:«لقد تم إيصال الإمدادات لقرى (دار الراك والخديد) التي كانت محاصرة على مدى يومين.. كذلك تم إيصال الإمدادات إلى مناطق مشطة بتريم، وساه، إضافة إلى الجهود التي يبذلها فرعنا بدوعن». وقال إن الجمعية وجهت نداء عاجلا إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية لجمع التبرعات لصالح المنكوبين.

مؤكداً في نهاية حديثه أن المؤسسة بصدد إعداد الدراسات لإيواء المشردين وإعادة الإعمار بعد الانتهاء من حصر المتضررين.

الأمطار تكشف عيوب مرافق أساسية في مديرية الشحر

كشفت الأمطار الغزيرة والسيول التي تعرضت لها مديرية الشحر، كغيرها من مديريات ومحافظات بلادنا التي استهدفتها كارثة العاصفة المدارية مؤخراً، عن عيوب تخطيطية واختلالات كثيرة أدت إلى مضاعفة الأضرار الناجمة عنها وأشاعت حالة من القلق بين الأهالي. فمنذ الساعات الأولى لانهمار الأمطار الغزيرة وما أعقبها من رياح تهاوى عدد من الأسلاك وعطبت محولات الشبكة الكهربائية التي تزود أحياء ومناطق المديرية بالتيار الكهربائي.

ولاغرابة في ذلك إذا عرفنا بأنها ومنذ سنوات شبكة كهربائية تجاوزت عمرها الافتراضي، رغماً عن المتابعات التي قام بها فرع مؤسسة الكهرباء بالمحافظة والمديرية مع قيادة المؤسسة والوزارة بشأن تجديدها وتحسينها تنفيذاً لوعود (انتخابية ) متكررة. وقد بذل الفنيون والعمال في خطوط الشبكة جهودا مشكورة في محاولات الإصلاح والصيانة.

كما كشفت تلك الكارثة عن عيوب فنية وهندسية في الطرقات التي شقت مؤخراً، حيث لم يراع مصمموها ومنفذوها مسألة تصريف مياه الأمطار ومجاري السيول. وينسحب ذلك أيضا على بعض مشاريع الرصف في عدد من الأحياء, وأيضا في الإهمال المزمن لصحة البيئة وصرف أراض جديدة في ساحات عامة، والبناء العشوائي والخرائب الآيلة للسقوط التي اضطرت الكثير من الأسر الساكنة بالقرب منها إلى الانتقال من مساكنها تخوفا من احتمال سقوطها وانهيارها فوق منازلهم.

وعلمت «الأيام» أن إدارة أمن المديرية وكتيبة خفر السواحل التابعة للجيش وإدارة الصحة والسكان قد سيّرت بعض الدوريات خلال الأيام والليالي الماضية تحسبا للقيام بأي مهام إنقاذية للمتضررين.