«الأيام» .. الأولى في السراء والضراء .. في السجن والحرية !

> علي هيثم الغريب:

> إن مهنة الصحافة من دعامات الكيان الديمقراطي والمدني، وتعتبر من أقدس المهن وأشدها حرصا على حرية الإنسان وبناء الأوطان .. ولاينسى التاريخ أن «الأيام» قد تصدرت كفاح الأمة منذ أكثر من خمسين عاما .. وأرست دعائم حرية الكلمة ورفعت القيم الأخلاقية .. وأبناء الجنوب لاينسون الثمن الذي دفعه مؤسسها المثقف الوطني الصادق محمد علي باشراحيل.. فهي بحق رمز الحرية والديمقراطية وعماد الحياة الإعلامية .. فهي دائما تكشف الظلم وتسعى لنصرة المظلوم وتهدئ من روع السياسيين وتحمي حرمه الشرع والقانون .. ولم يكن لها من سند سوى رضا الناس عنها، والناس هم أصحاب السلطة الحقيقيون .. فهم الذين يختارون ممثليهم في البرلمان والمحليات والرئاسة.. وأهتف من أعماقي أن «الأيام» كانت وستظل أبدا شعلة الرأي والرأي الآخر والنور لكل الأقلام الشريفة، ولوطنها .. يتبرأ الأستاذان هشام وتمام أمام رسالتها من الحزبية والمناطقية والعصبية .. وهنا تظهر بوضوح مكانة «الأيام» بأخلاقها الوطنية العالية وحاجة الناس وحتى السلطة إن أرادت الرشد إليها.

نعم إن صحيفة «الأيام» هي أكثر من صحيفة يومية، إنما هي نظام إعلامي، هي حضارة مدينة لها فلسفتها وتهذيبها وعلاقاتها .. وهي أسلوب تجد طريقها إلى نفوس المواطنين، وإلى نفوس المثقفين وإلى نفوس القادة والسياسيين، رفضت «الأيام» أن نعيش في شعارات وأوهام، بل أرادت لنا أن نعيش على الحقائق، فمن الحقائق تتكون القيم والمبادئ السامية. يقول صلوات الله وسلامه عليه: «أوصاني ربي بتسع أوصيكم بها : أوصاني بالإخلاص في السر والعلن، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأن أعفو عمن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكرا، ونظري عبرا» .. وهذه أخلاق المسلم الحق.

وكما يقال وما الجريدة إلا أقلام كتابها، هي أيضا الأولى في عدد القضايا المرفوعة ضدها ، والأولى في سجن ومحاكمة كتابها، فربما كانت «الأيام» هي الصحيفة الأكثر اضطهادا .. إلا أنها قامة طويلة لاتعرف الانحناء.

وقديما قالوا : «تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها» .. لقد اختارت «الأيام» الطريق الصعب .. من أجل وطن بلا سلب ونهب.. وطن بلا ذل وقهر .. وطن بلا إطلاق رصاص على مواطنين عزل .. وطن بلا أمراض فتاكة .. ومن أجل وطن يكون فيه الإنسان إنسانا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى