العليوم بن يعيش:تعرضنا لتهديدات بالقتل إذا استمـررنا في متابعـة قضية ماشا أو حضـور جلسـات المحاكمة

> عمران «الأيام» خاص:

>
أثناء مراسم دفن القتيل ماشا أمس
أثناء مراسم دفن القتيل ماشا أمس
وسط إجراءات أمنية مشددة، قام أبناء الطائفة اليهودية في اليمن صباح أمس بتشييع جثمان اليهودي اليمني ماشا النهاري (35 عاما) إلى مقبرة اليهود بمنطقة (كانط) التابعة لمديرية خارف بمحافظة عمران، والتي تعتبر الموطن الأصلي ليهود عمران الذين انتقلوا منها قبل حوالي ثلاثين عاما، ليقيموا بمدينة ريدة ومنطقة السوق الجديد.

وحضر مراسم التشييع والدفن العميد ركن أحمد السريحي، نائب مدير أمن المحافظة والمقدم محمد صالح سران، مدير أمن خارف ومدراء عموم مديريات ريدة وخارف وعدد من القيادات الأمنية والمشايخ والأعيان والمواطنين من أبناء المنطقة.

وبدأت مراسم التشييع من مستشفى عمران الحكومي بإخراج الجثة من الثلاجة وتكفينها بالقماش الأبيض الذي يؤخذ منه خيط لخياطة الكفن.

وبعد التكفين وفي موكب جنائزي كبير تقدمه أبناء ومشايخ خارف الذين عبروا عن حزنهم وألمهم من حادثة مقتل أحد أبناء المنطقة، توجه الموكب إلى أمام منزل القتيل الواقع بمدينة ريدة، ومن هناك حيث كان ينتظر المئات من المسلمين واليهود توجه الجميع برفقة الجثمان إلى مقبرة (كانط)، التي أوقفها أحد فاعلي الخير من أبناء خارف قبل عشرات السنين لدفن موتى المسلمين في نصفها ودفن موتى اليهود في النصف الآخر ولا يفصل بينهما سوى بضع أمتار.

وشارك في حفر القبر والدفن إلى جانب اليهود أبناء المنطقة من المسلمين ، ولأن اليهود لايغسلون موتاهم من ضحايا القتل، فقد تم إخراج جثة ماشا، وقام العيلوم (الموري) بتكفينه.

وأمام القبر قام الحاخام سليمان بن يعقوب بتلاوة أجزاء من التوراة، وبعد أن شكلوا حلقة دائرية على الجثمان، بدأوا يتمتمون (الصلاة على الميت) بكلمات عبرية، حسب الاعتقادات اليهودية، وقبل إنزال الجثة إلى القبر، طلب الحاخام من الجميع مسامحة ماشا قبل دفنه، ومن كان له دين أو حق فليأخذه تلك اللحظة، فأعلن الجميع مسامحتهم له والدعاء له.

وتم إنزاله إلى القبر باستقبال بيت المقدس، وتعفير الجثة بالتراب، ووضع الطيب والكافور إلى جواره، ودفن ملابسه والأشياء التي كانت بحوزته أثناء الاعتداء عليه وقتله.

وبعد استكمال الدفن قام أبناء المسلمين بتقديم العزاء والمواساة إلى والد وأهالي القتيل، وسيتواصل تقبل العزاء لمدة سبعة أيام في منزل المجني عليه، كتقليد وموروث يهودي.

وأكد مشايخ وأعيان خارف وريدة أنهم لن يسكتوا عن الحادثة وعن ما تعرض له اليهود من تهديدات وانتهاكات من أشخاص خارجين على القانون، ولايعبرون عن أخلاق المسلمين.

وقال المشايخ والأعيان: «سننتظر الإجراءات القضائية، وإذا عجزت الدولة عن الاقتصاص من الجاني، فسيكون لنا خيارات مفتوحة على كل الاحتمالات، باعتبار المجني عليه أحد أبناء المنطقة، بغض النظر عن الديانة، فجميعنا مواطنون يمنيون نتساوى في الحقوق والواجبات أمام الدستور والقانون».

بعد وضع الجثة في القبر
بعد وضع الجثة في القبر
من جهته كشف لـ«الأيام» العيلوم حاييم بن يعيش أن يهود ريدة تعرضوا مساء أمس الأول لتهديدات بالتصفية والقتل إذا استمروا في متابعة قضية ماشا أو حضور جلسات المحاكمة، أو قاموا بأية محاولة للاقتصاص.

وأضاف حاييم: «من ضمن التهديدات أنه حضر إلينا أحد المتشددين، وقال لاتحلموا بأنكم ستعدمون مسلما بيهودي، أنتم إلا يهود، وما لكم مكان بيننا، وعادكم باتقتلوا على واحد واحد، واليهودي المقتول ما هو إلا كلب!».

وبعد انتهاء مراسم التشييع والدفن، توجهت «الأيام» إلى منزل المجني عليه ماشا بمدينة ريدة، والتقت أبناء ماشا.. نجله الأكبر سازان (12 عاما) منذ أن شاهدناه وهو يرفض التحدث إلى أحد، ويكتفي بالصمت والدموع تنهمر من عينيه، والمشهد ذاته يتكرر مع الرجل المسن يعيش النهاري، الرجل الستيني، والد القتيل ماشا، فمنذ اللحظة الأولى لمشاهدته جثمان ولده ودموعه لم تتوقف، ولسانه أيضا لم تفتر عن الندب والندم على ولده الوحيد، والدعاء على قاتل ولده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى