محسن بن فريد:على الحاكم أن يفهم أن البلد بلد الجميع وعلى المعارضة الأخرى أن تفتح باب الحوار

> صنعاء «الأيام» خاص:

> أجرت «الأيام» حوارا مع الشيخ محسن محمد فريد، الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) حول المؤتمر العام التاسع للحزب المقرر عقده في عدن خلال الفترة 14 - 17 يناير 2009م، بوصفها المدينة التي شهدت الميلاد الأول للحزب في 29 أبريل 1951م.. أي قبل 57عاما.

وسينعقد هذا المؤتمر تحت شعار (من أجل مواطنة سوية ترتكز على: 1- العدالة في توزيع الثروة، 2- الديمقراطية المحققة للتوازن في المصالح، 3- التنمية الشاملة).

وحول اختيار مدينة عدن مقرا لانعقاد المؤتمر قال الشيخ محسن محمد بن فريد: «عدن بالنسبة لنا كأبناء الرابطة لها وقع خاص ولها مكانة خاصة، وكما شهدت هذه المدينة الخالدة ميلاد الحزب الأول في 29 أبريل 1951م، ستشهد الميلاد الجديد لمؤتمرنا القادم، ومعنى ميلاد جديد هو بداية لنهوض الحزب، كما نأمل في ضوء المعطيات الراهنة، وإذا كانت هناك معطيات وظروف قد حكمت فترة الميلاد سنة 1951م، ففي طبيعة الحال في القرن الـ(21) لدينا ظروف ومعطيات جديدة».

وأضاف: «كنا حريصين على أن نبتدئ من هذه المدينة كرد للجميل لها، وكذلك تم الإجماع على أن يكون المؤتمر في عدن لموقعها».

وحول المندوبين وعددهم في المؤتمر قال بن فريد: «نحن حزب معارض ونتمنى أن نجد قاعدة عريضة لنا في طول البلاد وعرضها، ولكن الظروف التي مرت على حزبنا في الفترات الماضية لم تمكنا من أن نقيم القاعدة الرابطية العريضة وظروف الجميع يفهمها ويقدرها، ولكن القوام الحالي للحزب سيصل إلى مدينة عدن حوالي 500 مندوب من مختلف محافظات اليمن ومن مختلف فروع الرابطة يمثلون قوام الحزب في المؤتمر».

وحول انتخابات القيادة الجديدة للحزب قال بن فريد: «عادة المؤتمر العام في حزبنا أن يعقد كل خمس سنين في الظروف الطبيعية، ولكننا مرينا في السنوات الماضية بظروف غير طبيعية وكان آخر مؤتمر هو المؤتمر العام الثامن الذي عقد في صنعاء في فبراير 1992م، ومر علينا أكثر من 15 سنة، والسبب أنه حوالي 12 سنة كنا وكانت قيادات الحزب في خارج الوطن وهذا ما حال دون انعقاد المؤتمر بعد 5 سنين ومن ثم من أهم ما سيحدث هو انتخاب قيادة جديدة وهي الهيئة المركزية وتشمل كل أعضاء القيادة الرابطية بما فيهم رئيس الحزب وأمين عام الحزب واللجنة التنفيذية وأول خطوة هي بعد قراءة التقرير في المؤتمر يقف رئيس الحزب الاستاذ عبدالرحمن الجفري ويعلن استقالته وبعدها سيتم اختيار أكبر الرابطيين سنا ليتولى رئاسة المؤتمر إلى أن يتم انتخاب الرئيس الجديد للحزب ويفتح باب الترشح لرئاسة الحزب لأي عضو في القاعة حتى يتم انتخاب رئيس الرابطة حينها يظهر الرئيس على المسرح».

وفي رده على سؤال حول إمكانية صعود قيادات شابة جديدة للحزب، قال الشيخ محسن بن فريد: «كل شيء محتمل ونتمنى ذلك وأقولها صادقا مخلصا والذي يتولى رئاسة حزب معارض في دولة متخلفة أعتقد أنه ينتظر اللحظة الذي يتخلص من هذا الهم، فيما يكون العكس اذا كان في السلطة لأن عنده السلطة والمال التي ممكن أن يكون فيها الشخص حريص على أن لا تضيع منه، أما في حزب معارض فلا يحمل الا الهم لاعضائه وانصاره في ظل ظروف صعبة تمر بها بلادنا، فإذا ما تولى هذه المهمة الشاقة شخص آخر فأعتقد أن هذا أمر يفرح رئيس الرابطة وأمينها العام».

وحول تحديد مسار توجهات وسياسات الحزب في المرحلة القادمة من خلال المؤتمر القادم، قال بن فريد: «لا أريد أن أحدد ذلك وكأن الأمر مفروض ووصاية مسبقة، غير أننا قد حددنا وبشكل واضح توجه وسياسات الحزب في وثيقتين اساسيتين الأولى هي مشروع لرابطة للإصلاح الشامل وهي تستند في عملية الاصلاح على سبعة أعمدة الأول: هو الحكم المحلي واسع الصلاحيات، الثاني: النظام الرئاسي، الثالث: الاتفاق على الانتخابات بقائمة النسبية، الرابع: ضرورة تحديد الخدمة المدنية، الخامس: نظام التشريع ينبغي أن يقوم على نظام المجلسين النيابي والشوري، السادس: حيادية الاعلام، السابع: حيادية الجيش والمال العام والوظيفة العامة، والوثيقة الثانية هي رؤية الرابطة التي تحدد سياسات الحزب الداخلية والخارجية ومن أبرز نقاطها هو تقسيم اليمن لنجاح نظام الحكم الملحي إلى 7 أقاليم وهي فكرة لم يسبق الحزب إليها أحد أو بمعنى أصح لن يجرؤ أحد على أن يطرحها ونحن طرحناها من منطلق وطني ومن منطلق أننا نعتبر انه لكي ينجح الحكم المحلي بشكل صحيح فلابد أن يستند على الاساس هذا، ومن ثم فإن تقسيم اليمن لعشرين محافظة لا يؤدي إلى النجاح المنشود للحكم المحلي، ولهذا أعدنا التقسيم الإداري لليمن بجرأة وبصدق وبمسئولية وطنية الى 7 اقاليم واستندنا في ذلك الى حقائق اقتصادية وليس حقائق مزاجية، ويلاحظ القارئ لهذا التقسيم الى مخاليق او مقاطعات او محافظات، إننا استندنا للأساس الاقتصادي بحيث يكون لكل مخلاف منفذ بحري واساس اندماج محافظات من الجنوب والشمال، وهذا الملمح الاساسي لهذه الرؤية، أما الملمح الثالث هو علاقة الدين بالدولة وأخذنا ذلك من زاوية أن أي مرشح للانتخابات على اساس سياسي، وليس على أساس ديني، وينبغي أن يمثل حزبه كسياسي وليس كممثل للدين وهذه نظرة حساسة، والبعض كان يعتبر أن الرابطة تحول الى حزب علماني، وحاشا لله اأن يكون ذلك والرابطة التي كونها واسسها علماء وخريجو الازهر لا يمكن ان يدعو للعلمانية».

وحول الانتخابات النيابية قال: «الانتخابات النيابية القادمة سيطرح الموضوع للنقاش مع المندوبين في المؤتمر وعلى ضوء الطروحات المنطقية لما فيه مصلحة البلد واستقرار البلد وتعزيز الديمقراطية في بلادنا سيتخذ القرار بالمشاركة أو لا، ونحن تعودنا على النقاش العلمي والمسئول وليس العاطفي او المزاجي وعندما تطرح وجهتي نظر أتصور أن مصلحة البلد هو ما سيؤخذ بعين الاعتبار».

وبشأن موقفه الشخصي من قضية المشاركة في الانتخابات قال الشيخ محسن بن فريد: «أرى أن هذه المسألة هي مسألة يمنية بحتة ونشكر الأصدقاء في الاتحاد الاوربي وامريكا حرصهم على التجربة الديمقراطية في اليمن وعلى نصيحتهم التي نعتز بها، والمسألة اولا واخيرا هي مسألة يمنية وأعتقد انه اذا تم التأجيل للوصول الى وفاق وطني ذلك سيكون أجدى وأفضل لبلادنا وللتجربة الديمقراطية، وهذا افضل من انتخابات ستجرى في توجه إطار الحزب الحاكم، والاتفاق الوطني على القائمة النسبية هناك شبه إجماع عليها والاتفاق على الحكم المحلي كامل الصلاحيات وعليه شبه إجماعا، وإذا اتفقنا على هاتين المسألتين كخطوة أولى وإصلاحات متعددة بالنظام على انتخابات القائمة النسبية واتفقنا على الحكم المحلي كامل الصلاحيات هذا سيستدعي تعديل دستوري، ومن ثم الوقت لا يسعف واذا تأجلت الانتخابات من أجل مصلحة عامة فليكن، وهذا رأي شخصي، أما إذا كان التأجيل من أجل صفقات شخصية، فنحن نؤجل الكارثة إذا لم يكن التأجيل من أجل الاتفاق على خطوات عملية وملموسة وعلى إجراءات مبرمجة وفترات زمنية محددة للإصلاح فسيكون التأجيل هو تأجيل للانفجار».

وحول عزم الحزب خلال مؤتمره القادم تكريم عدد من رواده، قال الشيخ محسن محمد بن فريد: «أن نذكر روادنا وأن نعيد الفضل لأصحابه، فهذه فضيلة رابطية يجب أن نواصل السير عليها، للأسف أن بعض الأحزاب كلما أتى فيها جديدا محى من قبله وألغاهم سواء بالذبح أو بالتاريخ، ونحن نرى أن نكرس فضيلة الوفاء والعرفان للجميل، نحن لا شيء بدون أولئك الرواد الذين ضحوا لـ 57 سنة وما نحن إلا ثمرة لهم». وأضاف: « نريد أن نرسخ قيما جديدة في الحياة السياسية، وهو انه لا يجب أن يكون هناك انقطاع بين جيل وآخر، ويجب ان يكون هناك تواصل، والتكريم يعني الكثير من الأخلاق التي تربينا عليها في الرابطة».

وعن وضع المرأة في المؤتمر العام التاسع لحزب (رأي) قال الشيخ محسن: «بصراحة المرأة في مجتمعنا اليمني مهضومة ولا تجد لها وجودا ملموسا في مختلف الاصعدة، ونحن في الرابطة نريد أن نأخذ الريادة في ان نسهل الفرصة الحقيقية للنصف الآخر من المجتمع في أن تأخذ دورها الحضاري المنشود، والمرأة عندها اليوم الكثير من الكفاءات التي يمكن ان تضعها في موقع وتبدأ فيه ولكن العادات والتقاليد هي التي تحجب هذا النصف، ونحن سنتيح لها الفرصة في المؤتمر وسنوجدها في النظام الداخلي للحزب، ولا أعتقد أن هناك حزب سياسي في اليمن أو خارجه أتاح أن تكون للمرأة نسبة 20% في كل قيادات الحزب».

وأضاف قائلا: «اذا اتفقنا على القائمة النسبية في الانتخابات سيكون للمرأة حقها وهنا ستخرج مصداقية الرابطة، وحتى الذين أعطوا أصواتهم في ظل هذه القائمة للرجال يمكن أن تذهب للنساء ومن ثم يمكن أن نصدق فيما أقر بالنظام الداخلي».

وحول الصعوبات التي يواجهها المؤتمر العام التاسع، قال: «نحن جزء من هذا المجتمع ولانعيش في قصور معزولة، وبلادنا تعاني من ضنك العيش واحتقانات سياسية وتعثر التجربة الديمقراطية، وكلها تنعكس علينا كأفراد وكحزب والذي يحد الكثير من حركتنا في إطار التوسع لبناء قاعدة واسعة وإبلاغ رسالتنا إلى الساحة السياسية هي مقدرتنا المادية المحدودة، ولو كانت لدينا إمكانيات مادية تمكننا من إيصال صوتنا للناس وكان هذا ما نأمله، لو كان عندنا الامكانيات المالية لسعينا لإيجاد فضائية للرابطة وكنا نتمنى -بالامكانيات ان وجدت- أن تعقد مؤتمرات بطول البلاد وعرضها، وشحة الامكانيات هي أحد الاسباب التي تجعل حضورنا وصوتنا محدودا، وهنا مقولة تقال على الرابطة وهي «الرابطة لديها بضاعة جيدة ولكن لا يوجد مسوقين لها».

وبشأن مشاركة أعضاء الحزب في المهجر في المؤتمر التاسع، قال الشيخ محسن: «نحن حزينون أن أبناء الرابطة- بل أي يمني- يكون خارج بلاده.

ونحن نتمنى ان تتسع بلادنا وتتسع صدورنا لتستوعب الجميع وهذا الجانب لم ننساه وقد خصصنا 30 مندوبا للمهجر وسيحضرون ليغطوا ولو جزء من الرابطين في المهجر، وكما يعرف الجميع هاجر الرابطيون أكثر من 4 عقود خارج الوطن».

وحول الحلول والمعالجات التي سيقدمها المؤتمر التاسع للأزمة السياسية الراهنة، قال: «اذا نجحنا في المؤتمر العام التاسع وخرجنا بقيادة جديدة والتأكيد على نهج الحزب، بهذا سنكون قد حققنا النهج الديمقراطي، وهنا اريد ان اؤكد على تجربتنا الديمقراطية في اليمن وخصوصا في التجربة الحزبية ونحن حريصون على ان الرابطة يمثل الوفاء ويمثل قيم الوحدة الداخلية ونعمل في إطارنا كأسرة واحدة أكثر من العمل كحزب متصارع، ومن ثم الذي حفظ الرابطة لـ 57 عاما انه لم يسمح بالتجنحات في داخلها ولم تسمح بنمو مراكز القوى، وهذ الامر الذي نجح فيه وهذا سيكون فضيلة للرابطة يمكن ان يأخذ منها بقية الاحزاب اليمنية».

وفي كلمة أخيرة للشيخ محسن محمد بن فريد، أمين عام حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) قال: «اولا الشكر لـ «الأيام» وهي منبر لايصال صوت مختلف الطيف السياسي في اليمن ليعبر عن رأيه، اريد لمؤتمرنا العام التاسع النجاح الكامل واريد لبلادنا ان تستقر وان تنمو وان تنهض وتلحق بركب الحضارة وعلى ابناء البلد ان تحكمهم المحبة والمودة، اما السلطة اقول لها ان هذا البلد بلد الجميع وينبغي ان نساهم جميعا لايجاد المخارج لمشاكل البلد، والبلد لا يمكن ان يحكم من طرف واحد، وللمعارضة اقول انه من الضرورة بمكان ان تفتح قنوات الحوار ولتشكيل معارضة يمنية محترمة يسمع لها ويؤخذ برأيها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى