عدن للعدنيين

> فريد صحبي:

> لا أدري لماذا يتحسس البعض عند سماع عبارة (عدن للعدنيين).. طيب إللي مش عاجبه يروح يقعد في الحته إللي جه منها..بدل ماهو قاعد في عدن معكنن على نفسه ومعكنن علينا.. عدن إن لم تكن للعدنيين فلمن تكون.. للباعة المتجولين.. للمتسولين.. لقاطعي الطريق.. للسياح ومن يأتون ليتفسحوا في المناسبات؟!

أي مدينة في العالم لازم تكون لأبنائها.. يعني عدن للعدنيين.. مش عايزة كلام.. ومش عايزة عكننة..بس علشان ما نفهمهاش غلط لازم نعرّف من هو العدني.. شيء طبيعي أن يكون العدني هو المولود في عدن ومن أبوين مولودين أو مستقرين في عدن.. هذا العدني المفروض أن تكون له الأولوية والامتياز في عدن.. الأولوية في الوظيفة العامة والخاصة.. في التعليم والصحة والسكن.. ومن ثم القيادة العليا في مدينة عدن!

انتبهوا.. لم يكتمل تعريف من هو العدني.. فكل من سكن واستقر في عدن وانقطع لها فهو أيضاً عدني.. شريطة أن يكون قد خلع نعليه اللذين دخل بهما عدن.. أي أنه قد تجرد من أي نزعة عنصرية أو قبلية أو مناطقية.. حيث أصبح يعيش مع أهالي عدن (جيرانه وساكني الحي والشارع الذي يسكنه)، وكأنهم أهله وبني عشيرته والقبيلة التي تأويه.. أي أنه تمدن.. أي تعدن.. أي أصبح عدنياً.. عدني ليس بـ(المخلقة).. وإنما بالأخلاق.. ولرب عدني بالأخلاق أفضل من عدني بالمخلقة!

هلموا معي نردد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى»، ولكن بصيغة مقالنا اليوم فنقول لا فضل لعدني بالمخلقة على عدني بالأخلاق إلا بالتقوى.. أي بالإيمان الصادق والعمل الصالح!

إذن (عدن للعدنيين) ليست دعوة للانغلاق.. لأن عدن بوتقة نذيب داخلها كل شوائب المناطقية والعرقية العالقة فيمن يحطون الرحال ليستقروا على أرضها.. وهي لا تقبل في النهاية أن يسكنها ويستقر فيها إلا عنصر نقي خالٍ من العقد النفسية ومركبات النقص وأدران الجاهلية كغريزة الافتراس والعدوان واغتصاب حقوق الناس والاستئثار بما عند الآخرين!

العدني ياسادة هو خلاصة وجوهر كل أبناء اليمن.. لا بل هو خلاصة الإنسانية..خلاصة كل أبناء آدم منذ أن هبط آدم على أرض عدن!

أخيراً دعوني ألفت الانتباه إلى أن هناك فئة من الناس لا يروق لهم أن يعيش أبناء وأهالي وسكان عدن في سلام ووئام وتواد وتراحم فيما بينهم.. ولكن ومع ذلك ومنذ الأزل وإلى الأبد سيظل أهل عدن يعيشون كأسرة واحدة.. تربطهم كلمة سر.. كلمة خالدة.. هي الحب.. فالجنة لا تكون إلا بالحب.. ولهذا السبب لا يسكن في الجنة شيطان!

E-mail:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى