من هو فضيلة الشيخ البيحاني ؟!

> أمين سعيد عوض باوزير :

> نشرت صحيفة «فتاة الجزيرة» العدنية كلمة قيمة بقلم فضيلة الشيخ علي محمد باحميش - رحمه الله - بعنوان : من هو فضيلة البيحاني ؟! وذلك في عددها الصادر بتاريخ 16 رمضان 1374هـ الموافق 8 مايو 1955م.

ونحن من على منبر صحيفتنا الغراء ومعشوقة الجماهير «الأيام» ننشر هذه الكلمة (التاريخية) من جديد لأهميتها من دون تعقيب ونهديها إلى الندوة الخاصة بإحياء الذكرى المئوية لميلاد أستاذنا فضيلة الشيخ العلامة محمد سالم البيحاني الكدادي رحمه الله، بجامعة عدن خلال الفترة 31-30 ديسمبر 2008م

وهذا نص الكلمة :

هو العلامة الشيخ محمد سالم البيحاني، ولد في مدينة القصاب بيحان في 22 رجب سنة 1326هـ الموافق 20 أغسطس 1908م وقد كف بصره وهو ابن ست سنوات .

نشأ في حجر والده وقرأ عليه وعلى جماعة من الفقهاء بعض القرآن الكريم، ثم سافر إلى حضرموت وعمره آنذاك ثلاث عشرة سنة وطلب العلم في رباط تريم على جماعة من سادة ومشائخ تريم وفي طليعتهم إمام العلماء وفخر الهداة والمرشدين السيد عبدالله بن عمر الشاطري عليه شآبيب الرحمة والرضوان .

وقد كان فضيلته خلال الخمس السنوات التي قضاها في حضرموت مثال الطالب المجد والتلميذ المتعطش للحياة الروحية الكريمة، كما يعترف بذلك زملاؤه أيام الطلب، فرضع من لبان العلوم وشرب من سلسبيل الحكمة والعرفان حتى رجع إلى بلاده في سنة 1344هـ .

وفي سنة 1345هـ زار عدن لأول مرة وفي سنة 1347هـ استوطن مدينة الشيخ عثمان وحج في آخر هذه السنة وفي سنة 1350هـ جود القرآن وأخذ من الفقه الأصول على يد الشيخ أحمد بن محمد العبادي وفي سنة 1357هـ سافر إلى مصر وأخذ من الأزهر الشهادتين الأهلية والعالمية.

ورجع في سنة 1360هـ وفي سنة 1362هـ استوطن عدن .

ومن مؤلفات فضيلته (إصلاح المجتمع)، (الفتوحات الربانية)، (أستاذ المرأة)، (كيف تعبد الله)، (تحفة رمضان)، (طيب الكلام من سيرة خير الأنام)، (علق على هداية المريد ونظم بلوغ المرام للصنعاني) وأشرف على طبع وتصحيح كتب كثيرة، ومنذ أن استطون عدن كإمام وخطيب لمسجد علي بن عبدالله المعروف اليوم (بمسجد العسقلاني) لايزال فضيلته قائماً بواجب الوعظ والإرشاد في المسجد والمجتمعات والصحف ولا يألو جهداً من التدريس ليلاً ونهاراً، وقد كان فضيلته القدح العلي في ترميم مسجد الشيخ عبدالله العمودي، وإصلاح مسجد العسقلاني، وكذا المعهد العلمي المزمع إنشاؤه وإيجاده إلى حيز الوجود إن شاء الله .

ولايستطيع أحد أن يغمطه أو يجحد ما لفضيلته من كعب ضليع وقدم راسخ في العلم، فهو بحق عالم جليل ومرشد نبيل عرفه الخاص والعام بخلاله الحسان إضافة إلى شخصيته العلمية، ولذا فلا يزال فضيلته يتمتع بمقام مرموق بين عارفي فضله ومواطنيه .

هذا هو الشيخ البيحاني، وقد يكون لفضيلته مايستحق الذكر مما خفي علينا من ذلك فإن فاتنا شيء من ذلك فلن يفوت التاريخ، لأنه رقيب أمين وشاهد عدل كفيل بأن يسطر الحقيقة والواقع، متعنا الله بحياة فضيلته وأكثر من أمثاله وجعل أهل العلم بعضهم لبعض صلة وقربى .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى