وللفن أسراره .. قادة سياسيون .. وفنانون أيضاً

> «الأيام» فاروق الجفري:

> ليس من الضروري أن يكون صاحب الرأي هو أحسن من يطبقه أو ينشره على الناس، لأن تطبيق الرأي يحتاج إلى مؤهلات من ضمنها أن يكون قادراً على إقناع الناس ومواجهتهم وكذا الرد على كل اعتراض ومواجهة كل مقاومة ثم النجاح بعد ذلك.

الفيلسوف اليوناني (أفلاطون) كان يدعو إلى مجتمع يسوده العدالة والمساواة بين الناس، وقد أعطي له إحدى الجزر ليطبق فلسفته، وحاول وفشل ومع ذلك بقيت فلسفته محترمة. ولذلك اعتذر فيلسوف إيطاليا (كروتشه) عن أن يكون أول رئيس جمهورية لإيطاليا. ولكن استطاع آخرون الجمع بين الفلسفة والحكم مثل (لينين) في روسيا و(ماو تسي تونج) في الصين بصرف النظر إن كانت الأيام أثبتت فشل أم نجاح فلسفتهما، ولكن الفيلسوف الألماني (ماركس) كان مفكراً وصاحب النظريات الشيوعية ولكنه إداري فاشل. وفي الوقت نفسه أيضاً يحاول كل صاحب سلطة أن يكون إلى جانب ذلك صاحب رأي وصاحب فن وبذلك يجمع إلى السلطة قدرة أخرى على الفكر، فمثلا (تشرشل) رئيس وزراء بريطانيا الأسبق كان رساماً، و(ديجول) رئيس فرنسا الأسبق كان أديباً، و(سوكارنو) رئيس إندونيسيا الأسبق كان يجيد الرقص، و(نكروما) رئيس غانا الأسبق كان يجيد العزف على البيانو، و(هلموت كول) مستشار المانيا الأسبق كان يجيد النحت، و(أنديرا غاندي) رئيسة الهند السابقة كانت تجيد الغناء وغيرهم. وكثير من الأدباء والفنانين وزراء في بعض الدول العربية والأجنبية. وهذه المناصب تجعل للفكر والفن وزناً خاصاً، ولكن يظل دائماً من حقنا أن نتساءل : هل هذا الذي نقرأ لهم عمل أدبي أم عمل ليس أدبياً ولا فنياً ؟ المهم دائماً أن يكون عملاً أدبياً ولا تهم الصفات الأخرى لصاحب العمل الأدبي ربما كانت هذه المناصب هي التي سهلت نشر أعمالهم الأدبية على أوسع نطاق وهذا ممكن، ولكن في هذه الحالة يكون كلاماً منشوراً وليس أدباً منتشراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى