> بدأت قوات الجيش الإسرائيلي مساء أمس عملية اجتياح بري واسعة لقطاع غزة في اليوم الثامن من العدوان العسكري على القطاع الذي خلف حتى اللحظة أكثر من 470 قتيلا و2400 جريح.

وانطلق الاجتياج العسكري عند نحو الساعة العاشرة ليل أمس مدعوما بغطاء جوي وبقصف بحري وبري كثيف من المدفعية والدبابات استهدف مناطق متعددة في القطاع. وشهد عدد من المناطق في أطراف القطاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي.

ومن ناحيه اخرى دخلت القوات الاسرائيلية مساء امس قطاع غزة للمرة الاولى منذ بدء هجومها الدامي ضد حركة حماس التي توعدت الدولة العبرية بدفع الثمن غاليا.

واعلن الجيش الاسرائيلي ان «العملية البرية ستستمر أياما عدة».

واكدت رئاسة الحكومة ان «الهدف من الهجوم السيطرة على المناطق في قطاع غزة التي تطلق منها الصواريخ باتجاه اسرائيل.

وقد قتل طفل فلسطيني واصيب 11 آخرون بقصف دبابات منذ بدء الهجوم البري.

وكانت اسرائيل منذ بدء حملتها في 27 ديسمبر تقصف قطاع غزة جوا وبحرا مما ادى الى مقتل اكثر من 460 فلسطينيا، بينهم 80 طفلا و42 امرأة، في حين جرح 2350 آخرون وفق مصادر طبية فلسطينية.

من جهة اخرى، قال الجيش والشرطة الاسرائيليان «إن الفلسطينيين اطلقوا حوالي 500 صاروخ من قطاع غزة اسفرت عن سقوط اربعة قتلى في اسرائيل منذ ديسمبر».

وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي «يمكنني ان اؤكد ان القوات الاسرائيلية دخلت الى القطاع».

وقال شهود عيان داخل القطاع «إن جنودا دخلوا الى شمال قطاع غزة».

واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان ان «اعدادا كبيرة من القوات الاسرائيلية تشارك في المرحلة الثانية من العملية في غزة التي بدأت بدخول قوات برية الى القطاع».

وتوعد الجيش الاسرائيلي سكان حماس الذين يساعدون (ارهابيي حماس).

وفتحت دبابات اسرائيلية النار على مواقع لحماس في شمال قطاع غزة وتعرضت بدورها لقذائق هاون، على ما افاد شهود.

وقال متحدث باسم ايهود باراك «إن وزير الدفاع وقع مساء أمس السبت امرا باستدعاء عاجل لآلاف من جنود الاحتياط في اطار الهجوم البري».

وحذرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، في بيان من ان اسرائيل «ستدفع ثمنا غاليا في مقابل هجومها البري الذي شنته أمس السبت على قطاع غزة».

وجاء في البيان الذي تمت تلاوته عبر قناة الاقصى التلفزيونية التابعة لحماس ان «العدو سيدفع ثمنا غاليا لعمليته في غزة».

واشارت الى ان «غزة ستتحول مقبرة للجيش الاسرائيلي».

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل حذر في خطاب مساء أمس الأول الجمعة في دمشق الدولة العبرية من شن عملية برية على غزة.

وقال «إن شعب غزة سيقاتلهم من بيت إلى بيت، ومن شارع الى شارع، اما انتم يا جنود العدو فعليكم ان تدركوا ان مصيرا اسود ينتظركم من قتل وجرح واسر».

وقد دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس الامن الدولي الى الانعقاد فورا لوقف الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة، مدينا الهجوم الاسرائيلي بحسب ما اعلن كبير المفاوضين صائب عريقات لوكالة فرانس برس.

واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مساء امس ان اسرائيل مستعدة لاي احتمال عند حدودها الشمالية مع لبنان، وذلك في تحذير ضمني لحزب الله اللبناني.

وقال باراك في كلمة القاها في وزارة الدفاع «نأمل ان تظل الحدود الشمالية هادئة، لكننا مستعدون لاي احتمال، لا نسعى الى مواجهة على الجبهة الشمالية».

واضاف «في وقت نقاتل فيه في غزة، سنظل متيقظين حيال الوضع الحساس عند حدودنا الشمالية».

وتمهيدا للهجوم البري، قصفت المدفعية الاسرائيلية طول الحدود الشرقية بين قطاع غزة واسرائيل.

وكان المعلقون الاسرائيليون يراهنون في الأيام الاخيرة حول احتمال وقوع هجوم بري على قطاع غزة.

وفي رسالة قبل ساعات من بدء الهجوم، هددت حماس بخطف جنود اسرائيليين.

وجاء في رسالة سلكية لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، «اذا استمر القصف المدفعي سيكون هناك رفقاء لشاليط ورفقاء على درب شاليط» (الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المخطوف في قطاع غزة ).

وقبل بدء الهجوم البري قتل ما لا يقل عن 16 فلسطينيا، بينهم اربعة اطفال، وجرح ستون في غارة اسرائيلية على مسجد في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، على ما افادت اجهزة الطوارئ الفلسطينية.

وفي مناطق اخرى من قطاع غزة، قتل اربعة فلسطينيين في غارات جوية، بينهم مسؤولان محليان في حركة حماس.

واستهدف الطيران الاسرائيلي كذلك مدرسة في بيت لاهيا (شمال) مؤكدا ان المبنى يستخدم قادة لاطلاق الصواريخ ومخبأ لقادة حماس.

واستهدف 15 صاروخا على الاقل جنوب اسرائيل على ما افاد الجيش الاسرائيلي.

وجرح ثلاثة اشخاص في اشدود ونيتيفوت الواقعتين على بعد 30 و20 كيلومترا من قطاع غزة على التوالي.

وادى الهجوم الاسرائيلي ايضا الى تدهور في الاوضاع المعيشية لسكان القطاع المكتظ بالسكان والذي يعاني من الفقر اصلا.

وقالت ممثلة برنامج الاغذية العالمي في الاراضي الفلسطينيية كريستين فان نيوهويس ان «الوضع الحالي في غزة رهيب والكثير من المواد الغذائية الاساسية لم تعد متوافرة».

وحث الرئيس الاميركي جورج بوش كل الذين يمكنهم ممارسة الضغط على حماس حتى توقف الحركة عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل والسماح باعلان وقف اطلاق نار.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قالت جمهورية التشيك التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي امس السبت «إن العملية البرية التي تشنها إسرائيل في غزة دفاعية لا هجومية».

وقال ييري بوتوزنيك المتحدث باسم الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي «في الوقت الراهن ومما بدت عليه الأمور في الأيام الأخيرة نتفهم أن هذه الخطوة عمل دفاعي وليس هجومي». ويرأس وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرج وفد الاتحاد الأوروبي إلى المنطقة.

وقال بوتوزنيك «إن الرئاسة ستترقب نتائج الزيارة.

ويصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غدا الاثنين الى المنطقة وسيجري محادثات الاثنين خصوصا في الضفة الغربية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتواصلت التظاهرات الداعمة لغزة في عدة عواصم اوروبية وعربية وفي افغانستان ايضا.وتظاهر عشرات الآلاف من عرب اسرائيل في شمال اسرائيل احتجاجا على الغارات في غزة.