موت وهلع يحيقان بمدينة غزة مع اقتراب القوات البرية الإسرائيلية

> غزة «الأيام» نضال المغربي:

>
فلسطينيان يحاولان إنقاذ فتاة (يسار) ورجل (يمين) مصابين بجروح بالغة
فلسطينيان يحاولان إنقاذ فتاة (يسار) ورجل (يمين) مصابين بجروح بالغة
كان المشهد في ميدان فلسطين الذي أمطر بالشظايا على عشرات المتسوقين الذين واتتهم الجرأة لمغادرة منازلهم في مدينة غزة أمس مشهدا عبثيا.

صاح أحد المتسوقين المذعورين الذين كانوا أوفر حظا من آخرين «أين نادية ابنتي..أين هي؟» وكانت نادية مختبئة في متجر للملابس وكانت بخير ولكن خائفة.

ووجه القصف الدامي للسوق الرئيسية في مدينة غزة رسالة واضحة مخيفة للأهالي المذعورين أصلا مفادها أنه لا يوجد مكان آمن الآن بعد بدء الهجوم البري.

وقال مسعفون إن خمسة فلسطينيين على الأقل قتلوا جميعهم من المدنيين.

ونقل 40 فلسطينيا مصابا على عجل في سيارات خاصة في رحلة أهوال إلى مستشفى الشفاء المكتظ بكل الجرحى.

واستحالت أرضيته إلى اللون الأحمر بسبب الدماء.

وقالت متحدثة باسم الجيش إنها لا تعرف شيئا عن سقوط قذائف على السوق الرئيسية بمدينة غزة.

وأضافت أن جميع الأهداف مرتبطة بحماس.

ومع اقتراب ساحة القتال بدت شوارع مدينة غزة خالية إلى حد كبير.

وكانت أعلى الأصوات هي أصوات صفارات سيارات الإسعاف والانفجارات.

وملئت السماء بالدخان.

وفي مستشفى الشفاء وصفت طبيبة أجنبية متطوعة لدى الهلال الأحمر أوضاع المرضى الكبار والصغار بأنها «كابوس».

فكثير منهم شوهته الشظايا والحرائق.

وأضافت الطبيبة «كثير من الناس لديهم أعضاء مبتورة..

أب فلسطيني يحمل طفلته المصابة بداخل المستشفى بغزة أمس
أب فلسطيني يحمل طفلته المصابة بداخل المستشفى بغزة أمس
الوضع فظيع.

الناس يغادرون منازلهم والكل مذعور». وجاب مسلحون من فصائل مختلفة بعض الشوارع في دوريات مشتركة على الرغم من الخلافات بين الفصائل.

وكانت عصابات الرأس تميز المارة فالأخضر لحماس والأسود للجهاد الإسلامي والأصفر لحركة فتح.

وقال أبو خالد (60 عاما) مخاطبا المسلحين المتربصين بدبابات إسرائيلية بالقرب من جباليا في شمال قطاع غزة «الله يحميكم».

وأضاف «دمنا واحد ووطننا واحد وآمل أن توحد هذه الحرب الشبان بصورة دائمة وليس خلال التوغل». وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس كتائب عز الدين القسام إن معنويات رجاله عالية.

وأشار إلى أن رجاله تمكنوا من إصابة دبابة وتعهد بمزيد من المفاجآت بانتظار القوات الإسرائيلية.

ولم يشاهد القادة السياسيون لحماس بمن فيهم إسماعيل هنية ومحمود الزهار علنا منذ بدء الهجوم في 27 ديسمبر.

ونفى أبو عبيدة ما تقوله إسرائيل عن اختفاء زعماء حماس خشية اغتيالهم.

وقال إن قادة إسرائيل نزلوا تحت الأرض بعد أن هدد مسؤولو حماس باستهدافهم.

وقسمت قوات ودبابات إسرائيلية قطاع غزة إلى جزئين وطوقت المدينة الرئيسية أمس في هجوم على نشطاء حماس ولكن المدنيين الموجودين في القطاع كانوا عرضة لمزيد من إراقة الدماء.

وأطلقت الدبابات الإسرائيلية قذائف ونيران الأسلحة الآلية على مواقع يشتبه بأنها تابعة للنشطاء الفلسطينيين وهاجمت الطائرات من السماء فيما رد مقاتلو حماس بإطلاق المورتر والصواريخ.

صبي إصابته بالغة ينقل إلى أحد مستشفيات غزة أمس
صبي إصابته بالغة ينقل إلى أحد مستشفيات غزة أمس
وأصابت صواريخ حماس جنوب إسرائيل مما زاد من عزيمة إسرائيل على إزالة التهديد الذي تقول إسرائيل إنه سبب الهجوم.

وجاء التوغل المتوقع منذ فترة بعد اسبوع من القصف البحري والجوي والبري.

وهو القتال الأشرس منذ عقود في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقالت مصادر طبية إن 34 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين قتلوا أمس بعدما هوت القذائف الإسرائيلية على منازل وعلى منطقة التسوق الرئيسية في غزة.

وفي وقت لاحق قال مسؤولون طبيون إن ضربة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين خارج مسجد في شمال قطاع غزة.

وأضافوا إن الخمسة جميعهم مدنيون.

وبذلك يزيد عدد القتلى عن 500 في تسعة أيام من عملية «الرصاص المتدفق» في قطاع غزة.

وقالت إسرائيل إن جنديا إسرائيليا واحدا قتل وأصيب 32 في الهجوم البري.

صورة لطفل يسعف إلى مستشفى غزة
صورة لطفل يسعف إلى مستشفى غزة
وقتل أربعة إسرائيليين جراء الضربات الصاروخية التي تشنها حماس منذ 27 ديسمبر الماضي.

ومنعت إسرائيل المراسلين الصحفيين الأجانب من دخول غزة.

ولكن شهود عيان فلسطينيين قالوا إن التوغل الإسرائيلي شطر غزة إلى شطرين من السياج الحدودي إلى شاطئ البحر المتوسط.

وتمركزت القوات والمدرعات في مواقع تحاصر مدينة غزة نفسها.

وشهد صباح أمس معارك بين مقاتلين فلسطينيين وجنود إسرائيليين ولكن في وقت لاحق تحول القتال إلى قصف بالدبابات الإسرائيلية وصواريخ وقذائف مورتر من جانب حماس.

وقال ضابط إسرائيلي في القدس «أقول إن معظم المقاومة التي واجهناها كانت من قذائف المورتر وغيرها ولكن ليس من جانب مقاتلين من حماس وجها لوجه».

وقصف الطيران الإسرائيلي عشرات الأهداف منها أنفاق لتهريب الأسلحة ومخازن للسلاح وأطقم لإطلاق قذائف المورتر.

وقال الجيش الإسرائيلي إن العشرات من مقاتلي حماس أصيبوا.

ولكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.

وقال مسعفون إن من بين الضحايا الفلسطينيين خمسة مدنيين و40 مصابا بعدما هوت قذائف دبابات إسرائيلية على منطقة التسوق الرئيسية بمدينة غزة.

وأضافوا إن طفلين تحولا إلى أشلاء بسبب قصف آخر لدبابة.

وقال طبيب أجنبي في جمعية الهلال الأحمر «المدنيون يتعرضون للقتل..

القذائف تبتر السيقان والشظايا تدخل في الأجساد وفي منازل الناس..

كثير من الناس أصيبوا.

الكل مذعور». ومن المرجح ان يؤدي سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين إلى زيادة الضغوط الدولية على اسرائيل كي توقف أكبر عملية لها في قطاع غزة منذ 40 عاما.

وقال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس إن القوات الاسرائيلية تواجه موتا مؤكدا أو أسرا.

وأضاف انه يجب على العدو الصهيوني ان يعرف ان معركته في غزة خاسرة.

ومن المعتقد أن حماس ربما تكون قد زرعت ألغاما أرضية وشراكا خداعية من أجل عرقلة تقدم القوات الإسرائيلية.

ولم تفصح إسرائيل عن حجم القوات المشاركة في العملية ولكن آلافا من جنود الاحتياط وضعوا على أهبة الاستعداد في مـؤشر عـلى حجم التعبئة العسكرية.رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى