أزمة أسياد .. لا أزمة خدم

> متابعات:

> تجتاح البلاد هذه الأيام أزمة خدم، وأن العثور على الخادم يكاد يساوي العثور على بئر للبترول، فما هي حقيقة هذه الأزمة وما هو السبب الذي من أجله صارت البيوت تعاني من مشكلة ندرة الخدم؟

قبل الأيام التي تلت الحرب كان الخدم متوفرين في البيوت وبأجور معقولة، ولما ارتفع مستوى المعيشة .. وتعدد وجود المطاعم والمقاهي ..

اختفى الخدم فهل فتح هذه المطاعم كان السبب في فتح هذه المشكلة؟.

لقد توافرت الظروف الاقتصادية مع الأحوال المعيشية على إيقــاظ هذه المشكلـة.

ولكن.. ثمة أسباب أخرى غير هذه الأسباب الاقتصادية المحضة.

إن الأزمة في نظرنا هي أزمة أسياد لا أزمة خدم.

الخدم في البيوت لا يعاملون المعاملة اللائقة بالإجراء... فكلمة خادم نفسها فيها تحقير للعامل الذي يوفر للبيت عناء كبيرا ويساعد ربة البيت في إدارة البيت، فبعض ربات البيوت يعتقدن أن وجود الخادم في البيت معناه أن ينصرفن عن العناية بالبيت فيسلمن زمام البيت للخادم، والأوجب أن تكون ربة البيت هي المشرفة على أعمال الخدم لا الملقية بكل شؤونها للخدم.

الواجب أن تسيطر ربة البيت على كل صغيرة وكبيرة في البيت حتى لايفلت الزمام من يدها وحتى لا تصبح ملكة تملك ولا تتصرف.

وبعض ربات البيوت لا يعرفن الاعتدال في معاملة الخدم فإما أن يقسين عليهم أو يقربنهم ويحتن لهم الاستماع إلى أحاديثهم الخاصة ويكشفن جانباً من أسرارهن للخدم الأمر الذي يجعل في يد الخادم سلاحاً يستعمله ضد سيدته إذا لزم الأمر.

فالاعتدال في معاملة الخادم أمر ضروري وإلزامه حدود وظيفته من أول وهلــة يجعل الخـــادم لا يتنمر ولا يتعـــالى على ربة البيت.. أرأيت ياسيدتي إذن... أن الأزمة هي أزمة أسياد لا أزمة خدم.

العدد (الرابع) في 13/ أغسطس/ 1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى