ما هكذا يا سعد تورد الإبل

> أحمد علي باعبيد:

> لست من هواة الكتابة بل ممن يؤمن أن الكلام إذا لم يفد فالصمت أفضل، ولكن ما أذهلني وأنا أتصفح جريدة «الأيام» العدد (5595) بتاريخ 2يناير 2009م صفحة 5 عنوان بارز أو (رسالة مفتوحة لشركاء اليمن) للأخ الكاتب قاسم داود علي.

والذي سلك كما أعتقد منهجاً لم يسبقه إليه أحد، حيث ذهب إلى وصف النظام السياسي لبلادنا بإنه منتج للأزمات بل ومصدرها.. إلخ من الأوصاف التي ساقها، ولا يلام على بعض ماجاء في مقالة طالما وهو ينطلق من أعطان المعارضة(ورداً وصدراً) و(عللاً ونهلاً)، لكن ما أثار قلمي الكسول هو دعوة الأخ قاسم للقوى الخارجية واستعدائها على بلادنا وبالذات (أمريكا وبريطانيا) لتحقيق أهداف حزبية ولا أخاله إلا مدركاً لمغبة هذا التدخل لو استجابت الدولتان لهذا المطلب ولا سمح الله، كما أن الدولتين المشار اليهما يدركان جيداً مدى الفخ الذي يدعوهما الأخ قاسم إليه، حيث مازال جناح كل دولة منهما مغموساً في جحيم أفغانستان والعراق أما الصومال، فقد (أفلتت منه الولايات المتحدة ودفعت بإثيوبيا نظراً لمعرفتها بخصائص وطبيعة الصومال) وشعبه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الأخ قاسم يعترف بصب النار على الزيت غير أنه لا يريد الزيادة لئلا يزيد الأمور تعقيداً ويتمنى في نفس الوقت ممن أسماهم بشركاء اليمن أن لا يشجعوا أو يمولوا أو يمنحوا.. إلخ ويعتبر ذلك فعلاً قذراً ومجرماً إن حصل وسيقود إلى حروب لا أول لها ولا آخر.

وإذا كانت هذه الأدوات ستعود على ما أشار إليه الأخ قاسم، فكيف بالتدخل والهيمنة العسكرية أو السياسية، وماذا سيترتب على ذلك وهل يعتبر فعلاً قذراً ومجرماً؟ وهل استفادت المعارضة في كابول أو بغداد أو مقديشو شيئاً من هذا التدخل والذي كان تمريره آنذاك بنفس الأوصاف والتهم التي ساقها الأخ قاسم، أعتقد أن ماجرى ويجري خير جواب على هذا السؤال.

وهل الدمار والأشلاء الناجمان عن التدخل ورد الفعل سيعيد النظام إلى توازنه ويؤهله لدور سليم وناجح يحقق ما تصبو إليه، لا أعتقد ذلك ومتى كان الاحتلال والتدخل مرحباً به (وما هكذا ياسعد تورد الإبل).

أما القول بممارسة الديمقراطية والانتخابات والمجالس المحلية من منتصف القرن الماضي ربما كان بعض ذلك صحيحاً، ولكن ما شرعية هذه الممارسات في ظل الاحتلال ولماذا كان آباؤنا وإخواننا يقاومون كل محاولات الترويض؟ ولماذا انتفض شعبنا لمقاومة المحتل؟ ولماذا يحتفل اليوم من أقصاه إلى أقصاه بذكرى رحيل الاستعمار تحت ضربات سواعد أولئك الأشاوس إلى اليوم؟.

يا أستاذ قاسم يقول علماء الأصول إن دفع الضرر مقدم على جلب المصالح، ولعلي أكتب هذه الأسطر وأمامي مجريات أحداث غزة واستلهم مدى حاجة أشقائنا في فلسطين إلى الحوار الأخوي، وتغليب مصلحة البلاد والعباد على المصالح الضيقة «وللمستعمرين وإن ألانو قلوب كالحجارة لا ترق»، أما المثل الذي ضربته للعودة إليه من تجارب تاريخية لأمريكا وألمانيا وأنهما شهدتا في ماضيهما حروباً أهلية في محيطه غير أنك لم تشرح أسباب هذه الحروب ومن الظالم والمظلوم ومن المنتصر ومن المهزوم، وماهي المصلحة المستفادة من هذه الحروب؟ وما هي الأضرار التي ترتبت عليها والأهداف الحقيقية لتلك الحروب؟ وأنا واثق أن لديك خلفية وإلماماً كبيرين وأعترف أن مصرفي مفلس في علم التاريخ والجغرافيا والاجتماع.

وقبل الختام فأنا أحترم رأيك وانتمائك الحزبي، ولكني لا أوافقك على طلب التدخل الأجنبي في شؤون اليمنيين مهما كان شكله أومبرراته وأعتقد أنك تشاطرني الرأي في الحرص على قداسة الوطن من أقدام أو أيدي أو عيون الغزاة.

ولعل ما جاء في مقالك لا يعدو كونه تفاعلاً داخلياً وزلة أديب وكبوة أريب وذلك ما أتمناه وأكرر ما قلته سابقاً (ماهكذا ياسعد تورد الإبل).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى