دخلت عمان تاريخ كرة القدم الخليجية من بابه الواسع بإحرازها للكأس الغالية لأول مرة في تاريخها بعد أن كتبت لها الضربات الترجيحية الخاتمة السعيدة في اللقاء الذي جمع منتخبها مع شقيقه السعودي مساء أمس بمجمع السلطان قابوس بمنطقة بوشر بالعاصمة مسقط.

وضربت عمان عصفورين بحجر واحد من خلال كسرها لحاجز الابتعاد عن البطولة الخليجية وتحقيقها للفوز الاول على شقيقتها السعودية الذي غاب عنها طوال الدورات السابقة .

وانتظر الفريق العماني حتى ضربات الترجيح التي منحته الفوز بعد لحظات عصيبة عاشتها جماهيره سواء داخل الملعب أو خارجه قبل أن يطلق كابتن الفريق محمد ربيع الفرحة من عقالها بتسجيله الضربة السادسة التي دخلت عمان على اثرها التاريخ ودونت إسمها في سجل الأبطال .

وشدد العمانيون الخناق على منافسيهم منذ البداية بحثاً عن تسجيل هدف يريح الأعصاب لكن ذلك لم يتحقق نظراَ للسياج الدفاعي العازل الذي وضعه المرشدي والهوساوي ورفاقهما أمام مرمى وليد عبدالله ، وبالمقابل اعتمد السعوديون على المرتدات الخاطفة التي تعامل معها العمانيون بإجادة تامة وكاد اسماعيل العجمي أن يخدش الشباك السعودية بتسديدة قوية من خارج المنطقة تكفلت العارضة بصدها في الدقيقة 45.

وبدأ العمانيون الشوط الثاني بطريقة مثالية من خلال الضغط على المرمى السعودي وتنويع الالعاب تارة بالإرسالات الجميلة إلى داخل منطقة الجزاء السعودية عبر لاعب الوسط فوزي بشير والظهير الأيسر حسن يوسف الغيلاني.

وأخرى عبر تسديدات العجمي وأحمد حديد بديل بدر الميمني المصاب التي شكلت خطورة بالغة على المرمى السعودي في أكثر من مناسبة وبالمقابل شكل ياسر القحطاني والبديل الهزازي قلقا كبيرا على مرمى الحبسي إذ طالب السعوديون بضربة جزاء اثر عرقلة المهاجم نائف هزازي داخل المنطقة لم يحتسبها الحكم ومرت الدقائق المتبقية دون جديد.

ومع اقتراب شوط المباراة الإضافي الأول كاد ياسر القحطاني أن يطيح بآمال الجماهير العمانية بضربة رأس محكمة نجح الحبسي في إبطال مفعولها ببراعة ، فيما مرت دقائق الوقت الاضافي الثاني وسط مخاوف ورغبة الفريقين في اللجوء إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت لأصحاب الارض وأهدتهم الكأس الغالية التي بحثث عنها السلطنة منذ فترة طويلة.

نقاط من النهائي

قاد المباراة في الساحة الهولندي إيريك هارك وساعده البحريني خالد العلان والكويتي سليمان الشمري والقطري عبد الله البلوشي رابعاً واللبناني يزبك يزبك مقيم الحكام واليمني د. حميد شيباني مراقباً للمباراة.

في الختام جمع المنتخب العماني المجد من طرفيه فهو إلى جانب إحرازه للكأس الغالية استحوذ أيضاً على جائزة الفريق المثالي وأحسن حارس في البطولة (علي الحبسي) وجائزة الهداف (حسن ربيع) ، وجائزة أحسن لاعب في المباراة النهائية (أحمد كانو) فيما نال جائزة أحسن لاعب في الدورة السعودي ماجد المرشدي .

عقب نهاية المباراة تم تسليم علم دورة خليجي 20 للشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم من قبل صاحب السمو هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث العماني.

اثر تحقيقها لكأس الدورة اجتاحت شوارع العاصمة مسيرات فرح عامة وانغمس الجميع (رجال ونساء وأطفال) وسط شلالات فرح هادرة فيما ازدحمت الطرقات بالسيارات وتحولت الشوارع إلى جحيم لايطاق، وهذه الافراح دفعتنا إلى المشي لأكثر من ساعة للوصول إلى المركز الاعلامي من أجل إرسال هذه المادة والصور إلى الصحيفة .