اوباما يثير آمالا وتوقعات في العالم

> باريس «الأيام» اندور غولي :

>
يثير الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الذي سيتسلم منصبه غداً الثلاثاء، آمالا كبيرة في العالم وتوقعات بان يكون نهجه مغايرا لسياسة سلفه الرئيس الحالي جورج بوش في ما يتعلق بغوانتانامو والعراق ومواجهة التغييرات المناخية او العلاقات مع روسيا.

وينتظر المجتمع الدولي بفارغ الصبر انهماك الرئيس الجديد للولايات المتحدة، الحليف التقليدي لاسرائيل، في النزاع الدائر في غزة بعد ان اعلن اوباما الاسبوع الماضي انه سيبدا ذلك "على الفور" بعد تنصيبه في العشرين من الشهر الحالي.

وقد اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاسبوع الحالي ان "اول الاهتمامات الانية" لاوباما في السياسة الخارجية يجب ان يكون الشرق الاوسط.

وفي الشرق الاوسط، هناك توقعات بان يتبنى الرئيس الجديد مقاربة مختلفة تماما لتلك التي اتبعها سلفه الذي قرر اجتياح العراق وما تركه ذلك من اثار سلبية على صورة الولايات المتحدة في العالم العربي.

واكدت وزيرة الخارجية المعينة هيلاري كلينتون انها ستسعى الى مقاربة دبلوماسية تجاه ايران وسوريا، مؤكدة الوعد الانتخابي لاوباما بفتح حوار مع ايران التي صنفها بوش ضمن "محور الشر" والدول "المارقة".

من جهته، قال الرئيس السوري بشار الاسد لمجلة "دير شبيغل" الالمانية "نريد فعلا المساهمة في ضمان استقرار المنطقة (الشرق الاوسط). ولكن علينا ان نكون مشاركين (في هذه العملية) وليس معزولين (كما كنا) حتى الان".

وبدوره، اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس ان بلاده تتوقع "تغييرا في سلوك" الولايات المتحدة وخصوصا "التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى" من اجل تحسين العلاقات الثنائية.

ويقول مقربون من اوباما ان اول قرار سيتخذه سيكون اغلاق معتقل غوانتانامو، رمز المغالاة في محاربة الارهابيين.

وفي العراق، تعمل وزارة الدفاع على التحضير لخطط من اجل تسريع سحب القوات الاميركية كما سبق وتعهد اوباما.

وستتركز الجهود على الحرب في افغانستان، الجبهة الرئيسية لاوباما في الحرب على الارهاب وحيث من المتوقع ان يرسل 30 الف جندي اضافي خلال الاشهر الثمانية عشر المقبلة.

وقد اعلن همايون حميدزادة المتحدث باسم الرئيس الافغاني حميد كرزاي "نامل في رؤية تغيير جذري في الطريقة التي نشن من خلالها حربا على الارهاب، ويكمن الحل في مقاربة اقليمية".

وتتهم افغانستان والهند باكستان بايواء مجموعات متطرفة تشن هجمات على اراضيهما كما حدث في بومباي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

ويقول لاليت مانسينغ سفير الهند سابقا لدى واشنطن ان "الهند ستنظر كيف سترد ادارة اوباما على باكستان وماهية الضغوطات التي ستمارسها عليها لكي تضع حدا للارهاب".

وترث الادارة الجديدة علاقات متوترة مع الروس تذكر بحقبة الحرب الباردة، وخصوصا وقت اندلاع النزاع في جورجيا في آب/اغسطس الماضي.

ووصف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الاميركي الجديد أمس الأول بانه "صادق ومنفتح" اطلق اشارات "ايجابية" تجاه موسكو، مضيفا مع ذلك انه يتعين على اوروبا ان لا تتوقع الكثير منه.

وستشكل القمة السنوية لحلف شمال الاطلسي في نيسان/ابريل المقبل فرصة لاختبار ذلك في وقت تعارض فيه موسكو بشدة كل توسيع لحدود الحلف يقترب من حدودها، كما كان يرغب بوش.

كما ان الصين، القوة الاقليمية الكبرى التي يتوقف استقرارها السياسي على مواصلة نموها الاقتصادي الاستثنائي، ستبقى متنبهة لاي خطوة اميركية في مجال السياسات الحمائية.

من جهتها، دعت المنشقة الصينية زينغ جينيان التي يقبع زوجها خلف القصبان، الادارة الجديدة الى مطالبة بكين باحترام حقوق الانسان وقالت "امل ان يتمكن اوباما من الانتباه اكثر الى حقوق الانسان في علاقاته مع الصين وخصوصا حرية التعبير والتجمع".

كما يتوقع العالم اجمع التزاما اكبر من اوباما حيال التغييرات المناخية.

لكن هذه الاولوية مهددة حاليا بسبب الازمة الاقتصاية الاكثر الحاحا,وتثير القمة المتوقعة في نيسان/ابريل المقبل في لندن للدول المتطورة والناشئة ضمن مجموعة العشرين توقعات كبيرة وخصوصا من حيث ارساء قواعد جديدة تحكم عمل وآليات اسواق المال العالمية.

وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان لديها "امالا كبيرة لكي يساهم الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما في وضع هيكلية مالية جديدة في العالم".

لكنها اضافت ان "محادثات جدية" ستجري مع الولايات المتحدة اذا كانت تنوي دعم صناعة السيارات لفترة طويلة.

واوضحت زعيمة الحزب الديموقراطي المسيحي الالماني "ليس بامكاننا ان نرى صناعة السيارات الاميركية تستمر بفضل مليارات الدولارات من المساعدات الحكومية لعدة سنوات، لان ذلك لن يكون ملائما للقدرة التنافسية في المانيا". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى