حماس لا تزال قائمة لكن بعض أحياء غزة اختفت

> حي السلاطين «الأيام» دوجلاس هامليتون:

>
طفل فلسطيني يمشي في حطام منزله
طفل فلسطيني يمشي في حطام منزله
عادت الأسر الفلسطينية إلى منازلها في شمال قطاع غزة أمس الثلاثاء لكن الكثيرين لم يجدوا هناك شيئا قائما يمكن تمييزه.

واخذ النساء والأطفال ينظرون هنا وهناك في فزع مع اقترابهم من حي السلاطين ببطء وهم يضعون أمتعتهم على عربات تجرها الحمير أو مربوطة على سيارات متهالكة ويسيرون على طرق دمرتها الدبابات الإسرائيلية والانفجارات.

وشهدت المنطقة معركة شرسة للسيطرة على أرض مرتفعة تطل على مدينة غزة بعدما شنت إسرائيل هجوما بريا على القطاع قبل نحو 16 يوما ضد نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع.

وكان هناك كيس محلول يعطى عن طريق الوريد مستعمل خاص بالجيش الإسرائيلي ملقى على الطريق وبعد ذلك بمسافة كانت هناك فردة حذاء عسكري إسرائيلي نصف مغطاة تحت ركام منزل نبيل سلطان المدمر.

وفجرت المنازل على اليمين والشمال بنيران الدبابات والرشاشات الثقيلة.وبعضها سوي بالأرض مثل منزل سلطان بالقنابل التي أسقطتها الطائرات إف 16 الحربية الإسرائيلية.

وقال رجل أصابه الذهول ولف نفسه بدثار بسبب البرودة الشديدة في الصباح إنه لم يتمكن من العثور على منزله.

وقال سلطان «طلب الإسرائيليون منا مغادرة منازلنا ...قالوا إن الوضع سيكون خطيرا، وجاء مقاتلو حماس وابلغونا بنفس الشيء». ولجأ نحو 45 ألفا من سكان غزة إلى مدارس تديرها الأمم المتحدة أثناء القتال.

وقتل زهاء 1300 فلسطيني وأصيب 5300.وكان أغلب الضحايا من المدنيين.

وقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين بصواريخ النشطاء الفلسطينيين وعشرة جنود في المعارك بينهم أربعة قالت إسرائيل إنهم قتلوا «بنيران صديقة».واصيب نحو 50.

وأعلنت إسرائيل قبل نحو ثلاثة ايام وقف إطلاق النار وتبعتها حماس بإعلان مماثل بعد بضع ساعات.

وأطلق زورق دورية إسرائيلي أمس الثلاثاء عدة دفعات من قذائف مدفعية ثقيلة لكن لم يسمع صوت رد على إطلاق النار ولم ترد تقارير عن وقوع أي معارك جديدة.

وأعلنت حماس النصر متجاهلة إجمالي عدد القتلى غير المتكافيء بين الجانبين والدمار المروع الذي ألحقته الأسلحة الإسرائيلية الثقيلة بعيدة المدى ببعض مناطق القطاع.

ونشرت صحيفة تصدر في غزة أمس الثلاثاء رسما كاريكاتيريا يصور يدا خارجة من بين الأنقاض تشير بعلامة النصر.

لكن حماس دعت السكان للخروج إلى الشوارع للاحتفال بتحديها للدولة العبرية وهي واثقة من أن الآلاف سيلبون دعواتها.

وقال سلطان الذي بدا مهزولا وتعلو وجهه ابتسامة خفيفة «فزنا بالحرب، لكننا خسرنا كل شيء.كان هذا منزلي» وهو يهز كتفيه في لامبالاة وبجواره كومة من الخرسانة المحطمة والفراش الممزق.

ونادرا ما توجه انتقادات علنية لحماس في حضور أجانب إذ الأسهل الثناء على زعيمها بالقطاع إسماعيل هنية.

وقالت جدة منقبة وهي تلوح بيدها إلى مشهد الدمار الذي لحق بمنطقة جباليا التي تسكنها «إذا كان هنية على ما يرام..فكل هذا لا يعني شيئا». ورفضت ذكر اسمها.

وقالت اسرائيل إن «قواتها دخلت القطاع لتغيير الواقع على الأرض ومعاقبة حماس ومنع نشطائها من إطلاق صواريخ على بلداتها إلى الشمال والشرق من القطاع الساحلي».

والواقع هناك الآن في المنطقة المرتفعة في جباليا إلى الشرق من المدينة هو دمار كلي، فلم تعد هناك أي مبان قائمة يمكن أن يحتمي بها النشطاء الذين يطلقون الصواريخ.

كما لم تعد هناك بساتين يمكنهم الاختباء بها أو حتى حظيرة دجاج كبيرة، لكن هذه كانت منازل وليست حصونا وترك اصحابها يبحثون وسط الركام لاستعادة ما يمكن استعادته من حشايا أو مقابض ابواب أو صنابير مياه أو ابواب أو مفاتيح كهربية.

وبدأت للتو الجهود الأولى لما سيكون مهمة تنظيف شاقة في تلك الأحياء المدمرة.

ويتعين جمع الجيف المنتفخة للخيول والحمير النافقة علاوة على أكوام من النفايات المتعفنة قبل أن تتوطن الأمراض بالمنطقة.

كما يتعين تجديد شبكات المياه والكهرباء التي كانت متهالكة اصلا قبل الحرب وتطهير الطرق غير السالكة من الحطام والسيارات المدمرة .ويتعين أيضا إصلاح أنابيب الصرف الصحي المدمرة.

وفي وسط المدينة كان هناك كثير من الشوارع التي لم تتأثر بالهجوم عدا بعض الأهداف المحددة التي ضربها الطيران الإسرائيلي.

ولم يبق قائما من مسجد طه الذي قال السكان إنه قصف في الثانية صباحا سوى المئذنة.

وتضررت مبان مجاورة لكنها كانت سليمة إلى حد بعيد، لكن البعض فقط هم من كانوا محظوظين لهذه الدرجة.

وقال عابد (14 عاما) «ربما يعتقد الإسرائيليون أن المسجد خاص بحماس.ربما يعتقدون أن هناك بعض البنادق هنا». وكانت تلك هي المبررات التي ساقتها اسرائيل لضرب دور العبادة.

وكان عابد نائما بمكان قريب عندما هاجمت الطائرات الحربية المسجد. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى