والد الطفل المخطوف من المكلا تلقى اتصالين من ولده بوساطة الخاطفين

> المكلا/عدن «الأيام» خاص

> احتلت قضية الصبي فاروق عبدالخالق حسين بن حطبين (15 سنة) الذي اختطف من أمام منزله في منطقة (الأربعين شقة) بالمكلا، صدارة الاهتمام في الشارع العام بحضرموت ويافع تداعى لها العديد من القبائل والوجهاء والشخصيات الاجتماعية للقاء في المكلا وعدن للوقوف أمام حادثة الاختطاف المشينة التي تعرض لها الطفل وجرى نقله إلى محافظة شبوة من قبل خاطفيه.

ومن المقرر أن تخرج اليوم الخميس مسيرة طلابية لزملاء الفتى المختطف فاروق إلى شارع (40 شقة)، للإعلان عن التضامن وللتعبير عن الرفض لمثل هذه التصرفات اللاأخلاقية، كما سيجري اعتصام للنساء أمام منزل أسرة الفتى عصر اليوم وتشترك فيه منظمات نسائية حقوقية.

جانب من التفاصيل !!

خطوط الاتصال بين محافظتي حضرموت وشبوة باتت ساخنة منذ لحظة الاختطاف ومازالت واستياء واستنكار أبناء حضرموت كافة إثر انتشار نبأ اختطاف الفتى فاروق ومدير أمن حضرموت:الأمن بشبوة يحاصر الخاطفين وأمهلهم حتى عصر أمس ولم يتخذ بعد أي إجراء مسلح

مايزال الفتى فاروق عبدالخالق حسين بن حطبين، البالغ نحو (15 سنة) ويدرس في الصف التاسع، حتى ليلة أمس الأربعاء رهن الاختطاف لليوم الثالث في ناحية شرج جباء منطقة معربة مديرية نصاب بمحافظة شبوة التي اقتاده إليها مختطفوه المسلحون البالغ قوامهم ستة أشخاص على متن سيارة شاص موديل 85م يستقلونها من محاذاة الشارع العام ومن مسافة قريبة من منزل أسرته في حي الـ40 شقة عند مدخل مدينة المكلا الغربي عندما كان الفتى يقود دراجته الهوائية الصغيرة مغادرا المسجد الخاص بالحي غير البعيد لأداء صلاة العشاء مساء الإثنين الماضي.

وأكد شهود عيان أنهم شاهدوا السيارة المذكورة تصدم ببطء دراجة الفتى فاروق وأوقعته أرضا, وعلى الفور نزل أربعة أشخاص من السيارة وحملوه قسرا إلى خانة السيارة بمعيتهم لتنطلق مسرعة في مشهد اعتقد الشهود لأول وهلة أنهم في مسعى لإسعاف الفتى إلا أنهم طبقا لشهادتهم أمام مركز شرطة باعبود الذي تسلم بلاغ بحادث الاختطاف من والد الطفل في حينه فوجئوا بصراخ استغاثة صادرة من الفتى فاروق ومالبث أن اختفى بعد أن تولى أحد الخاطفين إحكام قبضة يده على فم الفتى فكتم صراخه .

وقال لـ«الأيام» مساء أمس والد الفتى المخطوف عبدالخالق حسين بن حطبين وكيل السلطان غالب بن عوض القعيطي آخر سلاطين السلطنة القعيطية، الذي يتولى متابعة تثبيت واستعادة أملاكه العقارية إن المختطفين يزعمون أن جزءا يعود لهم من ضمن أرضية كبيرة مملوكة للسلطان غالب بموجب وثائق صادرة منذ عهد السلطنة القعيطية. وقال: «قد سبق أن تدخل أمن فوة وطلب من كل طرف منا إحضار ممثل له ليحكمافي مستنداتهما.. وتبين لممثلي طرفينا بعد أن سلمتهما الوثائق الشرعية الدالة على ملكية السلطان لتلك الأرض الواقعة بمنطقة فوة أن المدعين لايملكون شيئا من الوثائق، واكتفوا بالقول إن ذلك الجزء من الأرض (هبة من الله) وفي مرة لاحقة أحضروا مستندات لا تنطبق أبعادها على ذلك الجزء من الأرض».

وعن مصير ابنه المخطوف لليوم الثالث على التوالي، استطرد الأب عبدالخالق بن حطبين أنه تلقى اتصالين أمس الأول الثلاثاء يحملان صوت ابنه المخطوف، الأول عند الظهيرة صادر من جوال رقم 777045602 وأبلغ والده أنه في قبضة المختطفين في شبوة، وأنه بخير ولم يستمر الاتصال سوى ثوان معدودة، والثاني عند التاسعة وخمس وأربعين دقيقة مساء صادر من جوال رقم 733268334 وتركه مختطفوه يتكلم مع والديه فترة أطول امتدت لعدة دقائق.

وكان المئات من أبناء مدينة المكلا يتقدمهم أقرباء الفتى المخطوف قد تجمعوا صباح أمس بقصر باطهف للأفراح، لتدارس مايجب القيام به تجاه تلك الحادثة الغريبة على مجتمع حضرموت المدني، وخلال التجمع حضر العميد أحمد الحامدي مدير أمن حضرموت وأبلغ الحضور بأن اتصالا وصله من مدير أمن شبوة «أن اللجنة الأمنية بشبوة أخطرت الخاطفين عبر الوسطاء بأنها ستمهلهم حتى الثالثة عصر اليوم (أمس) للإفراج من دون شروط عن الفتى المخطوف فاروق، مالم فإن الأجهزة الأمنية التي باتت تحاصر الموقع الذي يختبئون فيه ستضطر إلى استخدام القوة المسلحة للإفراج عن الرهينة، إلا أن المختطفين لم يستجيبوا لتك التحذيرات ولم تتخذ الأجهزة الأمنية أي إجراء مسلح حتى مساء اليوم (أمس)».

وأشاد الحاضرون من مشايخ ووجهاء حضارم ومن أسرة المخطوف بدور الأخ سالم أحمد الخنبشي، محافظ حضرموت في المتابعة لحظة بلحظة والاتصال بمحافظ شبوة د.علي حسن الأحمدي، ووزير شؤون المغتربين أحمد مساعد حسين، الذي يبذل جهودا متوالية والأخ عارف الزوكا، ومدير أمن شبوة وقيادة اللواء هناك.

على صعيد آخر قام المجتمعون بالتوجه إلى ديوان المحافظة حيث التقوا هناك أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي وكذا الأخ سعيد بايمين، الأمين العام للمجلس المحلي للمحافظة الذي أكد التضامن المطلق مع المساعي وتواصله مع المحافظ والمسؤولين في شبوة لتسليم الخاطفين، معلنا ضرورة تكاتف الجميع ضد هذه الظاهرة التي لاتعرفها حضرموت.

ومن جانبه أعلن الأخ عبدالرحمن حسين بن حطبين ومعه عدد من أبناء قبائل سيبان ونهد والحموم والجعدة وأبناء مدينة المكلا عن استيائهم لما حدث لولدهم جميعا، معربا عن تقديره لتكاتف أبناء حضرموت كافة وكذا قبائل يافع في عدن والاتصالات والزيارات التي تتواصل ولاتنقطع وأشاد بصحيفة «الأيام» التي كانت السباقة في نقل الخبر.

وقد تقاطر إلى منزل آل بن حطين كل أبناء المكلا وسكانها رجالا ونساء وشبابا وعدد من أعضاء مجلس النواب ورجال الحكومة والعلماء والوجاهات الاجتماعية والأدباء والصحفيين والأكاديميين وعدد من أبناء محافظة شبوة معربين عن استنكارهم وتأكيدهم عمق العلاقة بحضرموت والتاريخ المشترك منذ القدم، مؤكدين نبذ الخطف والترويع.

ومن المقرر أن تخرج صباح اليوم الخميس مسيرة طلابية لزملاء فاروق إلى شارع 40 شقة منددة ومتضامنة وكذا اعتصام للنساء أمام منزله عصرا, وتشترك فيه منظمات نسائية حقوقية.

وعلمت «الأيام» أن خطوط الاتصال بين محافظتي حضرموت وشبوة باتت ساخنة منذ لحظة الاختطاف ومازالت، لمتابعة تداعيات الحادثة والوقوف على محاولات الوسطاء لإيجاد حل يفضي للإفراج عن الفتى المخطوف فاروق وضمان سلامته.

ويبدي وزير الداخلية اهتماما بقضية اختطاف الفتى فاروق ويتابع مجرياتها لحظة بلحظة من خلال الاتصالات المستمرة بمديري أمن حضرموت وشبوة اللذين حثهما على مضاعفة الجهود للإنهاء السريع والآمن لمشكلة اختطاف الفتى.

إلى ذلك أخذت موجة الغضب والاستهجان التي خلفتها حادثة اختطاف الفتى فاروق في التصاعد في أوساط أبناء حضرموت ومدينة المكلا منددة بهذا الفعل الغريب على سلوكيات مجتمع حضرموت المدني ومطالبة الدولة بالاضطلاع بواجبها في بسط الأمان في المجتمع وحماية أمن المواطن وردع القائمين على أفعال الاختطاف وما شابهها ومعاقبة الخارجين عن القانون ومن تسول له نفسه إقلاق الناس ونشر الرعب في صفوفهم بأقصى درجات العقاب ليكون عبرة لمن لم يعتبر.

وفي محافظة عدن التقى عدد من شيوخ وأعيان يافع في المحافظة وآل بن حطبين في مقر الجمعية الخيرية اليافعية إثر اختطاف الطفل فاروق عبد الخالق من أمام منزله في المكلا بواسطة جماعة مسلحة في مساء 19 يناير الجاري, وذلك للتشاور حول تلك السابقة الخطيرة التي تستنكرها الشرائع والقوانين والأعراف وتتنافى مع الأخلاق والسلوك الإنساني, في ظل وجود سلطات قائمة للدولة في محافظة حضرموت يعول عليها توفير الأمن والحماية للمواطن وأملاكه وعرضه ..

أثناء لقائهم تم التواصل مع شيوخ يافع - حضرموت وشخصيات اجتماعية للسلطات المحلية في حضرموت وشبوة الذين أكدوا لهم استمرار الأجهزة الأمنية في جهودها للوصول إلى الخاطفين بتوجيهات كل من محافظ حضرموت ومحافظ شبوة، واتفقوا على انتظار ما ستسفر عنه إجراءات سلطات الدولة هناك.

وطلب المشاركون في اللقاء من تلك الشخصيات الاستمرار في مطالبة وحث سلطتي المحافطتين على سرعة القبض على الخاطفين وإعادة الطفل إلى أحضان والديه سالما, واتخاذ الإجراءات الرادعة تجاه ذلك العمل المشين الذي قام به الخاطفون دون وازع من ضمير أو مراعاة لقوانين الدولة والأعراف القبلية.

على أن يبقى المجتمعون - ومعهم أبناء يافع في الداخل والخارج - على اتصال مستمر بأهلهم في حضرموت والسلطات المعنية هناك ومع الخيرين من إخوانهم في شبوة الذين ينتظر منهم رد فعل إيجابي أخوي وإنساني تجاه هذه الجريمة قبل اتخاذ أي قرار يرونه مناسبا في حالة تأخر إعادة الطفل إلى أسرته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى