من تاريخ محميات عدن

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

> محميات عدن الشرقية والغربية حقبة ساسية أوجدتها رؤية إدارية أدركت كيفية التعامل الموضوعي مع خصائص كل منطقة من هذه المناطق.

وهي في الإطار نفسه تاريخ خلق من تكوين جغرافي وتجمعات سكانية كل منها لها من الاختلاف والتنوع ما ينطلق من مساحات حدودها، وهذه المعلومات التي نقدمها هنا، هي تعريف وتاريخ لأحوال محميات عدن في ظل الإدارة البريطانية في مرحلة من الزمن تسيدت فيها القدرة الإدارية على قيادة هذه المناطق وترسيم حدود العمل السياسي وتحديد الهوية المناطقية.

لمحة عن محمية عدن

في العدد 10من فتاة «الجزيرة» الصادر بتاريخ 3 مارس 1940م كتب هذا الموضوع محمد علي مرشد: «ربما جهل الكثير من الناس ماعليه المحميات وما يجري فيها اليوم، وذلك لبعد الشقة من جهة ولعدم المواصلات من جهة أخرى كي نتصل بها اتصالاً يمكننا من الإلمام بشيء عنها وعن مجريات الحوادث فيها، ومن واجبنا نحن العدنيين ونحن مجاورون بهذه الأرض أن نفهم الشيء الكثير عنها، ولهذا فقد رأيت أن أكتب عنها ما أعرفه، لاسيما بعد أن اتصلت بها بعض الاتصال.

يسر كل عربي أن يسمع ماعليه المحمية من حالة حسنة وتقدم مستمر تتمتع باستقلالها الداخلي تحت الحماية البريطانية بعيدة عن تسرب الجراثيم السامة إليها وسيكون لها مستقبل حسن يعود بالخير والرفاهية على أهلها كافة.

بدأت علاقات الحكومة البريطانية بالمحميات في وقت قصير بعد سقوط عدن في يدها ومازالت تعقد المعاهدات للحماية وتأمين الطرقات مع سلطنة بعد سلطنة وقبيلة بعد أخرى حتى أبرمت آخر معاهدة مع أشراف بيحان في عام 1906م.

يجب أن أذكر هنا أن روح الحماية في أراضي المحمية، كما تقرها الحكومة ويشعر بها الشعب، هي أن الحكومة البريطانية تعترف لكل بلاد منها باستقلالها الداخلي، وأعني بذلك أن كل رئيس يتصرف في شؤون إدارة شعبه كيف شاء بشرط أن لا يخرج ذلك التصرف عن دائرة مصالح الشعب، باذلة كل ما في وسعها لنشر السلم والأمان بين أفرادها لاسيما في الطرقات الرئيسية ولتحسين حالتهم الاجتماعية، وغير ذلك مما يعود بالفائدة على الأهالي(كل ذلك بواسطة الرؤساء) وإليك بعض الأمثلة.

المواصلات: لم يتخذ أي مشروع لتعبيد أو إنشاء الطرقات في المحمية إلا في العام المنصرم حين جلبت الحكومة مهندساً لهذا الغرض وكانت نتيجة ذلك أن قررت وزارة المستعمرات مبلغاً قدره 19.500لتعبيد وتحسين الطرقات في المحمية، وقد انتهت الآن الطريق من عدن إلى أبين والعرقوب ولودر في بلاد العوذلي مسافة طولها 100 ميل تقريباً.

ومن ضمن المشروع بناء طريقين آخرين من عدن إلى الضالع والمسيمير في بلاد الحواشب وتحسين الطريق بين عدن ولحج.

الزراعة: أما الزراعة في المحمية فلم تنتشر في طول البلاد وعرضها وذلك لقلة الأمطار ولكنها تتحسن في أماكن خصبة مثل أبين ولحج، حيث تسقى الأرض من أودية مستمرة، وادي بنا في أبين ووادي تبن في لحج.

ففي أبين تزرع الحبوب والخضروات وكثيراً ما تعتمد عدن على لحج في خضرواتها، وقد أخذت الحكومة في تشجيع الزراعة، إذ جلبت متخصصاً من مستعمرة كينيا اشتهر بين الأهالي بنشاطه وحسن اهتمامه بكل ما يتعلق به من واجبات كنصح الفلاح ومد يد المساعدة له بقدر الاستطاعة، وقد أنتج ذلك نتائج حسنة للفلاحين في أنحاء المحمية كافة.

وأنشأت مزارع للتجربة في بلاد العوذلي (مكيراس) والضالع وبلاد الصبيحة تزرع فيها الخضروات والفواكه وغيرها التي تصدر إلى أسواق عدن، وقد استحضرت أيضاً كباش من الخارج من نوع (الميرينورام) أكبر الكباش وأحسنها صوفاً، كما جلبت أبقاراً لتحسين تناسلها في المحمية.

الصحة: من المعروف أن مناخ المحميات معتدل لا تسبب طبيعته أمراضاً كثيرة وأن البلاد واسعة جداً بالنسبة إلى عدد السكان فيها، أما المستشفيات لم تكن معروفة هناك سنة 1934م وكان المرضى يعالجون في مستشفى عدن الأهلي إذا أجبرتهم الحالة إلى النزول.

وفي تلك السنة طلبت الحكومة تلاميذ من كل ناحية ليتلقوا دروساً ابتدائية في الطب فلبى النداء طلاب كثيرون تصرف عليهم الحكومة أثناء بقائهم في عدن، وعند انتهاء برنامج دروسهم الابتدائية يرجع كل منهم إلى ناحيته يحمل أنواع الأدوية والآلات ليقيم في محل يخصصه له الرئيس ويتعاطى معالجة الجراح الصغيرة ووجع الرأس والبطن وغيره ذلك من الأمراض التي لو تأخر علاجها ربما كلفت المريض أن يزور مستشفى عدن الكبير.

والمراكز الذي يقوم فيها هذا النوع من المعالجة الآن هي: شقرة والمسيمير والضالع وبلاد العوذلي والموسطة والشعيب وسهم العردف وبيحان.

أما في لحج فهناك مستشفى راقٍ يعتني به سمو السلطان ويقوم بالعمل فيه دكتور من الهند ومساعدان اثنان.

لم تكتف الحكومة بالحالة الصحية الحاضرة، بل عينت الدكتور بيتري الذي كان منذ سنين في مستشفى الآرساليين في الشيخ عثمان والذي يعرف كثيراً عن هذه الأرض ومعه مساعد آخر ليقوما بفحص طبي في كافة أرجاء المحمية وينظر في تحسين ما يستطيع فيها، ولاشك أن هذا الفحص من قبل الدكتور الماهر ومساعده سيسفر عن منافع شتى للأهالي.

التعليم: وإذا نسيت فلا أنسى كلية محمية عدن لأولاد الرؤساء والتي تعتني بها الحكومة اعتناء كبيراً، إذ أحضرت أساتذة أكفاء من البلاد العربية لتدريس الطلاب فيها على أساس الطرق العلمية الحديثة.

وهؤلاء الشباب الناشئون هم رجال غد المحميات ولا يفوت ذهن اللبيب أن تعليم هؤلاء الشباب سيكون عاملاً فعالاً في تقدم المحمية.

هذا استعراض بسيط لما عليه المحميات اليوم ولست أقصد من هذا إلا تبيين ما نجم عن التعاون بين المحميات والحكومة البريطانية وإني لأرجو للمحميات مستقبلاً باهراً في ظل مرشدتها بريطانيا العظمى، وربما كتبت بين الفينة والفينة شيئاً عنها على صفحات «فتاة الجزيرة» الغراء».

أرض يافع

في العدد 20 من «فتاة الجزيرة» الصادر بتاريخ 12 مايو 1940 نشر هذا الموضوع عن يافع: «تقع بلاد يافع بين خطي 46.45 درجة من خطوط الطول و13.12من خطوط العرض، وهي أرض جبلية معتدلة المناخ وقبائلها من قبائل حمير الأكبر سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فهم قحطانيون وآل محسن سلاطين لحج فخذ من آل سلام من ذرية السلطان محسن بن فضل بن محسن بن الشيخ فضل بن علي بن صلاح بن سلام بن علي السلامي اليافعي وقبائل العزبية العبدلية ترجع بأنسابها إلى علي عزب وراجح عزب اليافعيين من القارة عاصمة يافع بني قاصد.

وجاء في كتاب هدية الزمن للأمير أحمد فضل قوله:«ومن القبائل العبدلية المنتمية إلى يافع (المنتصر) وفي (الروى) من بلاد يافع فريق منهم إلى الآن وكان الأبقور من يافع يسكنون لحج قريتهم (بنا أبه) ومن آثارهم الباقية إلى الآن الأرض المعروفة بأرض الباقري ثم انتقلوا من لحج إلى الضالع وسكنوا هناك مع أخوانهم أبقور الضالع وهم الشعار وما زال فخذ من الشعار في الضالع يعرف باللحجي، أولئك من سلالة الأبقور المنتقلين من لحج، ومن المنتمين إلى يافع في لحج وأطرافها مشايخ آل علي بصهيب والخرمان مشايخ آل قطيب.

فالخرمان ينتسبون إلى الكسادي وآل علي من ذي ناخب من يافع ومما لاشك فيه أن البلاد اللحجية كانت تحت حكم الأمير حسين بن عبدالقادر اليافعي حتى داهمها أحمد بن الحسن بالجنود الإمامية وفر أميرها الحسين بن عبدالقادر إلى يافع وكان الشيخ فضل بن علي وآباؤه يدفعون مقداراً معيناً من المال زكاة لحج إلى يد عمال الإمام وكانوا يلتجؤون إلى يافع عندما يحدث الخلاف بينهم وبين عمال الإمام.

وقد حكم لحج وعدن أمراء يافع وصار أمر هذين البلدين وأمر أبين أيضاً إلى هذه القبيلة وتولى أمرها الحسين بن عبدالقادر حتى سنة 1054هـ في هذا العام وصل الجنود الإمامية إلى لحج وعدن.

وليافع تاريخ حافل بالحوادث والوقائع في الشحر ومنهم أمراء الكسادي وأهل يافع ينقسمون إلى قسمين، بني مالك وبني قاصد أما بنو مالك وهم قبائل يافع العليا فينقسمون إلى قبائل الظبي والمفلحي وشيخ الظبي هو الشيخ سالم صالح، بينما شيخ المفلحي هو الشيخ قاسم عبدالرحمن وهذان البطنان ينقسمان إلى عدة فخوذ يقال إنها 16 فخذاً منها المسعدي وعاقلها الجهوري، وقد توفي في هذا الأسبوع، والسعيدي وعاقلها قتل أخيراً، والحوثري وعاقلها علي الحاج، والرشيدي وعاقلها الحريبي، والعيسائي وعاقلها أبو شامة، والمحمدي تحت رأسه القعيطي وهو غير السلطان القعيطي، والقعيطي تحت رأسه موسى عبدالله بن عتيق، والأحمدي تحت بن عامر.. وعدد رجال هذه القبائل يتفاوت بين 800.500 لكل قبيلة، والمقدم على جميع هذه القبائل هو الشيخ بوبكر بن علي النقيب. وفي يافع مشايخ كثيرون وسلاطين منهم: السلطان محمد صالح بن عمر بن هرهرة من سلاطين يافع العليا، وهو الآن في عدن للتداوي.

وقد اعترفت حكومة عدن في العام الماضي بالشيخ حسين صالح محسن عسكر بصفته نقيب ثان للموسطة. وأهم مدن يافع (بني بكر) وسكانها 700 من قبائل البكري التابعة للظبي وهي قريبة من البيضاء على بعد 4 ساعات للمسافر على الجمال ومدينة مسجد النور وهي تابعة للحريبي ومدينة هجر لبعوس وسكانها 1500 يتبعون الظباعي وعدة عدن صغيرة كصيرة والمصنعة.

ويافع العليا أرض زراعة تثمر الذرة والدخن وقليل من البن، وفواكهها العنب والبلس والخوخ والليم الحامض والموز وتستورد السمسم من اليمن وأبين لعصر الزيت، وهي باردة وكثيرة الجبال الشاهقة وفيها البوتاس ويصنع فيها البارود ويحرق فيها الكلس وتدبغ فيها الجلود لصناعة القرب والدلاء للماء ولصنع الأحزمة للرصاص، أما الصناعة كالحياكة فهي عار، وتكثر فيها الأبقار ويستخرج من اللبن كميات كافية من السمن تكفي البلاد أما الجبن فلا يصنع منه شيء البتة وفي كثير من جهات يافع ينمو السكر القند وفيها كثير من الطيور خصوصاً الدجاج واعتماد الناس في الزراعة على الأمطار ومياه الآبار، وهي بعيدة الغور في أراضٍ صخرية ويكلف حفر البئر الغزيرة 2000 ريالاً والعملة الدارجة بين أيدي الناس هي الريال النمسوي ماريا تريزا.

وفيها عدد من الأغنياء أمثال حسين صالح صاحب لقمر وابن شيهون وهم يشتغلون بالتجارة ويشترون السكر والزنجبيل والأقطان والجاز من عدن، والإبل في يافع قليلة وأكثر النقل على الحمير وتنعدم الخيل والبغال أيضاً، وليس في طول البلاد وعرضها مدرسة ابتدائية ولا مخفر بوليس ومحكمة شرعية اللهم إلا بعض القضاة الذين يخدمون بلا رواتب والأحكام على القواعد القبلية، ومساجدها غير مبنية، والناس محافظون على الصلاة وأكثرهم أميون، ومهاجرهم إلى حضرموت وفي السنوات الأخيرة سافر عدد منهم إلى جاوا والهند، حيث يخدمون نظام (حيدر أباد) كجنود في الجيش ولهم أملاك وعقار في الشحر والمكلا وهم كثيرو النسل لرخص الزواج، حيث لايتعدى المهر100 ريال.

أما يافع السفلى فيسكنها بنوقاصد وسلطانها السلطان عيدروس بن محسن العفيفي وهم سعدي وناخبي وكلدي ويزيدي ويهري ومشألي ويدعى الأخير المفلحي.

وأهم مدنها القارة وكلهم جنود السلطان وعددهم لايتجاوز 300 والخربة وفيها أهل سعد وفلسان لبني سليمان وأهل سعد أيضاً وأبين وهي بين الفضلي والكلدي وخنفر وأكثرهم من كلد وزراعتها البن اليافعي الشهير وهي بسببه أغنى من يافع العليا وتزرع قليلاً من الذرة وفيها العسل والموز وبعض الفواكه وأكثر صادراتها من البن إلى البيضاء وحضرموت وقليل إلى عدن.

ويافع هي إحدى المحميات التسع في جنوب الجزيرة العربية، ولكثير من عقالها ومشائخها وسلاطينها ونقبائها رواتب شهرية وسنوية وقد انقطع ذلك عن بعضهم لأن حكومة عدن اعتبرت بعض أعمال مشايخ يافع مخلاً بالشروط والمعاهدات، وذلك أن الرعايا البريطانيين وقبائل يافع العليا سيكونون أحراراً في الدخول إلى بلدان بعضهم البعض وأن لايصيبهم أذى وسيعاملون باحترام في جميع الأوقات وفي جميع المجلات، ولكن قبائل يافع لم تراع هذه الشروط ، ووجوه الإصلاح في هذه البلاد هي تأسيس المدارس ونشر المعارف وتأسيس محاكم شرعية وإصلاح الطرقات وتأليف مجلس قومي، فلعلنا نرى شيئاً من هذا عما قريب».

عيد لحج القومي

في العدد 33 من «فتاة الجزيرة» الصادر بتاريخ 11 أغسطس 1940م نشر هذا الموضوع: «احتفلت لحج يوم الثلاثاء في 6 جولاي 1940م بعيدها السنوي القومي، وهو اليوم الذي عاد فيه من لندن الأمير فضل عبدالكريم ولي عهد السلطنة اللحجية بعد إبلاله من مرضه، وقد كان الاحتفال رائعاً جداً، استعرض فيه ولي العهد فرق الجيش العبدلي النظامي تحت قيادة الأمير الكولونيل صالح مهدي بن علي وفرقتي المدفعية والهجانة وفرقة متطوعي شباب لحج، ودوت أصوات المدافع بالسلام على الأمير.

وقدم بعد ذلك للسلام على والده في حديقة قصر الروضة، حيث اجتمع السلطان بأبناء عمه الأمراء وبالسادات والمناصب ومشايخ القبائل وأمراء المحميات ومنهم الأمير نصر أمير الضالع وأمير الحواشب وعدد جم من أعيان العدنيين.

الأمير فضل عبدالكريم ولي عهد السلطنة اللحجية هو نجل السلطان الأول، ويبلغ من العمر السادسة والثلاثين وهو شاب ذكي الفؤاد نشيط الحركة، وضاء الجبين، بهي الطلعة، متتبع لسير الأمور، يتحمل أعباء كثيرة من الأعمال عن والده، ويهتم بخير أمته ووطنه. يحب الأدب والشعر ويقدر لأهل الفضل فضلهم.

وقد قام أحد شباب لحج خطيباً عن الأمة اللحجية وأجابه الأمير بكلمة قصيرة لهبوب عاصفة شديدة بعد الاحتفال قام عقبها السلطان ودعى الناس إلى قصره العامر.

«مولانا صاحب العظمة السلطان المعان وصاحب السمو ولي العهد المعظم حضرات الأمراء والسادة والأعيان والحاضرين، إن في مثل هذا اليوم من كل عام عيدنا القومي الوطني المقدس، عيد البلاد، عيد الأمة الذي يتجدد في كل عام.

إذ هو اليوم الذي عاد فيه ابن لحج البار وولي عهدها المحبوب إلى وطنه صحيحاً معافى.

وتذكرون سموكم أننا قطعنا العهد على أنفسنا أن نحتفل به في كل عام، حتى تبقى ذكراه في النفوس مدى الأجيال والأعوام.

يامولاي، إن هذا الاحتفال ليس احتفالاً عادياً، بل إنه في ظروفه وملابساته ينطوي على معنى خطير، فيه توكيد بل تجديد للعهد، ذلك المقدس الذي أخذناه على أنفسنا على أن ولي عهدنا منا موضع الرأس، وأننا نفديه بالأموال والأرواح، وأن الأمة مهما بذلت من العناية في إعلان غبطتها وبذلها بهذا اليوم المبارك السعيد لا تستطيع أن تعبر عن شعورها الصادق والمحبة المتمكنة في سويداء قلبها لشخص سموكم المحبوب، وإن الفرح الظاهرة علائمه الناصعة على وجوههم بأجلى مظاهرها، هو أكبر مركز يرتكزون عليه في إعلان ابتهاجهم.

وختاماً، إني أتشرف عن نفسي، وعن الأمة التي أولتني شرف هذا القيام، بأن أقدم لسموكم أجل وأسمى عبارات الشكر على تفضلكم بإجابة دعوتنا ومشاركتنا في هذا الحفل البسيط في مظهره، الجليل في معناه.

وأن تقبلوا تهانينا المخلصة، وشعورنا الكامل، سائلين المولى تعالى أن يديم بقاء مولانا السلطان المعظم، الذي هو أصل كل مجد، ومعدن كل فخار، وأن يحفظكم ويديم عليكم نعمته ويديم عزكم وتأييدكم.

فلتحيا عظمة السلطان، وليحيا سمو ولي العهد الأفخم.

صاحب العظمة مولانا السلطان، حضرات الأمراء والسادة والأعيان.

إن لحفاوتكم البالغة بي لها أعمق الأثر في نفسي ولئن شكرت فإنما أشكر هذه الحماسة والوطنية التي ملأت قلوبكم.

فبارك الله فيكم لخير الوطن، وأعزه بكم ووفقنا وإياكم إلى عمل الخير وخير الوطن، عشتم للوطن، وعاش مولانا السلطان. وشكراً لجميع السادة الذين تكلفوا مشقة الحضور في هذا الحر الظنين.. والسلام عليكم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى