الهند تدين الضغوط الغربية الخجولة على باكستان

> نيودلهي «الأيام» نيكولا روفيز :

> شجبت الهند امتناع الغربيين عن ممارسة المزيد من الضغوط على باكستان، الدولة التي تركز عليها الهند كل اهتمامها منذ اعتداءات بومباي، والتي تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا بمراعاتها خشية انهيارها.

واعرب وزير الدفاع ايه كيه انتوني بنبرة حادة عن خيبة السلطات الهندية عندما طالب المجتمع الدولي أمس الأول "بالفعل عوضا عن القول والتضامن" لالزام باكستان بقمع "المجموعات الارهابية" الناشطة على اراضيها.

وسلمت نيودلهي في مطلع كانون الثاني/يناير اسلام اباد وحوالى 15 قنصلية اجنبية ملفا من الالدة "الدامغة" للتأكيد على ان الاعتداءات التي استهدفت بومباي بين 26 و29 تشرين الثاني/نوفمبر تم التخطيط والاعداد لها وقيادتها من باكستان، بالاشتراك "المرجح" مع قادة البلاد.

واتهم رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ مباشرة مسؤولين في الدولة الباكستانية في تلميح ضمني الى اجهزة المخابرات، بتقديم "الدعم" للعمليات (174 قتيلا، من بينهم 26 اجنبيا وتسعة من المهاجمين العشرة).

ونفت باكستان تورطها جملة وتفصيلا في الاعتداءات واعلنت فتح تحقيقها الخاص بذلك.

ومع ان واشنطن ولندن اتفقتا مع نيودلهي في توجيه مسؤولية الهجمات الى مجموعة عسكر طيبة الاسلامية المسلحة الناشطة في كشمير، فانهما لا توافقانها بشان ضلوع عناصر رسميين باكستانيين في القضية.

حتى ان وزير الخارجية البريطاني اكد في زيارة من عشرة ايام الى الهند ان "الدولة الباكستانية لم تأمر" بهجمات بومباي، ما اثار حفيظة الحكومة الهندية.

اما فرنسا، فاعلنت عبر جان دافيد لافيت المستشار الدبلوماسي لرئيسها نيكولا ساركوزي أمس السبت المنصرم في نيودلهي، ان ادلة الهند "تحمل مصداقية كاملة"، متجنبا توجيه الاتهام الى السلطة في باكستان.

وقال دبلوماسي اوروبي "يشعر الهنود باحباط حقيقي. فهم يخالون ان (المجتمع الدولي) يساوي بين ديموقراطية كبرى ضحية الارهاب وجارتها التي يشتبه في ايوائها ارهابيين".

وبالتالي فقد اعتبرت بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة قبل استقلال امبراطورية الهند العام 1947، والولايات المتحدة التي جعلت من باكستان حليفتها في "الحرب على الارهاب"، انه "ينبغي مراعاة سلطة مدنية في باكستان يعتريها الضعف" نتيجة الثقل التاريخي للجيش وموجة مريعة من الاعتداءات الاسلامية، بحسب دبلوماسي آخر.

ونقلت مجلة "اوتلوك" الهندية أمس السبت ان وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس اتصلت هاتفيا بنظيرها الهندي براناب موخرجي لاقناعه بتجنب المزيد من زعزعة موقع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عبر الهجوم عسكريا على باكستان تملك السلاح النووي.

وتؤكد الهند منذ شهرين انها لا تريد شن حرب لكنها تترك الخيار العسكري "مفتوحا".

وقال انتوني محذرا "لن تقول اي دولة مسؤولة، بعد بومباي، ان على الهند ان لا تتخذ اجراءات احترازية"، نافيا اي ضغوط اميركية للحؤول دون توجيه نيودلهي ضربة الى اسلام اباد.

وتخشى واشنطن من ان يؤول التصعيد بين الجارتين في جنوب آسيا الى ارغام باكستان على اخلاء جبهتها الشمالية الغربية حيث يتواجه الجيش مع مسلحي طالبان والقاعدة الذين لجأوا الى مناطق القبائل المتاخمة لافغانستان.

غير ان كريستوف جافرولو مدير الابحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسي والخبير في شؤون البلدين صرح لوكالة فرانس برس انه "في حال وقع اعتداء جديد وحامت الشكوك حول باكستان، فلن يكون من السهل ان نرى كيف ستتجنب الهند توجيه ضربات قاسية محددة الاهداف". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى