بعد تضارب الأنباء حول نيته شراء النادي الانجليزي الشهير.. هل يمكن لناصر الخرافي أن يسد فجوة الخلافات في ليفربول؟

> لندن «الأيام الرياضي» عن إيلاف :

>
قد لا يكون المالك الجديد المحتمل لنادي ليفربول ناصر الخرافي أقوى رجل من أي وقت مضى، فهو يعتبر واحداً من أغنى رجال الأعمال في الكويت ويأتي ترتيبه في المركز الـ46 في قائمة أغنى رجال الأعمال في العالم، وهو أكبر مساهم في بنك الكويت الوطني وشقيقه رئيس مجلس الأمة الكويتي.

وسيرى الخرافي أنه إذا كان باستطاعته أن يستثمر في ليفربول ، خصوصاً في الاستثمارات المالية.

ومن المرجح أنه سوف لن يتصرف كمالكي مانشستر سيتي الذين ينفقون الأموال بسخاء للحصول على خدمات أفضل اللاعبين في العالم وجمعهم في إيستلاند.

والمحادثات بين الخرافي ومالكي ليفربول ما زالت في مراحلها الأولى، ولكن من المرجح أن صفقة شراء النادي التي تبلغ 400 مليون جنيه استرليني، ينبغي ألا تسبب لناصر الخرافي (64 عاماً)، وتقدر ثروته بحوالي 12 بليون استرليني، الكثير من المعاناة.

وهو الذي بنى مدينة في مصر في الآونة الأخيرة، وفي الماضي كانت له استثمارات واسعة النطاق في دول عربية، بما فيها لبنان والمغرب..وعلى رغم أن له استثمارات غير مرئية بوضوح في دول غربية، إلا أنه إذا اشترى ليفربول فإنها ستكون من أهم الاستثمارات العامة في انجلترا

ومعروف عنه بأنه رجل أعمال حذر وحكيم ومحافظ، ولكن ليست لديه اهتمامات سابقة بكرة القدم، إلا أن ابن شقيقه رافد، يعتبر من مشجعي الأندية الرياضية في الكويت..ولا يتوقع أن يتحقق أي تعامل أو اتفاق مع مالكي ليفربول الأميركيين جورج جيليت وتوم هيكس بسهولة.

وقد علم أن المدير المالي للنادي فيليب ناش، الذي تم جلبه إلى «أنفيلد» من آرسنال لهذا المنصب، والرئيس التنفيذي التجاري ايان ايري كانا موجودين في الكويت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع أسرة الخرافي الذي اتصل بهم جيليت في العام الماضي، عندما أراد أن يؤمن الموارد المالية اللازمة لإنشاء ستاد جديد للنادي في ستانلي بارك، والذي حظي بالترحيب باعتباره كان أحد الأهداف الرئيسية لجيليت وهيكس عندما اشتريا ليفربول قبل عامين تقريباً. ولكن المحادثات التي تطورت إلى احتمال شراء النادي في ذلك الوقت لم تتقدم وانهارت.

وأعاد هيكس النظر في فكرة بيع النادي في الأسابيع الأخيرة.

واقترحت بعض التقارير إلى أن هذه هي إشارة إلى فصل آخر من العلاقة غير الجيدة بين الأميركيين..ومنذ أن أصبحا مالكي «أنفيلد» فإن علاقتهما في ما بينهما هي مثل دحرجة المزلجة وموسومة بعلامة النزاعات والعلاقات التي تكون فاترة أحياناً وحارة أحياناً أخرى.

إلا أن هناك اقتراحات تقول إن الأمور سيئة بينهما إلى درجة أن مبادرة هيكس هذه تعني أن المحادثات الجارية الآن تتركز حول مركزه مع مساعدة الكويتيين لشراء حصة جيليت والاحتفاظ بما لديه من حصة في بيع النادي أو بيع أسهمه.

بيد أن مصادر موثوق بها في «أنفيلد» أكدت أن الحال ليست كذلك، وتقول إن المحادثات التي يجريها ناش كانت نيابة عن هيكس وجيليت، فإنهما يريدان بيع النادي..ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو:ما إذا كان الأميركيين يستطيعان الحصول على السعر الذي يرغبانه.

وبالعودة إلى فبراير 2007، فإن هيكس وجيليت دفعا 174.1 مليون جنيه استرليني لشراء أسهم في ليفربول (جنباً إلى جنب إلى الديون التي قدرت بـ44.8 مليون استرليني، معنى ذلك أن قيمة ليفربول تبلغ 218.9 مليون استرليني).

وقبل عام ونيف كان هيكس يجري محادثات مع «دبي انترناشونال كابيتال» مطالباً ببليون استرليني للموافقة على بيع النادي، وانخفض السعر الآن إلى 600 مليون استرليني، ولكن يبدو أن السعر المقترح، 400 مليون استرليني، هو الأكثر واقعية نظراً إلى الظروف الاقتصادية الحالية.

فأصحاب النادي هيكس وجيليت على قاب قوسين أو أدنى من إعادة إجراء التفاوض على اتفاق تمويل النادي.

وكانا قبل أكثر من سنة بقليل وافقا على صفقة تمويل 350 مليون استرليني مع «رويال بانك أوف سكوتلاند» و«واتشوفيا بنك» الأميركي، ولكن كلا من المصرفين يمران الآن بمرحلة حرجة نظراً الى الظروف الاقتصادية العالمية..وكان من المقرر أن تنتهي مدة صفقة التمويل في يناير الجاري، إلا أنها مددت إلى يوليو المقبل.

ومن أجل ضمان تمويل صفقة 350 مليون استرليني، قدم مبلغ 225 مليون استرليني عن طريق مجموعات مختلفة بضمنها ضمانات مبالغ نقدية من مالكي النادي ورسائل الاعتماد والضمانات الشخصية. ولم يكشف هيكس ولا جيليت عن حجم الضمانات الشخصية التي قدماها، ولكن يعتقد بأنها بلغت 90 مليون استرليني لكل منهما.

وعلم أن جيليت أعاد الأسبوع الماضي تمويل حوالي 75 مليون استرليني من ضماناته الشخصية..وفي الحقيقة أن محادثات بيع ليفربول، التي تجري بوساطة فيليب ناش وليس المدير التنفيذي للنادي ريك باري، تشير إلى أن النزاعات الداخلية التي كانت جزءاً من ملكية الأميركيين قد تجددت في أنفيلد، إذ بينما يتمتع باري بعلاقات جيدة مع جيليت، إلا أن علاقته مع هيكس متزعزعة..فقبل ما يزيد قليلاً عن عشرة أشهر كتب هيكس رسالة إلى باري يطالب فيها بتقديم استقالته التي رفضها المدير التنفيذي ووصفها بأنها استفزازية وهجومية وبقي في النادي مدعوماً من جيليت.

ونزعة أخرى جاءت نتيجة المشاكل المستمرة مع العقد الجديد للمدير الفني للنادي رافاييل بينيتز الذي يطالب بالسيطرة الكاملة على عملية انتقالات اللاعبين، وهي نوع من السيطرة التي لا يحظى بها أي مدير فني لكرة القدم في انجلترا،فهو لا يريد السيطرة على من الذي يباع أو يشترى من اللاعبين، بل أيضاً يطالب بمعرفة كم من المبالغ التي ستدفع لهؤلاء اللاعبين وتفاصيل العقد المبرم بينهم وبين النادي.

ورفض باري وممثلو هيكس وجيليت الموافقة على مثل هذه الطلبات..ومنذ أن علق بينيتز علناً على محادثات العقد الجديد، وفي الوقت الذي انتقد النادي إلا أنه أظهر دفئاً تجاه هيكس الذي بدوره قال إنه يدرك إحباط بينيتز، إلا أن انتقاداته وملاحظاته لم تكن جيدة تجاه باري.

مع وضع باري على الهامش، والمحادثات ماضية قدماً لبيع النادي، فإن الأمور تشير إلى أن النزاعات ما زالت قائمة في أروقة ليفربول، وأن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يتم حل جميع المشاكل، على رغم أن المصادر في الكويت تؤكد أنه إذا اشترى ناصر الخرافي النادي، فإنه سيجلب فريقه الإداري لتسيير أمور ليفربول.

يذكر أن الخرافي كان قد أجرى محادثات قبل ثلاثة أشهر مع مايك آشلي لشراء نادي نيوكاسل بمبلغ 300 مليون استرليني ولكن الصفقة لم تسفر عن أي شيء في النهاية. ومن المحتمل أن ينقذ الخرافي ليفربول الذي تعصف به الرياح منذ استيلاء الأميركيين توم هيكس وجورج جيليت عليه في فبراير2007 عندما اشتريا النادي بـ218.9 مليون استرليني.

وعرض ليفربول على الخرافي حصة نسبتها 50 في المئة، وسيخفض هيكس وجيليت حصتهما إلى 25 في المئة لكل منهما..لكن رجل الأعمال الكويتي، المتزوج وله خمسة أطفال، يضغط من أجل السيطرة الكلية على «أنفيلد» قبل الموافقة على الصفقة التي تبلغ قيمتها 400 مليون استرليني.

وكان ليفربول يعاني من الأزمات مند أن باع ديفيد موريس النادي للأميركيين بدلاً من «مجموعة دبي» التي يملكها الشيخ محمد قبل 23 شهراً..ويصر الشيخ محمد الآن على أنه فقد الاهتمام بشراء النادي مرة أخرى.

ومنذ ذلك الحين قام هيكس وجيليت بإعادة تمويل ليفربول إلى حد بلغت ديونه الآن 350 مليون استرليني، وكانا قد خططا لإنشاء ستاد جديد يتسع لـ 73 ألف مقعد في منطقة «ستانلي بارك»، ولكن الاستثمار توقف فيه نتيجة الأزمة الاقتصادية..وبعد تعليق الأميركيين العمل في بنائه في أعقاب انهيار نظام الائتمانات، فإن عدداً متزايداً من المشجعين يعتقدون بأن المشروع سوف لن ينطلق مرة ثانية.

وتأتي ثروة الخرافي من «مجموعة الخرافي وأولاده» ، وهي واحدة من أكبر الشركات المتنوعة في العالم العربي، وتشمل بصورة كبيرة منتجات المواد الغذائية «أميركانا» التي تملك حقوق امتياز الماركات العالمية في الشرق الأوسط مثل بيتزا هت وكنتاكي وويمبي .. وتشمل الاستثمارات أيضاً بنك الكويت الوطني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى