في مؤتمر صحفي للأطباء اليمنيين العائدين من قطاع غزة:أثر الحصار لم يقل عن المدافع والصواريخ والفسفور الأبيض

> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

>
أقامت نقابة الأطباء والصيادلة بالتعاون مع نقابة الصحفيين اليمنيين مؤتمرا صحفيا للأطباء اليمنيين القادمين من قطاع غزة- فلسطين، تحت شعار «غزة في قلب الأمة»،.

وفي المؤتمر أوضح الدكتور عبدالقوي الشميري نقيب الأطباء اليمنيين أن عدد الأطباء اليمنيين الذين وصلوا إلى قطاع غزة قد بلغ خمسة أطباء.

بينما كان عدد الأطباء الذين تقدموا وطلبوا الدخول إلى غزة قد بلغ المئات, ولكن حال الحصار دون وصولهم وبقي العشرات منهم في المعبر أسبوعا كاملا حتى تم التنسيق بين نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين واتحاد الأطباء العرب وعبر السفارة اليمنية لدخول هؤلاء الأطباء الخمسة إلى مستشفى الناصر بخان يونس.

مشيرا إلى أن الحصار الذي عانته غزة قبل العدوان مازال مستمرا, ودعا إلى رفعه كاملا معتبرا أن من يحاصر غزة اليوم «هو مجرم حرب لا يقل جرما عن قادة الجيش الصهيوني, بل هو أسوأ من ذلك وعلينا ألا ندعهم يستمرون في جريمتهم هذه».

وفي المؤتمر الصحفي أعطى الأطباء الحضور صورة عن الوضع أثناء الأحداث وما رأوه بعد الحرب من خراب ودمار, وشرحوا الصورة الحقيقية لمعاناة غزة وأثر الحصار الذي لم يقل تأثيرا عن المدافع والصواريخ والفسفور الأبيض.

وأشاد الدكتور طارق نعمان أستاذ جراحة القلب والأوعية الدموية بالاستقبال الجيد من قبل أبناء غزة ومعنوياتهم العالية في هذه الحرب مشيرا إلى مشاركة الوفد الطبي اليمني بالعلاج أثناء الحرب لمدة خمسة أيام حتى توقفت, وذلك بمستشفى الناصر بخان يونس.

وقال:«قام الوفد بجولة في القطاع بعد توقف الحرب ليفاجأ بالدمار الواسع لكل شيء, ورأى الوفد مناظر أفظع مما كان يعرض على شاشة التلفاز».

وأضاف: «رأينا حالات لم نرها من قبل, ولم نسمع عنها ما يدل على بشاعة الهجوم, فالعدو لم يستخدم السلاح المعتاد دائما ومارأيناه لم نقرأه في كتب الجراحة, حيث استخدم مواد محرمة دوليا لا تستخدم في الحروب العادية, كالفسفور الأبيض ومادة الداين وهي اختصار للمعدن الثقيل, وهي مادة تلامس الجلد وتخترقه من دون أن تترك فتحة على سطح الجسم, ولكن في داخل الجسم ترى الدمار الواسع لجميع أجهزة جسم الإنسان».

مشيرا إلى أنه قد يكون هناك مادة اليورانيوم أيضا، وأن مجموعة من الأجانب قاموا بأخذ عينة من هذه المواد وأجزاء بشرية لفحصها والتأكد من ذلك.

وقال:«لقد شمل الدمار المستشفيات ودور العجزة ومدارس كثيرة حتى المساجد والجامعة الإسلامية بغزة لم تسلم من ذلك, وتم جرف أراض زراعية شاسعة, حيث رأى الوفد أشجار الزيتون والبرتقال مقطوعة وهي مثمرة, حتى مزارع الدجاج مدمرة ومحروقة مما يدل على الحقد والكره الصهيوني البغيض».

كما تطرق إلى ظاهرة توافد الناس بالآلاف إلى المستشفيات بعد الحرب للعلاج, عندما سمعوا بالوفود الطبية المتخصصة, وذلك بسبب أن الحصار الطويل لم يسمح لهم بالعلاج اللازم.

مشيرا إلى أن هذا دليل على أن الناس في غزة كانت تجوع وتتوجع وتموت في ظل صمت عربي عن الحصار, مؤكدا أن الحصار هو من أمات وخنق شعب غزة وليست الحرب.

وأضاف: «إن غزة إلى جانب ذلك، تعاني مأساة كبيرة هذه المأساة متمثلة في غلاء الأسعار, حيث وصل سعر اسطوانة الغاز إلى عشرين دولارا, بينما تبيع مصر الطن الغاز لإسرائيل بدولارين أي مايعادل 50-25 اسطوانة!!

وأوضح مدى حاجة أبناء القطاع وخصوصا الأطفال إلى إجراء عمليات جراحية في القلب معظمها عاجلة, مشيرا إلى أن المركز الموجود في القطاع مغلق منذ أربع سنوات.

وقال: «عدنا بأمل الحصول على هذه المعدات والأدوات عبر التبرعات من اليمن لنعود بها إلى غزة لإجراء عمليات جراحية متكاملة في القلب كما وعدنا الناس هناك».

فيما أشار الدكتور عبدالله التويتي اختصاصي جراحة عظام إلى أن السلطات المصرية لم تسمح لهم بالعبور بسهولة إلا بعد حصولهم على رسائل من السفارة اليمنية وبعد شوط كبير وكتابة الأطباء إقرار تنازل وتحمل مسؤولية ماقد يحدث لهم في القطاع.

وقال: «قابلنا المجاهدين وجها لوجه وتعاملنا معهم وقرأنا القرآن في أرض الجهاد والصواريخ تضرب وكان هذا جديدا علينا», مشيرا إلى أن الهجمة الإعلامية الشرسة ضد المقاومة, هي السبب في هذه المعركة, خصوصا حركة حماس على أنها من قاد إلى هذه الجرائم، متسائلا:

«متى كانت الشعوب تحصل على حريتها دون إراقة الدماء؟!».

وعن العمليات الجراحية أوضح أن معظمها كانت تجري في غزة إلا ما استعصي فقد كان يرسل إلى الخارج.

فيما أشار الدكتور محمد العباهي استشاري جراحة عامة وطوارئ إلى نفاد الأدوية في القطاع وانعدام أكثر من 150 صنفا أثناء فترة الحصار, مؤكدا أنه عند فترة الحرب لم يكن في مخازن المستشفيات غير بعض علب الإسبرين.

وأشار الدكتور جميل السقيا اختصاصي تخدير وعناية مركزة إلى وجود جروح بالغة وعميقة, وهناك بتر للأعضاء والأطراف تحتاج إلى عمليات متواصلة, بالإضافة إلى قلة الأدوات والأدوية, قائلا «إن كل ماهو موجود الآن هو ما دخل أثناء وبعد الحرب», مشيدا بتماسك الشعب الفلسطيني وصبرهم وعدم تذمرهم.

وقد دعا الأطباء الصحفيين اليمنيين للذهاب إلى قطاع غزة ومعاينة الواقع هناك, لما للإعلام من دور كبير في كشف الحقائق والممارسات البشعة.

مؤكدين توقعات بانتشار الأوبئة والأمراض, نتيجة للمياه الملوثة والحيوانات النافقة المنتشرة التي بدأت تفوح رائحتها في أكثر من مكان.

بالإضافة إلى الجثث التي لا يتم انتشالها إلا بعد مرور أيام عديدة, والغازات والفسفور الذي لايزال يحترق متوقعين حصول حالات تلوث ستظهر خلال الأيام القادمة.

وأشاروا إلى أن دخول الأجهزة والأدوية والأطباء إلى غزة «هو أسهل من خروج المرضى ودخولهم إلى قطاع غزة بسبب معاناتهم على حدود رفح في ظل الحصار».

حضر المؤتمر الصحفي كل من الإخوة: نصر طه مصطفى نقيب الصحفيين اليمنيين وسعيد ثابت سعيد الوكيل الأول للنقابة، وجمال عيسى ممثل مكتب حماس في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى