مصـارحة حـرة .. كبشك لك!!

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> في حمى المنافسة على (النقاط) والفوز..وصخب الصراع بين (ريال مدريد) الأسباني والاتحاد الأوروبي بخصوص تقييد الوافدين الجديدين (هنتلار) الهولندي و(ديارا) الفرنسي.

فجرت صحيفة «ماركا» الأسبانية الموالية للنادي الملكي مفاجأة من العيار الثقيل، عندما كشفت بشفافية ووضوح حالة (تزوير) لجأ إليها رئيس النادي (كالديرون) لتمرير التقرير المالي على الجمعية العمومية..سقط (الخبر) على رأس (كالديرون) فانهار..وبكى في المؤتمر الصحافي وانسحب من سكات تطارده لعنات المدريديين..لم يقل (كالديرون) أنا أحمر عين..وفوق المساءلة من أية جهة..ولم يطالب بإغلاق صحيفة «ماركا» مع أنها حافظة أسرار ناديه..ولم يرسل سيارة تطارد رئيس التحرير..بل اعترف بأنه أخطأ من دون قصد..وأنه (لوّث) ناديه بفيروس (التزوير) وأنه سكب على ورقته الأخيرة (محبرة) من الحبر الأسود..رحل عن ناديه بعد أن استقال ورمى تاريخه وبطولاته مع الريال في (برميل) القمامة.

ياااااه.. هكذا ببساطة دون لف ولا دوران رحل (مجبر أخاك لا بطل)..لم يتوسل للصحيفة أن ترحمه وأن تعتقه من مصير (الاذلال) الذي ينتظره في البيت عندما يقابل أولاده..وفي الشارع حيث لا مكان للهمز والغمز واللمز..وفي العمل حيث تنخفض أسهم (أمانته) إلى الحضيض.. حياة سوداء توحي لنا بأن الموت أفضل من أن يعيش بقية عمره بين الناس عرضة للخيانة والتزوير.

عندنا في اليمن..تحدث تجاوزات..وتتكاثر الرشاوي في السر والعلن..وتدور عجلة (التزوير) في مختلف مفاصل العمل الرياضي..فتبدو لنا هذه (الأشياء) روتينية..عادية لا تستحق كل هذه (الزيطة) و(الزمبليطة).

كم من مسؤول رياضي تجاوز الخطوط الحمراء..وفعل بالرياضيين ما لم يفعله المشيب برأس شاعر (التمني)..ولم يتجرأ أحدنا على (معاتبته) فقط..وكم من (قرارات) كيدية طابعها مصالح خاصة استنزفت رصيد (صندوقنا) بعيدا عن سياسة (الاسترشاد) لم تحرك (عضلة) واحدة في كرش كل (متجاوز) يقرأ انتقاداتنا بسخرية ثم يبل صحفنا ويشرب ماءها.

ما فعله (كالديرون) عندنا عادي جدا ولا يرتقي إلى مقام (جنحة) تفقده منصبه وتوصمه ما دام حيا بـ (العار)..وسطنا الرياضي مليء بحمران العيون تجدهم يلبسون ملابس القضاء ومن داخل (شياطين) يستطيعون أن ينظفوا رياضتنا بالليفة والصابون قبل أن يرتد إليك طرفك.. وكأنهم (جن) سيدنا سليمان عليه السلام.

عندهم لا مكان للجان ومخاطر (التلجين)..عندهم السيف يسبق (العذل)..المخطئ ينال جزاءه دفعة واحدة وبالجملة وليس بالتقسيط الممل..لو أن (كالديرون) فعل فعلته عندنا وفي أحد أنديتنا لوجد مسؤولينا يهللون له ويشيدون بعبقريته في (استغفال) الجمعية العمومية.. ولو أن تقريره المالي قدم لوزارتنا رغم ما فيه من تجاوزات ليست خطيرة..فإنه سينال تكريما ووساما رياضيا رفيع المستوى جديد المحتوى وفريد المبتغى.

سودنا صحفنا الرياضية بأخطاء المسؤولين وتجاوزات القياديين في الأندية والاتحادات.. وكشفنا مرارا وتكرارا عن (عمولات) تتطاير على خلفية مشاريع يقودها مقاولون (ففتي- ففتي)..ومع ذلك لم يتحرك المعنيون..الدنيا عندهم عوافي لكن على طريقة ادكم (سعد) يفهم (مسعود)..حتى أن باب (السمسرة) و(الاسترزاق) مفتوح طوال ساعات اليوم..هم تحت الطلب..تريد ناديا..تريد اتحادا..تريد وكيلا..تريد تلعب كرة دون الاستعانة بالقدمين وإنما باليدين..كلها أماني ممكنة طالما وأنك ذكي ولماح..ولك علاقة بـ (المعلوم)..وقرابة مع (ابن هادي)..وإذا حدث أن لعب الصغار أوالكبار بذيولهم بحثا عن غاية تبرر الوسيلة فلا خوف عليهم، لأن (اللجان) عندنا لديها (مفهومية)..فهي لجان مؤدبة ومطيعة وتهوى أغنية الفنانة كاميليا عنبر «والله ما تحلحل حتى يلتفت» ولا تستهويها عمليات التشهير بالناس..لذا فإن (البراءة) في انتظار الخارجين على قبضان المعقول وكله تمام يا سعادة البيه (المسعول)!!.

عندنا صحافة تكشف مستور الصفقات (المضروبة) وتعري حقائق كفيلة بإرسال فاعليها إلى سجن (جوانتانامو) الذي أغلقه الرئيس الجديد (أوباما)..لكن قضايانا وحقائقنا تذهب مع الهشيم لتذروها الرياح..كم من اتحادات (شوهت) صورة وطن الحضارات - جماعية وفردية - وعادت لتبقى على قلوبنا وكأن شيئا لم يكن..لا ثواب ولا عقاب..اعمل ما بدى لك وما يعجبك.. ونم قرير العين مرتاح الفؤاد..فلا سين ولا جيم ينتظرك..ولا مساءلة صورية تبحث عليك.

عندهم (قانون فوق الجميع) عنده تتساوى ألوان الطيف..لا فرق بين مسؤول (مترهل) وبين قيادي (نحيف) في وزن قصب السكر.. من يخطئ يعاقب بشفافية..ومن لا يحترم الصالح العام ويرقص على حبل مصالحه الخاصة..فلا مكان له ولا حتى هامش.

عندنا إياك أن تطالب بالتحقيق من (شيوخنا) و(عقالنا)..هم خط أحمر..وهم أحرار كما ولدتهم أمهاتهم..فوق القانون..وفوق مستوى الشبهات..وحتى إذا هاج الشارع الرياضي وماج على خلفية مشاركة مخزية فرجت علينا أمة لا إله إلا الله..فإن كل مسؤول يتنصل أو يعتذر وهذا أضعف الإيمان..وفي الحالة القصوى يقدم المسؤول الفاشل كبش الفداء من خارج الحدود.. فيجد المحقق يقول له: توته.. توته.. خلصت الحدوته..كبشك لك خذه..وقدمه قربانا للصحافة التي تمارس علينا نقيق الضفادع ونعيق الغربان!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى