ومن العشق ما قتل .. أموال مان سيتي لم تنجح في إغراء كاكا

> ميلانو «الأيام الرياضي» عن art:

>
نال النجم البرازيلي ريكاردو كاكا استحسان واحترام جماهير كرة القدم في العالم أجمع بعدما رفض عرضاً خيالياً من نادي مانشستر سيتي الانجليزي تجاوزت قيمته الـ 240 مليون دولار، ليثبت للعالم أن الأموال وحدها لا يمكنها أن تصنع تاريخاً ونجومية لأي لاعب في العالم.

وكانت الأيام الأخيرة تاريخية بالنسبة «للروزنيري» إذ توقفت قلوب مشجعي الفريق الإيطالي ليلة أمس الأول عندما أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة مساءً، وهو الوقت الذي اجتمع فيه رئيس نادي ميلان سيليفيو بيرلسكوني مع كاكا لمباحثة أمر انتقاله إلى نادي مان سيتي الانجليزي.

لكن تلك المخاوف تبددت وانقلبت إلى فرحة عارمة عندما خرج بيرلسكوني والسعادة تملأ وجهه وصرح قائلاً:«كاكا سيبقى ميلانياً».

وفور سماع الخبر بدأت جماهير الميلانيستا باستعادة شيئ من هيبتها الكروية التي كانت ستفقدها في حالة التفريط بالنجم كاكا، إذ أن رحيل نجمٍ بحجمه من الدوري الإيطالي يعني موت الكالتشيو، فأي شخص محب ومتابع للدوري هناك يؤكد صحة هذا الكلام، فالنجم البرازيلي يعتبر فاكهة الدوري، نظراً للقيمة الفنية والمهارية التي يمتلكها إبن السامبا، خاصة أن الفريق الإيطالي بدأ يستعيد شيئاً من تاريخه الكبير وألقابه المفقودة في الأعوام الماضية بعد قدوم كاكا إلى صفوفه.

ومن الدروس والعبر المستفادة من رفض كاكا لعرض مانشستر سيتي ما يلي:

1. الولاء والانتماء للنادي الذي كان سبباً وراء شهرته عالمياً وحصوله على العديد من الجوائز والألقاب، لعل أبرزها الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم (عام 2007) وجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في أوروبا بنفس العام.

2. عدم الانجراف وراء الإغراءات المالية التي قدمها النادي الإنجليزي للتعاقد مع كاكا، بعد أن عرض عليه راتباً شهرياً تجاوز الـ 2 مليون جنيه استرليني.

3. تمسك كاكا بفريقه حتى آخر لحظة في المفاوضات دون إظهار أي تردد في ترك فريقه صاحب الفضل الأكبر عليه.

4. مكافأة جمهور الميلان من قبل كاكا بعد أن رفض العرض المقدم وقرر البقاء في صفوف الفريق كتعبير للمحبة الكبيرة التي يكنها جمهور الروزينيري له.

5. الحب الذي أبداه لاعبو ميلان تجاه زميلهم بالفريق كاكا عندما طالبوه بالبقاء في صفوف الفريق لتحقيق المزيد من النجاحات.

6. استماع كاكا لنصيحة زملائه في المنتخب البرازيلي الذين أصروا عليه بعدم مغادرة الفريق الأحمر والأسود والذهاب لفريق لا يمتلك تاريخاً كبيراً .

7. الحب والاحترام الذي أبداه نجوم الكالتشيو تجاه كاكا إذ طالبوه بعدم الرحيل أيضاً أمثال المخضرم ديل بييرو نجم نادي يوفنتوس، وجوزيه مورينيو مدرب نادي إنتر ميلان الإيطالي، ومارتشيلو ليبي مدرب المنتخب الإيطالي، وغيرهم الكثير.

8. الانصياع من قبل إدارة الميلان لرغبة لاعبها في البقاء ضمن صفوف الفريق ورفض العرض الخيالي المقدم من إدارة مانشستر سيتي الإنجليزي، رغم أن الفريق الإيطالي يمر بضائقة مالية صعبة.

9. السخط الذي عبرت عنه وسائل الإعلام الإيطالية تجاه إدارة الميلان لفقدانها أحد أبرز نجوم العالم من الملاعب الإيطالية.

10. احترام إدارة مانشسستر سيتي لرغبة كاكا في البقاء ضمن صفوف ميلان، وتعهدهم بعدم محاولة ضمه في الأعوام المقبلة.

فالواضح مما سبق أن النجم البرازيلي نال احترام جميع متابعي الرياضة بعدما فضل كرة القدم وحبه لناديه على المال والثراء، موجهاً رسالة إلى أي لاعب في العالم يقول فيها:«متعة كرة القدم لا تباع» ، خاصة أن كثيرا من اللاعبين في العالم وبالأخص البرازيليين دائماً ما ينجرون وراء الهاجس المادي تاركين خلفهم التحدي الحقيقي في كرة القدم.

ومنهم أمثلة كثيرة لعل أبرزهم، ريفالدو لاعب نادي برشلونة السابق الذي انتهى به المطاف حالياً مع نادي متواضع في أوزبكستان أكبر بطولة يشارك بها دوري أبطال آسيا، وروبرتو كارلوس مدافع نادي ريال مدريد السابق الذي انتقل إلى نادي فناربهتشة التركي الذي دائماً ما يكون ضيف شرف في البطولات الأوروبية الكبيرة، ومن قبلهم اللاعب المهاري دنيلسون الذي صال وجال في عدة أندية عربية وآسيوية..والنجم العالمي روماريو الذي احترف في صفوف السد القطري في آخر حياته الكروية، والمهاري ليوناردو لاعب ميلان السابق الذي استقر به المطاف في أحد الأندية القطرية أيضاً، وروكي جونيور لاعب روما الإيطالي السابق تواجد مؤخراً في أحد الأندية الخليجية، ومهاجم برشلونة السابق سوني أندرسون الذي كان نجم ناديه بلا منازع انتهى به المطاف في فريقي العربي والغرافة القطر.

وأخيراً كانت المفاجأة في رحيل النجم روبينيو مهاجم نادي ريال مدريد السابق إلى مانشستر سيتي الذي أبدى رغبته في التعاقد مع كاكا مؤخراً.

ويبدو أن كاكا هو الوحيد الذي خرج عن النص بالنسبة لللاعبين البرازيليين وفضلّ كرة القدم على الجري وراء الثراء والأموال الطائلة.

أجمل التصريحات التي نشرت في الفترة الأخيرة على لسان النجم كاكا:

> «لا أريد الخروج من بيتي» في إشارة منه إلى أن نادي ميلان يعتبر منزله وليس أي نادٍ آخر.

> «الناس هنا تحترمني وهذا ما أبحث عنه» ليؤكد مقولة (خليك محترم الناس تحترمك).

> «قلبي من أرغمني على البقاء في ميلان» ليظهر للعالم مدى حبه لناديه.

> «لن أطلب زيادة أجري نهائيا» ليكافىء الإدارة التي تمسكت به ومنعته من الخروج.

> «أريد أن أشكر كل من طالبني بالبقاء» لرد الجميل لأصدقائه في الفريق.

> «الحب في ميلان وليس في مكانٍ آخر» ليظهر مدى السعادة التي يشعر بها في ناديه.

شكر خاص

عبر ريكاردو عن شكره وامتنانه لزملائه في الفريق الذين طالبوه بالبقاء، ليؤكد مدى العلاقة القوية التي تربطه بهم وهو الأمر الذي دائماً ما تفتقده بعض الأندية، إذ أن الود بين اللاعبين غالباً ما يكون له تأثير إيجابي على نتائج الفريق، وهو الأمر الذي حصل مع ميلان في العامين الأخيرين.

رسالة بين السطور

رفض كاكا لعرض مانشستر سيتي الإنجليزي يحمل في طياته رسالة موجهه إلى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم مانشستر يونايتد الانجليزي، الذي يعد هدفاً لريال مدريد الإسباني، يظهر له فيها أن محبة الجمهور والزملاء لا تُشترى بالمال وإنما تولد مع اللاعب في ناديه، فإن التمسك دائماً بالنادي الذي أنشأك وقدمك للعالم كنجم يجب أن تكافئه بالبقاء في صفوفه لأطول فترة ممكنة.

كاكا يحذر رونالدو من الانجراف وراء المال

إشارة بدون إساءة

يبدو أن أكثر المتضررين من عدم رحيل كاكا إلى المان سيتي هو زميله بالمنتخب البرازيلي روبينيو الذي فضل أموال الفريق الانجليزي على البقاء في صفوف ريال مدريد،

وبهذا الرفض وجد روبينيو نفسه وحيداً دون قدوم النجوم الكبيرة إلى مانشستر سيتي، ليبدأ في إعادة حساباته من جديد بعد أن تسرع في اتخاذ قرار الرحيل عن ريال مدريد والذهاب إلى نادٍ متواضع تاريخياً.

العلامة الكاملة

استحق جمهور ميلان العلامة الكاملة من حيث التعامل مع هذه الأمور، فبعد أن كان كاكا قريباً جداً من صفوف مانشستر سيتي، تجمع الآلاف منهم في الطرقات وأمام نادي ميلان يرفعون لافتات كتب عليها عبارات تطلب من نجمهم البرازيلي البقاء مع الميلانيستا، ليظهروا للعالم مدى المحبة التي يكنها جمهور «الروزينيري» إلى معشوقهم كاكا.

فكان الآلاف متواجدين خارج الاجتماع الأخير الذي حصل بين الإدارة وكاكا في جوٍ بارد جداً لمعرفة نتيجة المفاوضات، فاستحق جمهور الميلان العلامة الكاملة على هذا التصرف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى