انفلونزا الطيور وانفلونزا اختلاس الأموال

> «الأيام» هاني جلال سكاريب /كريتر - عدن

> لقد شغلنا بظاهرة انفلونزا الطيور، وغضت أبصارنا عن انفلونزا خطيرة فتاكة أشد ألماً بأضعاف مضاعفة من انفلونزا الطيور، إنها انفلونزا اختلاس الأموال العامة والتي يجتاحنا وباؤها كل عام، فالاختلاس يعني خيانة أمانة الشعب المودعة لدى بعض ضعفاء النفوس.

إن للسرقة والاختلاس فنونا وصورا، فكم من مختلس فعل فعلته وتوارى عن الأنظار، وآخر فعلها دون أن يترك أي أثر؟، وكم من مختلس فعلها وألبس غيره التهم افتراء؟

أما أهم وأكبر وأعظم وأبشع صورة من صور الاختلاس هو اختلاس وظائف الشباب الذين تعبت فيهم أسرهم وعائلاتهم وكدت وشقت وذاقت المر لكي تدخل ابنهم أو ابنتهم تلك الكلية أملا منها أن يعينها أو تعينها على تحمل أعباء الحياة والزمن الذي لا يرحم، فيكد الطالب أو الطالبة في دراسته طيلة عدة سنوات على اختلاف تخصصهم، واضعين في عين الاعتبار مدة الانتظار في ذلك الطابور الطويل (القيد والتسجيل).. ومع هذا وذاك، يژأتي بكل برود واستخفاف وموت الضمير سماسرة الوظائف وبائعو حقوق الغير يروجون وظائف غيرهم- عفوا أقصد بضاعتهم- فيبيعونها على مرأى ومسمع من صاحبها حتى وإن كان معه فتوى بتلك الوظيفة، ولكن مايحز في نفسي أننا نجد الثقة مع المختلسين فنمنحهم مراكز أعلى ومسئولية أكبر وصندوق أوفر، وهذا مؤشر سلبي فارتفاع نسبة الاختلاسات يحرم الشعب حتى الحلم بالحصول على حياة معيشية افضل، نحن وغيرنا نعي بأنه لايوجد نظام حاكم في العالم بأسره لايوجد فيه لصوص ومختلسين، ولكن الفرق بين نظام وآخر هو تطبيق القوانين والعقوبات.

عفواً انفلونزا الطيور لا نخشاك، فانفلونزتنا أشد فتكا وبطشا، فأنت ابتلاء من عند الله بينما انفلونزتنا هي تدبير إنساني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى