عمالقة الفن والإبداع يرحلون بصمت!

> «الأيام» حسن قاسم:

> المبدعون في بلادنا من فنانين وصحافيين وشعراء وكتاب وغيرهم ممن حملوا راية الإبداع قلائل وهم يتساقطون كأوراق الخريف واحدا تلو الآخر .. فكثيرون غيبهم الموت والبعض منهم لازال يصارع المرض ويطلق صرخات الاستغاثة والنداء فلا مجيب .. ومنهم من يكافح ليعيش منتظراً قدره المحتوم.

وأخص هنا فئة المبدعين من الرعيل الأول من عمالقة فنانين وملحنين وشعراء، الذين ساندوا الثورة والجمهورية بحماسهم الفني الوطني وتغنوا باليمن، وسخروا فنهم لخدمة قضايا المجتمع وشكلوا مدارس فنية متعددة وأوصلوا صوت اليمن إلى الخارج منذ بدايات القرن الماضي .

لقد رحل عنا منذ أيام قلائل عملاقان من عمالقة الفن؛ الراحل خليل محمد خليل رائد الأغنية العدنية والراحل حسن عطا من رواد الأغنية اليمنية بعد مشوار غني بالعطاء الفني .. رحلوا بصمت بعد معاناة طويلة مع المرض وكرموا برحيلهم ببيانات نعي لاتتعدى الأسطر ولا تليق بمكانتهم وعظمتهم وعطائهم الزاخر.

فالمبدعون بشكل عام والفنانون بشكل خاص في بلدان كثيرة يعدون رموزاً وطنية يشار إليها بالبنان، فمن رحل منهم يخلد خلود الأبطال فتعلن حالات الحداد الرسمي والشعبي وتلغي القنوات التلفزيونية برامجها وتكرس لاستعراض حياة وتاريخ وعطاء من رحل تقديراً وعرفاناً لفنه وإبداعه الذي لن يتكرر، فيما تنصب التماثيل في بعض البلدان للمبدعين في الميادين العامة وتصدر بأسمائهم الطوابع البريدية، وتسمية الشوارع ويكرمون بكل ذكرى سنوية لرحيلهم .. أما من هو على قيد الحياة فيعيش حياة رغدة كريمة .

فماذا قدمت بلادنا للمبدعين والفنانين.. لاشيء سوى بيانات النعي .. وماذا نسمع من الفنانين المبدعين من الرعيل الأول العظماء بعد هذا المشوار الطويل سوى صرخات الاستغاثة والأنين .. فلم يعد الفن اليوم من غناء ومسرح وسينما وأكروبات وغيرها من الفنون محل اهتمام الدولة بل تراجع وانحسر وتخلف كثيراً جداً بعد أن كان زاخراً بالعطاء ورائداً متدفقاً في حقبة من الزمن ليست بعيدة، بل فرض نفسه ليتخطى أسوار اليمن إلى دول مجاورة .

سيأتي اليوم الذي سنبكي ونتحسر فيه على فننا الجميل وعلى رموزه، وخاصة بعد أن فرضت بعض القنوات الفضائية علينا ألواناً من الفن الهابط الذي يتناسب مع جيل اليوم، وستختفي معالم فننا الجميل ورموزه العظماء.. ولاحول ولاقوة إلا بالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى