التعامل الصعب مع المساعدات في أعقاب الحرب في قطاع غزة

> رفح/العريش «الأيام» آن بيتريس كلاسمان :

>
رفح/العريش 28 كانون ثان/يناير (د ب أ)- أثارت صور الأشخاص المحترقين والأطفال المصابين والمنازل المهدمة في قطاع غزة موجة من الاستعداد الجاد للمساعدة في الدول العربية والإسلامية ، إلا أن أصحاب النوايا الحسنة ثبت لهم خلال الأيام والأسابيع الماضية مدى صعوبة توصيل مساعدات في منطقة يفقد فيها كل شخص ثقته في الآخر.

وعن ذلك يقول أحمد عرابي مدير منظمة الهلال الأحمر في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء المصرية التي تحمل فيها الشاحنات يوميا بالأرز والسكر ومياه الشرب والأدوية والبطاطين لقطاع غزة: "تطالبنا إسرائيل بدفع 169 شيقل (57ر30 يورو) كرسوم جمركية عن كل طن من بضائع الإغاثة التي نجلبها للفلسطينيين عبر الحدود".

ويقول عرابي وزملاؤه إنه ليس من الأخلاق "أن يقتل ويدمر الإسرائيليون في أول الأمر ثم يتربحون ماليا بعد ذلك من شحنات الإغاثة".

ولم يذكر عرابي وزملاؤه أن هناك الكثير من العرب يرون أنه من الخطأ أن ترسل الحكومة المصرية بضائع الإغاثة إلى قطاع غزة عبر معبر كرم سالم الحدودي الذي تسيطر عليه إسرائيل بدلا من إرسالها مباشرة عبر معبر رفح الذي يربط مصر بقطاع غزة.

وقرر الرئيس المصري حسني مبارك أن يبقى معبر رفح الحدودي مغلقا أمام حركة نقل الأشخاص والبضائع العادية طالما لم تتوصل حركة حماس ومنظمة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاتفاق على تشكيل حكومة موحدة ، كما طالب مبارك أيضا بعودة المراقبين التابعين للاتحاد الأوروبي على الحدود.

لذلك فإنه ليس من المسموح حاليا سوى توصيل الأدوية أو سفر الصحفيين الأجانب والأطباء الذين يتطوعون لمساعدة الجرحى إلى القطاع والعودة إلى مصر عبر رفح.

وفي أحد أيام يناير/كانون ثان الباردة عبر وفد من الأطباء المغربيين الحدود إلى غزة ، بينما حاول مساعدون من تركيا تدفئة أنفسهم في أشعة شمس الصباح الجافة بقدح من الشاي منتظرين منذ يومين الحصول على تصريح من السلطات المصرية للدخول إلى قطاع غزة ، في حين يترجم صحفيون أردنيون في منطقة الحدود للأطباء القادمين من إندونيسيا وجنوب أفريقيا الذين لا يستطيعون التفاهم مع حرس الحدود المصريين.

وفي العريش يقوم حاليا عاملون حفاة الأقدام بتحميل الشاحنات بأجولة الأرز والبطاطين.

وتأتي بضائع الإغاثة من الكويت والمملكة العربية السعودية والمغرب وتونس ومحافظة أسيوط المصرية.

ويقول عضو في إحدى لجان الإغاثة في العريش: "بعض المواد الغذائية فسدت الأسبوع الماضي حينما هطلت الأمطار لأنها كانت مخزنة في مكان مكشوف" ، بينما قاطعه في كلامه عبد الجواد سالم المنتمي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر قائلا: "هذا ليس صحيح على الإطلاق".

ويرفض سالم المسئول عن تخزين بضائع الإغاثة سماع أي شيء عن البطاطين التركية جيدة الجودة التي قيل عنها إن "مساعدين إغاثة" مصريين فاسدين سرقوها وبدلوها ببطاطين الجيش الرخيصة.

وقال عرابي الذي لا يتوقف هاتفه المحمول عن الرنين كل 30 ثانية: "المواد الغذائية والبطاطين نرسلها إلى الحدود حيث ينتظرها أفراد السلطة الفلسطينية (التابعة لعباس) الذين يدفعون الرسوم الجمركية للإسرائيليين ويشرفون على عملية توزيع بضائع الإغاثة".

ورفض عرابي إبداء رأيه في الادعاءات التي تروجها حركة فتح عن حماس والعكس بأن أتباع الحركة الاخرى سطوا على شحنات الإغاثة و"سرقوا" المواد الغذائية.

بينما قالت موظفة في الهلال الأحمر: "سمعنا أن السلطة (في رام الله) خصصت جزءا صغيرا من بضائع الإغاثة للبيع لتسدد من إيراداتها الرسوم الجمركية ، لكننا لا نعلم شيئا محددا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى